المحتوى الرئيسى

مصطفى صقر يكتب: خطوات تساعدك في التغيير.. تعرف إليها | ساسة بوست

08/17 18:05

منذ 32 دقيقة، 17 أغسطس,2016

تحضرني ذكريات تعود لعامين قد مضيا. تعرضت في ذلك الوقت لموقف كان من أصعب ما لاقيت في حياتي؛ فقد كنت أقرب ما أكون  إلى الموت. مر الأمر بسلام والحمد لله، ولكن تبعاته لم تمر هكذا مرور الكرام. الأسئلة الوجودية أصحبت تلح عليّ باستمرار.. من أنت؟ ما هدفك؟ لماذا أنت على قيد الحياة الآن؟ إلى أين يجب أن تذهب؟ من هو الله؟ ولماذا خلقك؟ دوامات ما بعدها دوامات، وظللت هكذا كثيرًا حتى من الله عليّ بالخروج منها إلى حال أفضل والحمد لله.

ما فات ذكره هو تجربة شخصية كان هدفي من خلالها إبراز قاعدة معينة استقر عليها تفكيري وهي أن الدافع للتغيير، وأقصد به هنا الإجابة على تلك الأسئلة الوجودية بصورة عملية، غالبًا ما يكون شعورًا وجدانيَّا، ينبع من داخل أعماق القلب، ولا يؤجج هذا الشعور مجرد الشعارات أو الكلمات الرنانة؛ فقد قرأت قبل موقفي ذاك الكثير الكثير عن ضرورة التغيير، ولكن لم أتحرك إلا عندما كنت على وشك الإنهيار. وقد صدق من قال بأنه من رحم المحن تتولد الفرجات.

وللعلامة فريد الأنصاري، وهو مفسر للقرآن قل أن تجد له مثيلًا رحمه الله، رأي رائع إذ يقول بأن تدبر القرآن ليس كتفسيره، فالتفسير مرحلة أولية تسبق التدبر ويستطيع أن يخبرنا بها المفسرون جلهم، ويحدثوننا عنها. أما التدبر فهو أمر وجداني، ينبع من القلب، ويجيش في الصدر، ولن تجد أحدًا يخبرك بما تدبره أبدًا، فأنت مثلًا لا تشعر بمحنة غيرك إلا إذا وقعت أنت بها، وهكذا يكون الشعور والوجدان.

ويبدو من الحديث السابق أن تدبر القرآن يمر بمرحلتين هما مرحلة الفهم والتفسير، ثم مرحلة التدبر، وقد هدفنا من إيراد ما كتبناه أن نخبركم بأن الرغبة في التغيير تمثل شعورًا يحاكي ويقارب شعور التدبر القرآني بالضبط. وجل ما تحتاجه هو آلية من آليات التفسير أٌقصد التغيير كي تضعك على الطريق، ولا ينقصك إلا التدبر أقصد الشروع في التغيير، وهذا هو دورك.

حسنًا تبين الآن أنني سأشرح لكم نصف الطريق، وأنتم ما عليكم إلا النصف الآخر، فأهلًا ومرحبًا، سأحاول جاهدًا قدر الإمكان أن أضع لكم خطة  مقسمة على ثلاثة عناوين رئيسية، والحذر الحذر من القراءة السريعة بغير خطوات عملية تنفذونها، وإلا سيكون حالكم كحال من يقرأ القرآن يبغي التدبر بغير فهم لمعنى الكلمات التي يقرأها! فجهز الورقة والقلم واستعد لأجل التغيير.

الخطـوات الحقيقيـة التي تجعــل 2015 هو عام إنجـازاتك الكُبــرى – تقــرير

1- أجب على هذه الأسئلة

ما هي الصفات التي تتميز بها عن الآخرين؟

حتمًا ستجد أمرًا ما يجعلك تشعر بالاختلاف، ربما هواية تعشقها وتمارسها، وربما قدرة على ترجمة النصوص من مختلف اللغات، وأحيانًا مهارة إقناع الآخرين… إلخ. المهم هو أن تبحث عما يميزك، وإن لم تجد فلا تيأس، ولا تأس على نفسك بل حدد مهارة ترغب في التميز بها وتابع الإجابة عى الأسئلة التالية.

ما هي جوانب العون والمساعدة التي قدمتها للآخرين؟

يهدف هذا السؤال إلى تحديد درجة نضالك الاجتماعي، ومدى استعدادك للتواصل مع الناس ومساعدة المحتاج منهم. إن لم تجد إجابات فقرر ما لديك لتقدمه مستقبلًا واستمر في الإجابة على التالي.

ما هي النجاحات التي قدمتها في حياتك؟

تستطيع أن تقيس دافع الإنجاز لديك بالإجابة على هذا السؤال وتستطيع أيضًا أن تحفزه إن وضعت لك نجاحات محددة على مختلف المستويات من الشخصى، والمادي، والمجتمعي، والروحاني، ولا يبقى سوى السعي لأجل تحقيقها.

ما هي جوانب الضعف لديك مقارنةً بالآخرين؟ وما هي محاولاتك السابقة للتخلص منها؟

ستساعدك هذه الأسئلة على تحديد ما تحب وما تكره، وستقوى لديك إحساسك بالجوانب الإيجابية لذاتك، وإدراكك للسلبيات التي تعيقك، مما يؤهلك إلى الولوج إلى المرحلة الثانية وهي إيجاد رسالتك العامة في الحياة.

2- قسم حياتك إلى مجموعة من الجوانب

«ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئًا نناضل من أجله».

ورسالتك في الحياة هي ما ستناضل وما ستناضلين من أجله، إن أبسط التعريفات للرسالة يكون على أنها مهمة تقوم بها في حياتك، فالدكتور الجامعي رسالته التعليم وهكذا.

أولًا: فكر في أحد الجوانب المهمة في حياتك، وليكن على سبيل المثال الجانب الروحاني، ضع لك هدفًا جامعًا تريد تحقيقه وليكن، مثالًا لا حصرًا، حفظ القرآن الكريم.

هذه الهدف يسمى «الحصيلة». الآن أجب على هذا السؤال: ما هو هدفك من هذه الحصيلة؟

كرر السؤال مرة ثانية، وثالثة حتى تصل إلى حالة أخيرة لا تستطيع أن تجد لها جوابًا، وعلامتها أنك ستشعر براحة نفسية وسعادة تجاهها، وهذه الحالة تسمى «الحالة الجوهرية».

ثانيًا: الحياة فقط لا تقتصر على جانب واحد، فجهز قلمك وخط جدولًا، ثم كرر التجربة السابقة على عددٍ من الجوانب المختلفة.

ثمانية جوانب حياتية عليك مراعاتها أثناء وضع خطة عام 2016

ثالثًا: سيظهر من خلال الجدول أن هناك غايات متكررة، ضع دائرة على كل الغايات المتشابهة، ثم قم بجمعها مع بعضها البعض، وأعد صياغتها في صورة جملة مفيدة. هذه هي رسالتك في الحياة، ولا يبقى سوى تنفيذها.

3- ضع خطة سنوية وقسمها على حسب الأولويات

إن التخطيط يجعلك أكثر قدرة على التحكم في حياتك. فالشخص الذي ينظم وقته أكثر قدرة على استغلاله، وهكذا العمر، فمن نظم حياته وخطط لها أحسن استغلالها.

حدد مجموعة من الأهداف والأولويات التي تتمنى أن تصل إليها في الفترة ما بين 3- 5 أعوام القادمة.

قم بوضع خطة سنوية، تضم الأهداف التي تسعى لتحقيقها في كل جانب من جوانب حياتك، ثم ضع خطة شهرية لتحقيق جزء من الخطة سنوية.

راقب خطتك الشهرية كل أسبوع، وراقب خطتك السنوية وراجعها كل ثلاثة أشهر.

وسأذكر مثالًا عن خطة الجانب التطويري خاصتي لشهر يوليو للتقريب.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل