المحتوى الرئيسى

رغم التحديات.. فريق ليزين للباليه يشق طريقه في إقليم كردستان

08/17 17:30

السليمانية – بقلم متين أمين:

منذ تخرجها من أكاديمية الفنونf="/tags/44789-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9">الفنون الجميلة في بغداد قبل 24 عاما وحتى الآن، لم تتوقف الفنانة المسرحية الكردية ومدربة رقصة الباليه روبار أحمد عن تدريب أجيال من راقصي وراقصات الباليه في إقليم كردستان، خاصة في محافظة السليمانية التي اختارتها لتكون مركزا لفريقها “ليزين لرقصة الباليه”.

وعلى الرغم من التهديدات التي تواجهها وفريقها من قبل المتطرفين الإسلاميين وتساؤلاتت المجتمع، إلا أنها تمكنت من تأهيل 150 راقصا وراقصة حتى الآن، وتواصل تدريب أكثر من 80 متدرب ومتدربة ليكونوا راقصين محترفين في المستقبل. وهي تحلم بتأسيس معهد للموسيقى والباليه في الإقليم.

“أنا فنانة وأصنع فنا جميلا، أستخدم فيه لغة الجسد”، تقول روبار.

درستْ روبار أحمد الباليه في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد إلى جانب دراستها للمسرح في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وفور تخرجها من الأكاديمية عام 1992 عادت إلى مدينتها السليمانية لتنقل معها تجربة الباليه إلى إقليم كردستان، فأسست فريق ليزين.

شاركت الفنانة روبار حتى الآن في نحو 50- 60 عملا مسرحيا كمخرجة وممثلة، هذا إلى جانب مشاركاتها في الاعمال الدرامية. وقدمت نحو 70 قطعة رقص كوروغرافيا (فن حركة الجسد وشكل من أشكال الاتصال إذ تستخدم فيه لغة غير لفظية فيقدم من يؤديها تعبيرا عن المشاعر والعواطف من خلال الحركات والإيماءات الجسدية)، وحازت على نحو 25 جائزة. وهي مستمرة عن طريق فريقها في تدريب وتأهيل راقصي الباليه في إقليم كردستان.

“بعد نحو 16 عاما من المحاولات وافقت وزارة التربية على إنشاء مدرسة الموسيقى والباليه عام 2008، التي استمرت نحو ست سنوات، وبعدها قررت الوزارة في عام 2014 إلغاءها، وأبلغوني أن سكان مدينة السليمانية يقولون إن وجود هذه المدرسة يعتبر حراما ومنافيا للدين الإسلامي ولا يقبلون بها، فأُغلقت المدرسة على الرغم من أنها نظمت أربعة مهرجانات في مدن الإقليم كافة”،  قالت روبار في حديثها لموقع (إرفع صوتك).

بعد إغلاق المدرسة، لم يبق سوى فريق ليزين الذي كان مستمرا مع تواجد المدرسة. هذا الفريق تابع لوزارة الثقافة في الإقليم، وهو مستمر في عمله ونشاطاته حتى الآن، ووجود هذا الفريق دفع بالأطفال الذين درسوا الباليه خلال السنوات الست أن يتوافدوا على الفريق، ويستمروا في تلقي الدروس من خلال دوراته.

ويعتبر فريق ليزين لرقصة البالية أول وأقدم فريق باليه على مستوى العراق وإقليم كردستان. شارك هذا الفريق حتى الآن في عدة مهرجانات محلية ودولية، خاصة في مهرجانين للباليه والرقص في ألمانيا وهولندا، وحصل على جائزة دولية في مهرجان ألمانيا، بينما بلغ عدد الجوائز المحلية التي نالها الفريق نحو تسع جوائز.

ويدفع كل مشارك في دورات الفريق مبلغ 60 ألف دينار عراقي (50 دولارا أميركيا) شهريا. وتوضح روبار أن الأموال المحصلة من المشاركين تُصرف على توفير الخدمات الرئيسية لهم من ماء وكهرباء وخدمات البلدية ووإيجار المبنى واحتياجات الطلبة من ملابس وأحذية خاصة بالباليه التي تُستورد من الخارج، وكذلك أجور النقل.

وتؤكد “ليس لدينا أي دعم، ونتمنى أن نحصل على الدعم اللازم كي نوسع العمل ونؤسس معهد الموسيقى والباليه في إقليم كردستان”.

تقضي روبار يوميا عدة ساعات في المبنى الذي استأجرته ليكون مقرا لفريقها، وتوضح أنواع الرقصات التي يتعلمها المشارك في دورات الفريق. “نُدرس نوعين من الباليه، هما الباليه الكلاسيكي الذي يسير حسب القواعد والقوانين الخاصة بهذه الرقصة، وهذا النوع من الباليه هو في غالب ملائم للأطفال”.

أما النوع الآخر،  فهو الرقص الحديث ويتألف المشاركون فيه من 10 فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و22 عاما.

وتقول روبار إن غالبية الـ 150 راقص وراقصة باليه التي تمكنت من إعدادهم قد هاجروا إلى أوروبا ويواصلون دراسة الباليه فيها. أما الآخرون فمنهم من أصبح مدرسا في المراكز الثقافية المنتشرة في مدن الإقليم وفي كليات الفنون الجميلة، ومنهم من ترك هذه الرقصة لانشغاله في أمور الحياة الأخرى.

لم تسلم روبار أحمد وفريقها من هجمات المتطرفين وعدد من المتابعين، فلا يمر يوم إلا ويتعرضون للشتائم والمضايقات والتهديدات، حسب قولها.

وتضيف بالقول “حتى عوائل الأطفال الذين يشاركون في دورات تعلم الباليه مختلفون، فهناك أطفال سُجلوا من قبل والديهم في الفريق وبعد مدة واجهوا معارضة شديدة من قبل أعمامهم وأخوالهم بحجة أن الباليه والرقص لا يتوافقان مع ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومع الإسلام. فاضطر هؤلاء الأطفال إلى ترك الفريق. هذا إلى جانب تعرضنا نحن مدربي الفريق إلى الشتائم من قبل الناس. هُددت لعدة مرات بأنني سأتعرض لقطع الأنف والأذن فيما إذا استمريت في هذا العمل”.

“أقدم لغة على سطح الأرض”، تقول روبار. “لست ضد العادات والتقاليد، لذا لا أهتم لتلك التهديدات”.

*الصورة: رغم التحديات.. فريق ليزين للباليه يشق طريقه في إقليم كردستان/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: لم يخطر ببال سكان مدينة تطوان شمالي المغرب أن...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: “يحرص الكثيرون على إظهار استيائهم عند رؤية لاعبة رياضية، فهم يريدون...المزيد

حلقة يوم الخميس، 18 آب/ أغسطس: مجموعة من الأساتذة المكفوفين يعلمون الأطفال في معهد النور الموسيقى....المزيد

متابعة حسن عبّاس: تسبّبت جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية بسقوط أكثر من 20 ألف قتيل...المزيد

متابعة علي قيس: أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، 16 آب/أغسطس، استخدامها للمرة الأولى قاعدة جوية...المزيد

متابعة إلسي مِلكونيان: اتهمت محكمة إثيوبية في وقت متأخر الإثنين، 15 آب/أغسطس، 23 لاجئاً من...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل