المحتوى الرئيسى

«العراقيب».. شوكة الاحتلال التي هدمتها 101 مرة في 6 سنوات

08/17 20:02

على مرمى البصر في فضاء تلك الصحراء الشاسعة، تقف قرية «العراقيب» الفلسطينية، بمساحتها الصغيرة التي ظلت شوكة في حلق قوات الاحتلال الإسرائيلي.. تتخللها صفائح حديدية اعتبرها الفلسطينيون منازل لهم، ألا أن الاستعمار استكثر عليهم تلك الصفائح فتعمد هدم القرية كل فترة وتشريد ما بها من مُغتصَبون في الأرض.

القرية الفلسطينية معروفة بكونها إحدى القرى التي ذاقت الويلات على يد قوات الاحتلال، فتحل اليوم الذكرى الأولى التي قامت فيها إسرائيل بهدمها كاملة، حتى تساوت القرية بالأرض، وكان ذلك خلال عام 2009.

ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، تتعرض باستمرار للهدم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي وصلت نحو 101 مرة، خلال 6 سنوات، خاض فيها الأهالي المواجهات الشرسة مع تل أبيب، وسميت بشوكة الاحتلال لقوة صمودها، وأصبحت رمزًا لمعركة إرادات يخوضها سكانها من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية.

في بادية صحراء النقب وتحديدًا بأراضي 48، شمالي مدينة بئر السبع، تقع قرية «العراقيب» التي تمتد على مساحة 1050 دونمًا، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كيلو متر إلى الجنوب منها، يبلغ تعداد سكانها وفقًا لآخر الإحصائيات التي أجريت عام 2013 نحو 300 نسمة، موزعون على 40 منزلًا من الصفيح.

لم يعرف المؤرخون تحديد نشأة القرية الفلسطينية الصامدة، ولكنها أنشئت منذ مئات السنوات، فحينما احتلت إسرائيل صحراء النقب عام 1949،أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية لا تعترف بها إسرائيل.

فلم تكتف إسرائيل بهدمها كل فترة، وصمود الأهالي في بناءها ألا أنها تحرمها أيضًا من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها قرية غير قانونية، غير معترف بها من قوات الاحتلال.

عمليات الهدم المستمر التي تشنها قوات الاحتلال على القرية، جاء إعمالًا بمبدأ لا ملكية للبدو في أراضيهم، حيث تقوم بهدم القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار المحاكم الإسرائيلية عام 1948.

كانت أول عملية لتهجير الأهالي عام 1953، حيث قامت قوات الاحتلال وقتها بعمليات بتهجير جزئي لهم، بدعوات مختلفة تارة تحت مظلة الدواعي الأمنية والعسكرية لاقترابها من مفاعل ديمونا النووي، وتارة أخرى لأن المنطقة تابعة للصندوق القومي اليهودي، أو لضبط عمليات البناء بشكل ممنهج.

وكان عام 2009، شاهدًا على أول عملية هدم كامل للقرية بالجرافات الإسرائيلية، بدعوى وجود عمليات للبناء والترخيص وتجديد القرية، ألا أن سكانها هم من أعادوا بناءها مرة أخرى، ورغم تكاليف البناء، ألا أن تل أبيب طالبتهم حينها بدفع غرامة بقيمة ملايين الدولارات أجرة الآليات التي هدمت القرية.

وتكررت عمليات الهدم منذ ذلك العام، لاسيما مع التمسك والصمود القوي من قبل الأهالي، ورفضهم سياسة التهويد التي تتبعها إسرائيل، لتجميع البدو في أراضي غير أراضيهم الملكية، ويعيدون في كل مرة بمساعدة من متطوعين تشييد الأبنية بعد كل هدم ينفذه الاحتلال.

«أبرز مواجهات تل أبيب والعراقيب»

23  سبتمبر عام 2009، وقع صدام بين الشرطة الإسرائيلية وأربعة من سكان قرية العراقيب، اعتقل على إثرها نحو 15 فرد أخرين، بعد تصديهم لموظفين وعمال تابعين لصندوق أراضي إسرائيل، حاولوا الدخول لمصادرة الأراضي ورزع الأشجار.

- 27 سبتمبر 2010، قامت المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية بتطويق القرية لحماية الجرافات الإسرائيلية التي باشرت هدم أربعين منزلًا، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين سكان القرية وعناصر الشرطة.

- 4 أغسطس 2010، حاولت القوات الإسرائيلية في نفس العام هدم العراقيب مرة أخرى تاركة السكان في العراء بعدما أعاد أهاليها بناءها، واعتقلت ثمانية أشخاص ممن تصدوا لها نقلتهم إلى مركز شرطة بئر السبع.

- 21 أغسطس 2010، وقعت مواجهات دامية بين الشرطة الفلسطينية وقوات تل أبيب، بعدما حاول سكان القرية من الفلسطينيين إعادة بناءها بعد أن هدمتها إسرائيل للمرة الرابعة خلال شهرين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل