المحتوى الرئيسى

جمال لطيف.. فنان بمحض الصدفة يسرد تراث بلاد الذهب على لوحاته

08/18 14:45

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » جمال لطيف.. فنان بمحض الصدفة يسرد تراث بلاد الذهب على لوحاته

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

ببشرته السمراء الداكنة ممسكًا بفرشاة يتمعن ويدقق في رسم لوحاته التي تعكس حبه لطبيعة بلاده، ليخرج رسومات أروع ماتصف بلاد الذهب”النوبة”.

الفنان النوبي جمال عبد اللطيف إبراهيم، والذي اكتشف موهبته بمحض الصدفة حين أتى موعد زفاف ابنته الكبرى في عام 2013 ليقوم بتزيين المنزل وزخرفته بالنقوش النوبية كأحد عادات النوبيين في أيام الفرح.

يشير هنا الفنان جمال إلى أنها كانت تلك هي المرة الأولى التي يحاول فيها أن يصمم زخرفة جديدة للجدران من وحي خياله، حتى أعجبت الجميع، ومنها توجه عم جمال إلى الرسم على خشب حبيبي فيقول “كان أول ما رسمت هو بيت نوبي أبهرت الرسمة الكثيرين حتى نصحني أحد أصدقائي بممارسة الفن ونقل الرسومات بالدهان إلى لوحات باستخدام الفرشاة وألوان الزيت، فأخذت بنصيحته وبدأت أرسم لأنقل التتراث النوبي للأجيال من خلال لوحاتي”.

وكأن القدر أراد أن يساعد عم جمال، ففي هذه الفترة قام بتسوية معاشه المبكر بعد عمله بأحد فنادق القطاع العام التي تمت خصخصتها، لتتحول موهبة الفنان الأسمر إلى مصدر للرزق.

يقول عم جمال “أيقنت أن الله منحني هذه الموهبة في هذا السن ليساعدني على سد الالتزامات المعيشية للأسرة، فأصبحت أروج لرسوماتي على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فأرسم اللوحات وأبيعها حتى أصبح ضمن زيائني أجانب وكذا مصريين يراسلونني إليكترونيًا، ويبدون لي إعجابهم باللوحات التي قاموا بشرائها”.

الغريب في الأمر أن ذلك الفنان الأسمر لم يعايش الوضع في بلاد النوبة بأسوان قبل التهجير، فهو من مواليد قرية منشية النوبة التابعة لمركز ومدينة الطود جنوبي الأقصر، ومع ذلك تجد كل لوحاته تمثل عادة من عادات النوبة أو ترصد مناظر من طبيعة البلد.

وفي هذا الشأن يقول عم جمال:” بالفعل لم أعش في النوبة القديمة حيث تهجير منشية النوبة تم عام 1933 عند التعلية الثانية لخزان أسوان، لكننى استمديت واقع النوبة من خلال حكايات آبائي وأجدادي فعشت في النوبة القديمة بمشاعري وروحي لافتًا في ذلك إلى أن إقامته بمنشية النوبة بالطود لم تعيقه عن ممارسة هواياته وموهبته”.

لم يدرس الفن لكن فكرة اللوحة تصل للمتلقي سريعًا

رغم عدم تعرض الفنان النوبي لأي أنواع دراسة الفن أو التحاقه بأي من أماكن تعليم الرسم؛ إلا أن لوحاته تصل سريعًا إلى المتلقي، النيل والطبيعة ونقوش البيوت وعادات السبوع، كلها لوحات للفنان جمال لطيف تشد الناظر إليها، تظهر العادة التي يرغب الفنان في نقلها للمتلقى واضحة جلية وكأن الراسم التحق بكلية الفنون الجميلة ودرس قوانين الرسم وكل ما يجب أن يكون ليصبح فنانًا مبدعًا، فهو يعتمد على رسم اللوحة بمشاعره لتخترق اللوحة إحساس الناظر إليها.

أشهر لوحاته التي ترصد التراث النوبي

حين تنظر إلى لوحات الفنان جمال لطيف تراها جميعها تميل إلى الثقافة النوبية، يرصد من خلالها عادات أصيلة لدى النوبيين في كافة مناحي الحياة.

يقول الفنان “بدأت الرسم بلوحات أنشر من خلالها عادات وتقاليد للنوبة لا يعلمها الكثير، فأردت أن أوثقها على لوحاتي الزيتية، حتى أصبح لكل لوحة قصتها من التراث النوبي”.

سيدة تحمل طفلها الرضيع وتتجه نحو النيل لتبارك وجه ذاك البرىء بمياه النيل الأصيل، هذه إحدى لوحات الفنان جمال لطيف، يحكي لنا قصتها فيقول “من عاداتنا في النوبة عند مولد الطفل تذهب به الأم ومعها العمات والخالات إلى النيل ومعهن البخور والمديد – وهو عبارة عن عجين مطهو يضاف له السمن البلدي والحليب والعسل بالزفة والأغاني”.

ويذكر “كان قديمًا يغسل الطفل في ماء النيل لكن الآن نكتفي بغسل وجه المولود من ماء النيل ثم يلقي سبع لقمات من المديد مع الدعاء ثم يجهز قارب صغير من سعف النخيل ويكتب اسم المولود عليه ونتركه عائم في نهر النيل”.

عم جمال يرى أن هذه العادة تمثل مجمع لموروثات الأديان الثلاثة، فيقول “في اليوم الأول للمولود يؤذن في أذنه اليمنى وتقام الصلاة في اليوم التالي في أذنه اليسرى، ثم تذبح الشاة ويتم دعوة الأهل لتناول وجبة غداء أو عشاء وهي سنة عن الإسلام”.

ويتابع “أما الذهاب لنهر النيل وغسل وجه المولود بماء النيل فيرمز ذلك إلى التعميد في المسيحية، بينما يرمز مشهد إلقاء القارب في النيل مكتوبًا اسم المولود عليه، إلى قصة سيدنا موسى عليه السلام حين نجاه الله من فرعون فجعل النيل سببًا في نجاته”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل