المحتوى الرئيسى

بالفيديو| صلاح أبو السرة: خارطة البشير "وهم".. وإثيوبيا تُسيطر على السودان

08/17 16:41

قال المحلل السياسي السوداني صلاح أبو السرة، أن قوى نداء السودان أو الجبهة الثورية، كانوا شركاء فى سلطة المؤتمر الوطنى الحاكم، وتمردوا عليه والآن يتحدثون كونهم معارضة، وبالتالى فما يسمى بخارطة الطريق هو خطوة لفرز اجتماعى باعتبار أن القوة المحافظة على النظام الإجتماعى الموروث تتوحدد وإذا لم تحقق خيرا.

وأوضح السياسي السوداني خلال حواره مع "مصر العربية" أن فساد البشير تمكن من السوادان، مشيرا إلى أن تجاهل الخرطوم لمقدرات الشعب، دفع إثيوبيا تبتلع محافظة كاملة في ولاية القضارف، في محافظة الفشقفة، لتحتل ما يقارب مليون و800 ألف فدان، جميعها أصبحت مستعمرة من جانب أثيوبيا ويتم زراعتها فى ظل صمت حكومة الخرطوم.

وأضاف السرة، أن بعثة الأمم المتحدة الموجودة في السودان تعتبر أكبر بعثة دولية في المنطقة، والهدف منها هو إقامة السلام ووقف إطلاق النار ووقف العدائيات، لكن لا أدرى ماذا تفعل سوى نهب ثروات وموارد السودان؟

وأكمل، أن البعثات الدولية بالسودان لم تحقق سلاماً  ولا يمكن أن تحقق سلام، لأن هدفها هو نهب الموراد والثروات و تحقيق عوائد للباعثين أنفسهم، موضحًا أنها تتواجد في المناطق الغنية باليورانيوم والذهب والماس.

بداية.. كيف ترى الموقف الحكومي تجاه التوتر الداخلى الذي يضرب السودان؟

الوضع مضطرب فى السودان، فمنذ عام 1955 وبداية التمرد وما كان يطلق عليهم الثوار فى الجنوب "حركة أننيا"والتى تأسست منذ دخول الاستعمار وخلق بؤر توتر وعزل جنوب السودان ثقافيا ودينيا رغم التواصل بين السودانيين فى الشمال والجنوب مما أنتج ثقافة مشتركة رغم وجود التبشير الكنسى المدعوم من المؤسسات، إلا أن هناك نسبة 40% من المسلمين فى الجنوب، لكن الصراع لم يكن ثقافىا فى الأساس، لأنه بُنى على مظالم وهُمش الجنوب وحرم من التنمية..

وأيضا لم تقم الحكومات المتعاقبة بأى نهضة فى الجنوب لانتشاله من التخلف مما أدى إلى ثوره ضد مشروع الدولة وظهرت حركة "أنانى"  1955 وحمل السودانين السلاح ضد النظام الاجتماعى كمنظومة متكاملة "دولة ومؤسسات متكاملة" وتم تدريب شريحة معينة على النظام الإدارى ارتبطت بالغزاة، وبعد الاستقلال 1/1/1956  لم تتغير طبيعة الدولة القائم على الجباية والقهر ولم تتغير طبيعتها باعتبارها السيدة فالوظيفة دُرب عليها الوطنى من المستعمر فلم يعد غريبا استكمال الدولة لمشوارها فى خصصه كل المنشأت العامة وهذا جزء من المشروع الرأسمالى لأنه قدم تنازلات نظرا للطبيعة السودانية وهزموا فى الطليعة الأولى ما يسمى بالتركى المصرى ثم قامت الدولة الوطنيه "المهدية " حتى 1985 الذى أعاد الغزو بقيادة كيتشينر باشا بعدما فتح مدرسته وأسس وظيفة خادمه لمصالحه..

فالازمه السودانية شبيهه بكثير من الدول تعرضت للغزو وبعد خروج المستعمر ترك الأنظمه الخادمة له، فليس غريبا ما ما يسمى اعادة تقسيم وإعادة النظر فى سايكس بيكو والاستعمار الجديد أو ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقسيم الدول لتنظيمات إدارية أصغر لتسهيل عملية النهب واستنزاف الشعوب، فالوضعيه التى فى السودان أزمه بنيوية وكل الثورات أو التمردات لم تستطيع خلق تغيير جذرى فى كسر البنيه الاستعمارية وبناء دولة سودانية.

لماذا لم تستطع الدولة السودانية مواجهة الفيضانات التى حدثث مؤخرا، وهل بناء سد النهضة والسدود الستة الأخرى بأثيوبيا لهم علاقة بالفيضانات؟

"تاريخ الفيضانات متكررة فى السودان وإن كان هذا هو الأسوأ فى 13 ولاية مغمورة بالمياه، وممثل حكومة السودان محمد الحسن الأمين على BBCيتكلم على أن المتضررين هم ساكنى الأطراف المقيمين فى مبانى غير ثابتة وهذا نفس ما قاله السيد صادق المهدى أى هذا ما تقوله الحكومات المختلفة، ولو كان للحكومة نية للسعي إلى منع الفيضانات لكان من السهولة وضع بوابات وبناء سدود وكان سيسهل ذلك نظرا للطبيعة السودانية فبدل من أن يبقى المطر خير يصير وبال على الناس بسبب تباطئ الحكومات وتقاعسها على استغلالها".

ما رأيك فى خارطة الطريق السودانية التى وقعت منذ أيام بين المعارضة والحكومة؟ وماذا تحقق لأهل السودان؟

االخارطة بواسطة الاتحاد الأفريقى و"فيكى" كممثل لحكيم أفريقيا، والمجتمع الدولي، الأطراف الممثلين، حزب الأمة بقيادة الصادق المهدى والجبهة الثورية، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان "مني ميناوي" والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة ملك عقل.

أما الهدف من التوقيع على ما يسمى خارطة الطريق من الموقعين الممثلين لقوة نداء السودان والجبهة الثورة هو ربطهم بحوار فى الداخل بما يسمى "الوثبة" باعتبار أن الرئيس البشير كان قد دعاهم لحوار "الوثبة" ودعا المنظمات الحليفة للمؤتمر الوطنى أو ما يسمى بأحزاب التولي حتى المعارض فيها اكتسب شرعيته من السلطة واعترافه بها كسلطة شرعية لأن بعد اتفاق نيفاشا 2005 فى القاهرة عادت المعارضة باسم التجمع الوطنى الديمقراطى وعرف باتفاق القاهرة وعادوا مشاركين فى السلطة كالحركة الشعبية فى السودان، بقيادة جون قرنق فهو شريكه فى الشمال ويحكم فى الجنوب إلى أن تم الإستفتاء وتقرير المصير،

وبالتالى السلطة استمدت شرعيتها من اتفاق القاهرة ونظام البشير وغير ذلك غير صحيح ، لأن المعارضون ومن وقعوا ما يسمى بخارطة الطرق بأديس أبابا كلهم كانوا شركاء فى السلطة بل من أتى بإنقلاب فى 31يونيو 1989 ومنهم من أتى فى اتفاق نيفاشا " الحركة الشعبية لقطاع الشمال " ومنهم من أتى فى اتفاق أبوجا "مني ميناوي"، والعدل المساوة "د/ جبريل".

"جزء من الحركة الإسلامية كانوا فى السلطة واستمروا 10سنوات فى ربيع السودان حتى 1999 وبالتالى الصراع الدائم فى السودان هو صراع بين شريحة اجتماعية واحدة مختلفة فى جسمه المنهوب بين الشعب بإعتبارهم متفقين على النظام فهم "ليسوا مختلفين فى جوهر النهب، مختلفين فى قسمة المنهوب" هنا خرجت المعارضة بقيادة صادق المهدى بعملية مسلحة ودخلت السودان وعادت فى 1977 للمصالحة ولم يفاوض ولم تجف دماء 1976 الذين سموا بالمرتزقة كما أطلق عليهم "جعفرنمير" من الحركة السياسية حسب ادعاءاته وتم عزلهم من الناس وكانوا كل المقاتلين من أبناء دارفور، فالغرب يحمى السلطة لمن يستطيع الوصول للسلطة من يدفع الثمن هم أبناء دارفور، فالى فى السلطة يحتمى بهم كمجندين والمعارضين يستخدمونهم كثوار، وفى النهاية يجلس الفرقاء تبقى جراحات الشعب فى الأقاليم.

"ما تم بما يسمى قوى نداء السودان أو الجبهة الثورية كلهم كانوا شركاء فى سلطة المؤتمر الوطنى وتمردوا عليه وبالتالى فهى خطوة لفرز اجتماعى باعتبار أن القوة المحافظة على النظام الإجتماعى الموروث تتوحدد وإذا لم تحقق خيرا ، يفتحوا المجال لتغيير شعبية تزيل النظام الإجتماعى وتبنى دولة سودانية على أنقاض الدول الموروثة من الحقبة الاستعمارية".

القوات الدولية المتواجدة في السودان عددها وما رأيك في تواجدها ولماذا توجد؟

بعثة الأمم المتحدة عندما كانت 27 ألف جندي كانت تعتبر أكبر بعثة دولية، كنا نعرف ما يسمى بقوات حفظ السلام "يوناميد" الهدف منها هو إقامة السلام ووقف إطلاق النار ووقف العدائيات لكن لا أدرى ماذا تفعل سوى نهب ثروات وموارد السودان.

"إن البعثات الدولية بالسودان لم تحقق سلاماً  ولا يمكن أن تحقق سلاما لأن هدفها هو نهب موراد والثروات و تحقيق عوائد للباعثين أنفسهم، موضحًا أنها تتواجد المناطق الغنية باليورانيوم والدهب والماس.

قرارات حماية الأمم المتحدة تغيرت وفقا للبند السابع  لتصبح قوات تدخل، لكنها لم تدخل لحماية الجرائم التى ترتكب بحق  الإنسان السودانى حتى الأن. 

هل للكيان الصهيونى يد فى جوبا، وهل يمكن أن يتكرر نفس المشهد فى دارفور؟

ماتم فى الجنوب مظالم تاريخية مارسها النظام الإجتماعى والتهميش، ولا يوجد أزمة فى الأقاليم ولكنها فى السودان بالأقاليم المختلفة، فالأزمة فى الجنوب جزء من الأزمة فى نظام الحكم فى السودان باعتبارها دولة مركزية تحدد شكل ونظام الحكم وُرثت السلطة،

وبالتالى منافذ الثروة فى الدولة الخادمة هى خدمة مصالح رأس المال باعتباره فاتح السودان كمصدر للمواد الخام وسوق لسلع المصنعة، وبالتالى ما نجحت السودان فى صناعة المواد الخام أو تصنيع مواد زراعية وحيوانية، حيث زرعنا القطن لكن لم نصنعه، وبالتالى ظلت البيئة فى خدمة المناخ الاستعمارى وبالتالى فصلوا جنوب السودان وأعادوا التقسيم الإستعمارى حتى يبقى الدور الوظيفى للمستعمر كإثيوبيا..

إسرائيل ورأس المال اليهودى باعتباره المتحكم فى رأس المال العالمى ودولة الكيان جزء من منظومة عنصرية اغتصبت فلسطين، لكن رأس المال الصهيونى بنى دولته فى فلسطين خارج نظام المال العاملى ولذلك تم تحجيمها لأنها عملت خارج المؤسسات الغربية بشكل منفرد مستغلة الأوضاع الراهنة فى المنظقة وخلقت كيانات تقسيمية باعتبارها جزء من مخططاتها، ولذلك ساهمت مع أمريكا فى انفصال جنوب السودان واغتيال الدكتور/ جون قرنق لأنه بعد الاتفاق نيفاشا أسس مشروع الإنقسام..

وبعد ذلك الخرطوم وقعت على انفصال السودان وعندما جاء د/ جون إلى الخرطوم بعد اتفاق نيفاشا خرجت الجماهير لاستقابله بأعداد لم تخرج مطلقا لأى زعيم سودانى، وتم اسقاط طائرته واغتياله بعد يوم فى أوغندا، لأنه تراجع عن اتفاق نيفاشا بعد دخول الخرطوم إلى السعى إلى وحدة السودان بينما كان من مصلحة القوى الاستعمارية السعى إلى فصل الجنوب السودانى مما دفعهم إلى اغتياله، ورغم ذلك بعد قيام الدولة الوليدة فى الجنوب لم ينالوا رضاهم وما خرجوا من شبح الجهل والفقر وكذلك شمال السودان وما ادعوه من ادعاءات من توفير أموال الحروب على استثمار الشمال والوضع الاقتصادى وهو مالم يحدث.

"كان هناك تأثير اقتصادى سلبى لانفصال جنوب السودان وذلك لإعتماد دولة السودان فى الشمال على بترول الجنوب قبل الانفصال، فالانفصال لم يفي الوضع بين الشمال والجنوب كوضع اجتماعى فالدولة التى قامت ارتكبت نفس المظالم وإهدار ثروات الجنوب، وبالتالى أدت للانهيار والصراع".

"الكيان الصهيونى تجاوز سيناء وبالتالى شكل وجود له فى أثيوبيا وسيطر على منابع النيل وصار له وجود فى السودان ورأينا الضربات الجوية لمصنع اليرموك فى الخرطوم، واغتالت مواطنين فى السودان وبالتالى فالخطر على مصر ليست جماعة الإخوان المسلمين فقط..

بما أن النموذج فى الجنوب غير ناجح ولم يأت بثمار الانفصال.. هل يمكن تطبيق هذا النموذج فى دارفور بصورة أفضل؟

الأوضاع فى دارفور أكثر تعقيدا لوجود شغل تم بين حركات مسلحة فى دارفور ومنظومة دولية تسعى لتفتيت السودان، فالمشروع فى السودان خرج حتى من بعض الحركات المسلحة لانفصال دارفور أو ما يسمى تقرير المصير، التعقيد فى دارفور هى التركيبة الاجتماعية كنظام القبائل العربية التى تساوى 62% من الإقليم وإن كان هناك من يشكك فى هذا العدد ويقول إنهم وافدين ومًهجرين من النيجر ومالى ولو حسبنا سكان الإقليم فهم أكبر من هذه الدول مجتمعه وتقديرهم 7.5 مليون، وأكبر فى المساحة التى تعادل مساحة فرنسا وأكبر فى تعداد السكان.

"دارفور الاجتماعى موجود فى كل أجزاء السودان لأنه طليعة الثورة ومجاهدى الثورة المهدية وهم من اتصل بهم الإمام المهدى، وعندما بدأت المعركة بين المهدى والأتراك فى وسط السودان استعان بقبائل الغرب من كردافان ودارفور وقامت الدولة 13 سنة وتم تحرير السودان ثم انهزمت بالحديد والنار وهذا ما كتبه تشريشل والمؤرحون من أنه ذُبح الثوار بالسلاح والحديد والنار".

 "دارفور لديه نسيج اجتماعى فى كل السودان حتى فى شرق السودان نجد بؤر كاملة من دارفور منذ الثورة المهدية لسهولة الحركة وقتها قبل أن تأتى حكومة البشير وتخلق النزعة العنصرية وإرجاع الناس قبائل فتسأل فى أى مكان فى السودان عن قبيلته وهذا ما لم يحدث فى الإستعمار ولهذا يسهل السيطرة عليهم من الدولة، لكن الصراعات الداخلية والخارجية لم تنفصل دارفور رغم كل المؤامرات الإمبريالية والصهيونية وجماعة الإسلام السياسى، فدارفور هى التى تعيد توحيد السودان".

من الأطراف الدولية أو الإقليمية التى تلعب دورا مؤثرا فى السودان؟

الأطراف الدولية معروفة وإن كانت مصلحتها مع الدولة القائمة فى السودان وهى أمريكا وإن كانت السلطة القائمة عندما جائت رفعت شعارت لمعاداتها.

"لا أستطيع الجزم أن هناك مؤسسات كانت يدعمها الكيان الصهيونى، السودان الآن فى أسوء أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالدولة السودانية متجهة للإنهيار.

كيف ترى تقارب البشير مع دول الخليج عسكريا؟

الأنظمة العربية رأسمالية تتبع النظام العالمى حتى أنها لا تصدر إلا المواد الخام، فهى تحتاج إلى معين، ولا يستخدم رأس المال العربى إلا ضد شعوبه ، فكل الجرائم ترتكب برأس مال ضخم كما يتم الأن فى الدول العربية، والمصدر هو النفط والتوقعات أن بعد 8 سنوات أن يكون النفط خارج اللعبة فى أحسن الأحوال والذي يستعمل فى الاستهلاك المحلى، لكنه سيصير بلاقيمية كسلعة مع وجود مصادر الطاقة البديلة، فالدول التي تفتقر بنية اقتصادية تعتمد عليها مستقبلا، فهى تستنفذ مقدراتها خدمة لرأس المال العالمى والإمبريالية والصهيونية العالمية كاستعمال السعودية للسودانين كجنود مرتزقة فى اليمن وليبيا. "حجم الاختراق فى السودان يبعون اليابس والأخضر فليس بالغريب أن يُباع الإنسان السودانى".

لماذا لم يصل الربيع العربى السودان؟

لأن السودان ليس مستهدفا فى مشروع الربيع العربى، وأيضا لأن السودان كدولة ثبتها الغرب باعتبار أن ما يقال أتعب العمل المعارض وإن كانت المعارضة للسطة، وليس للنظام فدعمت الخرطوم أنها تثبت، وبالتالى وقعت المعارضة على ما يسمى خارطة الطريق كضغوطات مورست عليها للموافقة على ما يسمى الحوار الوطنى..

"أغلب التنظيمات الداخلية صنعتها السلطة وأولها تنظيمات الحركة الإسلامية، فكانت تنظيمات لوحدة الحركة الاسلامية وليس وحدة الشعب السودانى ماعدا بعض الأصوات وبالتالى مخرجات الحوار لن تأتى بالأزمة لبر الأمان لأن الدولة مبنية على الفساد وتمتص القروض والمنح وحرق الإنسان السودانى، وبالتالى فالمصالحة لا تنبني على تغير وإنما تثبت وجودها، فالأزمة السودانية أزمة بنيوية كبيرة، المخرج منها هو التغير والبديل، خيار الشعب هو وحدة قوة التغيير مع وحدة قوة النظام".

هل ثمة علاقة للمعارضة السودانية مع أثيوبيا؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل