المحتوى الرئيسى

رياضيات عراقيات يروين قصصهن لـ "إرفع صوتك"

08/17 17:30

“يحرص الكثيرون على إظهار استيائهم عند رؤية لاعبة رياضية، فهم يريدون الإيحاء بأن ممارسة النساء للرياضة عار على المجتمع”، تقول نوال علي، 26 عاماً، في إشارة إلى أنّ الرياضة النسوية في العراق تواجه تحديات كبيرة من بينها التمييز المتجذر بين الرجل والمرأة في المجتمع الذي صادر حقوقها في هذا الشأن وركز اهتماماته على الرجل فقط.

 وتجلى ذلك بوضوح عندما تخرجت نوال في العام 2013 من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات، إذ لم تسمح لها العادات والتقاليد العشائرية بممارسة أي نوع من الرياضة أو حتى زيارة أي نادي رياضي.

“تقاليد عائلتي وعاداتها لا تسمح لي بممارسة رياضة السباحة التي لطالما حلمت باحترافها”، تقول نوال لموقع (إرفع صوتك)، موضحة أنها حرمت من المشاركة في أي اتحاد أو تدريبات رياضية لأن والدها وأشقاءها الثلاثة يعتقدون أنه ليس هناك ضرورة لتصبح لاعبة وأنّ المرأة خلقت حتى تكون أم وربة بيت.

“الأمر في غاية الصعوبة بالطبع لكنني مجبرة عليه. لقد فعلت ما بوسعي لكن بلا جدوى. لا يحق لي الاعتراض”، قالت نوال.

 أما نورا محمد، 20 عاماً، فتقول لموقع (إرفع صوتك) “تسيطر على المجتمع مفاهيم خاطئة حول الزواج من اللاعبات باعتبارهن متحررات ولا يبدين اهتمامهن الواضح بقدسية الحياة الأسرية”.

وتضيف نورا، وهي طالبة في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات، “لهذا السبب أصبحت الفتاة الرياضية مشكلة في مجتمعنا، بينما في الواقع لم تكن الرياضة أساسا لأية مشكلة في العالم”.

وتشير إلى أنّ التقاليد العشائرية لا ترتاح لممارسة النساء لأي شيء يدخل ضمن الأمور الترفيهية بشكل ظاهر، وإصرار المجتمع على ربط التقاليد الغربية بالرياضة النسوية وباعتبارها وسيلة قد يتم من خلالها استغلال جسد المرأة.

 تتحايل خنساء عادل، 19 عاماً، على واقعها محاولة أن توفق بين مخاوف أسرتها المحافظة ورغبتها في ممارسة لعبة كرة الطائرة خارج بوابة الكلية. وتقول لموقع (إرفع صوتك) “ممارسة المرأة للرياضة بصفة لاعبة علامة على التحرر وهو ما يدرجه المجتمع العراقي ضمن الأمور التي تسيء إلى سمعة المرأة وعائلتها”.

وتوضح خنساء أن احتجاج أهلها على ممارسة رياضة كرة الطاولة كان في البداية بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد، وتضيف “لكن بعد ذلك صار خوفاً من كلام الناس وسمعة العائلة”.

“الكثير من الأهالي اعتادوا على إدخال بناتهم وأنا واحدة منهن لجامعات أو كليات رياضية متخصصة بالبنات فقط أو منعهن نهائياً من إكمال الدراسة”، تقول الشابة .

 وعبّرت المظلية ذكرى عبد الصاحب، وهي من رائدات القفز الحر بالمظلات في العراق، عن خيبة أملها بالرياضة النسوية في البلاد، وخاصة بعد العام 2003.

وقالت لموقع (إرفع صوتك) “من غير المتوقع أن تتغير نظرة المجتمع العراقي الذي تميز بطبيعته المحافظة عن الرياضة النسوية، على الأقل في هذا الوقت الذي تقوده مؤسسات دينية”.

“وحيث أصبحت الأحزاب الإسلامية أكثر سلطة وتحكما في المجتمع العراقي، وما زال فرض تطبيق تعاليم الدين الإسلامي يكبر”، تضيف عبد الصاحب “الكثير من الرياضات النسوية قد تغيبت نهائياً عن الساحة المحلية والدولية بسبب موجات التشدد الفكري والتطرف الديني”.

“لقد همشت الأحزاب الدينية بفعل المحاصصة السياسية اللاعبات وتم إبعادهن من المشاركات الرياضية”، على حد قولها.

مدربين أو طلبة من الجنس الآخر

 ويرى بعض الشباب ومنهم مصطفى كريم، 29 عاماً، في حديث لموقع (إرفع صوتك) أنّ هناك أمر “غير صحيح” في مشاركة المرأة في الرياضة.

ويعتقد مصطفى وهو خريج جامعة بغداد كلية التربية الرياضية  للعام 2010  أنّه من الممكن تقبل مشاركة المرأة في العمل الوظيفي أو التدريس، “لكن من الصعوبة تقبل فكرة مشاركتها في الرياضة”.

ويقول مروان حمزة، وهو أيضا خريج جامعة بغداد كلية التربية الرياضية  للعام 2014، “كثير من الفتيات يحضرن للتدريب على لعبة ما، وفجأة ينقطعن وعندما تسأل عن سبب ذلك يقلن إنّ القرار ناتج عن قناعة شخصية”.

لكنه يضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) “غير أنهن في أغلب الحالات، يتعرضن للتعنيف من جانب عوائلهن. إذ يرفض الأهل مشاركتهن بالتدريب بوجود مدربين أو طلبة من الجنس الآخر”.

ويتابع “وعلى ذلك علينا أن نقول، لا توجد رياضة نسائية حقيقية في البلاد”.

 ورغم أنّ الصورة السلبية هذه لا تعبر عن المجتمع العراقي بأكمله، إلا أنّ هناك تحديات أخرى تواجه ممارسة النساء للرياضة وهي ضعف الدعم المعنوي والمادي  للأندية والاتحادات المعنية بالرياضة للنساء. فهناك لاعبات سمحت لهن البيئة الاجتماعية بكسر الحواجز المتمثلة بالتقاليد والعادات والمشاركة في مختلف بطولات الرياضة النسوية، لكن إهمال الجهات الحكومية والمنظمات المدنية والإعلام للرياضة النسائية دفع بالكثير من اللاعبات إلى الشعور بالخيبة والإحباط في هذا الشأن.

وتقول العداءة رقية حمزة، وهي ابنة مدربها حمزة عبيس وواحدة من اللاعبات اللواتي حصلن على بطولات المراكز الأولى للأندية المحلية والدولية، في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّها تعاني من “التمييز بين الرجل والمرأة في الأندية والاتحادات المعنية بالرياضة”.

وتضيف “لا يوجد اهتمام بالرياضة النسائية، كما لا تخصص أية مكافآت للاعبات اللواتي يحقق الفوز المحلي أو الدولي”.

*الصورة: الرياضية العراقية ورود باسم/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: لم يخطر ببال سكان مدينة تطوان شمالي المغرب أن...المزيد

السليمانية – بقلم متين أمين: منذ تخرجها من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد قبل 24...المزيد

حلقة يوم الخميس، 18 آب/ أغسطس: مجموعة من الأساتذة المكفوفين يعلمون الأطفال في معهد النور الموسيقى....المزيد

متابعة حسن عبّاس: تسبّبت جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية بسقوط أكثر من 20 ألف قتيل...المزيد

متابعة علي قيس: أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، 16 آب/أغسطس، استخدامها للمرة الأولى قاعدة جوية...المزيد

متابعة إلسي مِلكونيان: اتهمت محكمة إثيوبية في وقت متأخر الإثنين، 15 آب/أغسطس، 23 لاجئاً من...المزيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل