المحتوى الرئيسى

دبلوماسي أمريكي ينتقد بلاده بشأن "انقلاب تركيا"

08/18 01:47

انتقد سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون, موقف بلاده, الذي يتسم بالتراجع أمام تزايد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وأوروبا, والذي ظهر بوضوح في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا, حسب تعبيره.

وقال بولتون في مقال له بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في 17 أغسطس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت من جديد قدرته على اغتنام الفرص، حيث سارع لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الانقلاب الفاشل ضده.

وتابع " بوتين كان أول زعيم أجنبي يلتقي أردوغان, رغم الأزمة الكبيرة بينهما منذ العام الماضي, على إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية".

واستطرد " لقاء بوتين وأردوغان كشف بوضوح تراجع نفوذ الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط لصالح بوتين", محذرا من أن بوتين يخطط للهيمنة البحرية على البحر الأسود، والوصول منه إلى البحر الأبيض المتوسط عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا, وبالتالي تهديد أوروبا بقوة. 

كما حذر من احتمال أن ينضم أردوغان للمحور الروسي الإيراني, وبالتالي تزايد نفوذ بوتين في الشرق الأوسط.

وأشار بولتون أيضا إلى أن بوتين غير نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية, المتمثل في عدم السماح بتغيير حدود الدول الأوروبية بالقوة العسكرية، حيث قام مؤخرا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا, دون عواقب تذكر, وهو ما شجعه على التمادي في تهديد مصالح الولايات المتحدة والغرب, حسب تعبيره.

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا إن هناك حالة من الذعر في الغرب بسبب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في 9 أغسطس.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 12 أغسطس , أن قرار أردوغان بإقامة صداقة جديدة مع روسيا يعتبر خبرا سيئا للغرب، ويشكل تحديا خطيرا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وتابعت " سبب ذعر الغرب يعود إلى أنه إذا تعاونت تركيا وروسيا معا, فسيكون بوسعهما إعادة تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط والإخلال بنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا".

واستطردت " يجب على أردوغان ألا ينسى أن بلاده عضو في حلف الناتو وهو نظام أمن جماعي غربي حافظ على السلام لعقود, فيما يسعى بوتين لتفكيك هذا الحلف ردا على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ".

وأشارت الصحيفة إلى أن مسارعة بوتين بإظهار دعمه لأردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في 15 يوليو، تهدف إلى إحداث وقيعة في حلف الناتو، وتعميق الخلاف بين تركيا والغرب.

وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, قالت هي الأخرى إن الزيارة التي قام بها أردوغان إلى روسيا, تعتبر بمثابة "ازدراء" للغرب, وانتقام سريع من تأخره في إدانة المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في 15 يوليو.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 10 أغسطس, أن الغرب كان بطيئا في إدانة المحاولة الانقلابية، وهو ما أدى إلى استياء حتى الأتراك المعارضين لأردوغان، وغذى الشكوك بين الأتراك حول دعمه للانقلاب.

وتابعت " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا لم يفوت الفرصة للوقيعة بين تركيا والغرب, واستقبل أردوغان بحفاوة وأظهر دعما قويا له, على عكس ما فعلت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي".

واستطردت " زيارة أردوغان لموسكو تحقق له أيضا مكاسب داخلية كبيرة, لأن الهجمات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي في تركيا يخيفان السياح والمستثمرين على حد سواء، وبإمكان روسيا أن تخفف الضغط الاقتصادي على أنقرة إذا رفعت العقوبات عنها وأحيت صفقات الطاقة معها".

وخلصت الصحيفة إلى تحذير الغرب من عواقب استمرار تجاهل التحديات التي تواجهها تركيا داخليا, وعلى حدودها, مشيرة إلى أن هذا الموقف يصب فقط في مصلحة بوتين, لأن استقطاب تركيا إلى صف روسيا يساعد الأخيرة على تنفيذ مخططها بإثارة الخلافات بين أعضاء حلف الناتو, وبالتالي إضعاف الحلف في النهاية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال قمتهما في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في 9 أغسطس على تطبيع العلاقات بين بلديهما، والعودة بها إلى مستوى ما قبل الأزمة التي تفجرت إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر من العام الماضي.

ونقلت "الجزيرة" عن بوتين وأردوغان القول في مؤتمر صحفي في سان بطرسبورغ إنه تم الاتفاق في مستهل المحادثات على استئناف المشاريع الاستراتيجية المشتركة، ومن بينها بناء محطة "أك-كويو" النووية في تركيا بواسطة شركات روسية، واستئناف مشروع خط الغاز الروسي نحو جنوب أوروبا عبر تركيا.

وأضاف بوتين أن بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا "بشكل كامل"، وإنه يجري العمل على ذلك، وأضاف أنه تم خلال اللقاء مع أردوغان رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل الأزمة الأخيرة.

وأشار إلى أن روسيا سترفع القيود عن الواردات الزراعية من تركيا، وعن شركات البناء التركية، فضلا عن استئناف الرحلات السياحية الروسية نحو تركيا.

وقال الرئيس الروسي أيضا إن عودة العلاقات التجارية إلى مستواها السابق تتطلب بعض الوقت حيث إنها انخفضت في الأشهر الماضية بأكثر من 40%. وأضاف أن محادثات تفصيلية بين الجانبين الروسي والتركي بشأن تطبيع العلاقات التجارية ستعقد لاحقا.

وبشأن الأزمة السورية، ذكر بوتين أن لدى روسيا وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في تسوية الأزمة وأنه يمكن حل الخلافات بين موسكو وأنقرة بشأن سبل التسوية وسيتم البحث عن "حلول ترضي الجميع"، وشدد مجددا على رفض بلاده محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي

ومن جهته, قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن المحادثات مع روسيا ستدفع بالبلدين إلى الأمام، وتحسن العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى للخارج بعد محاولة الانقلاب.

وأضاف أن هناك إرادة سياسية لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى أعلى مما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة، كما أكد أن تضامن تركيا وروسيا يمكن أن يساعد في حل المشاكل بالمنطقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل