المحتوى الرئيسى

3 علماء ذرة «شهداء».. القتل وسيلة أمريكا وإسرائيل لاحتكار «العلم»

08/18 11:00

تعرض بعض علماء مصر، وخاصة في مجال الذرة، لحوادث اغتيالات على يد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، نتيجة أبحاثهم في هذا المجال، والتي أعلنوا رغبتهم في إفادة مصر بها لتصبح مثل دول الغرب في التقدم علميًّا وتكنولوجيًّا، مع رفضهم كل الإغراءات التي قدمت إليهم لخدمة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.  

منذ أيام مرت ذكرى اغتيال العالم المصري سمير نجيب، ولم يلتفت إليها أحد، رغم أن تاريخ إسرائيل تحديدًا مع اغتيال علمائنا الشهداء، هو أكبر إدانة لأعداء يرغب البعض الآن في ترسيخ كونهم أصدقاء في أذهان المصريين.

"اليوم الجديد" يبرز 3 حوادث اغتيال لعلماء ذرة مصريين، بحسب ما ذكره موقع "ذاكرة مصر المعاصرة"، وكتاب (الموساد.. اغتيال زعماء وعلماء) للكاتب حمادة إمام)".

حصلت على بكالوريوس العلوم بجامعة القاهرة، وكانت الأولى على دفعتها وعينت كأول معيدة بالكلية، بفضل جهود الدكتور مصطفي مشرفة، عميد الكلية آنذاك، وحصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، وهي أول عالمة ذرة مصرية.

واستجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، وأتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت عروضًا لكي تبقي في أمريكا، لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق.

وقيدت قضية الحادث ضد مجهول، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية هي التى اغتالتها، وارتبطت قصة الاغتيال بالفنانة اليهودية راقية إبراهيم، بطلة مسرحية "سر المنتحرة" لتوفيق الحكيم.

وأشارت إلى هذه الدلائل ريتا توماس حفيدة "راقية"، من زوجها الأمريكي اليهودي، الذى تزوجته بعد عودتها من مصر، وكشفت أن جدتها كانت على علاقة صداقة حميمة بعالمة الذرة المصرية، وهذا من واقع مذاكراتها الشخصية التي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا، وتم العثور عليها.

وأكدت "ريتا" أن جدتها ساهمت بشكل رئيسي في تصفية "سميرة" من خلال استغلال علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما، والتي كانت تسمح لها بالذهاب لمنزلها، والتصوير بشكل دقيق.

وكانت إسرائيل قلقة من طموح سميرة موسى، لأنها كانت تسعى لامتلاك مصر القنبلة الذرية، وتصنيعها بتكاليف بسيطة، فدفعت راقية إبراهيم إلى تقديم عرض لها بالحصول على الجنسية الأمريكية، والإقامة في الولايات المتحدة، والعمل في المعامل هناك.

ورفضت "موسى" العرض بشكل قاطع، وطردت راقية من منزلها، فهددتها بأن رفضها سيكون له عواقب غير حميدة، ولم تهتم عالمة الكيمياء بهذه التهديدات، وواصلت أبحاثها، وهو ما لم يرض الموساد الإسرائيلي، وقرر تصفيتها.

تخرج "نجيب" من كلية العلوم، جامعة القاهرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة، ولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء، وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين، وأظهر نبوغًا مميزًا وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات خلال بعثته إلى أمريكا لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.

وتصادف أن أعلنت جامعة ديترويت الأمريكية عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها في علم الطبيعة، وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مائتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات، وفاز بها الدكتور سمير نجيب، وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا، وبدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه، ولكنه خاصة بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده في حاجه إليه، وصمم العالم على العودة إلى مصر وحجز مقعدًا على الطائرة المتجهة إلى القاهرة في 13/8/1967.

وما أن أعلن "نجيب" سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر، ولكنه رفض كل الإغراءات، وفي ليلة سفره فوجئ الدكتور سمير نجيب، أثناء قيادته لسيارته، بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات، وانحرف إلى جانبي الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، فأسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت ولقي حتفه على الفور.

تخرج عالم الذرة المصري من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952، وأختير ضمن بعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، وتزوج وسافر وقضى هناك 6 سنوات، عاد بعدها إلى مصر عام 1963، متخصصًا في هندسة المفاعلات النووية.

وبعد حرب 1967، تم تجميد البرنامج النووي المصري، ما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى، وهو الأمر الذي لم يساعده على الإبداع، أدى ذلك إلى ذهابه إلى العراق ليبدع في أبحاثة في الذرة بعد تلقيه عرض من الرئيس الأسبق صدام حسين.

وفي عام 1980، عثر على الدكتور يحيي المشد، في حجرته، بفندق الميريديان بباريس جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة، وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل