المحتوى الرئيسى

بالصور| «بطن البقر».. جمهورية الجوع والفقر في مصر القديمة

08/17 15:36

"أنا مش قادر أديك، مش مش عاوز".. هكذا تحدَّث في مايو 2014 الرئيس عبد الفتاح السيسي - وقت أن كان مرشحًا لرئاسة الجمهورية، وقتذاك تحدَّث من كان فوزه في انتخابات الرئاسة حينها محسومًا - كما رأى خبراء.. مشهد صوَّر واقعًا يمر بأزمة عنيفة، ضربت الاقتصاد فنالت من قوت الناس، و"مؤشر تبرير" يقود إلى عدم القدرة على انتشال الكادحين من كدحهم.

في مصر، شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، العشرات من القرى حالها لا يرثى لهه.. فقر للناس، غياب للخدمات، وعودٌ لا ترى النور وتنمية لم تدرك الواقع، كما يرى قاطنوها.

منطقة "بطن البقر" الواقعة في مصر القديمة حالها قديم ليس بجديد، فتشهد المنطقة "حالة بؤس وعيشة ضنكى"، فهي خرجت عن جغرافيا اهتمام الدولة وبؤرة عمل الحكومة.

"جزءٌ منها على حافة الجبل.. منطقة خطورة أولى مهددة للحياة.. منطقة خطورة من الدرجة الثانية كسكن غير ملائم".. هذه الأوصاف منحتها محافظة القاهرة لمنطقة بطن البقر، ما أدخل رعبًا في نفوس الأحياء، الذين يعتبرون أنفسهم أمواتًا مدفونين في "قبر الإهمال".

قبل عام، وتحديدًا في 10 أغسطس 2015، أعلنت محافظة القاهرة أنَّ منطقة بطن البقر تعد إحدى المناطق العشوائية المصنفة كمنطقة خطورة أولى.. هذا التصنيف استدعى تحركًا عاجلًا لإنقاذ الأهالي هناك من بطش الحياة وتغول الإهمال، إلا أنَّ التطوير لم يطرق أبواب "بطن البقر".

المنطقة قد يظن ظان أنَّها أثرية، فهي تقع بين مسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة، إلا أنَّه حالها أشبه بما يسميه أهلها "جحيمًا".. يقضون حياتهم على جمرةٍ من نار الإهمال، أشعلت أناسًا، ما حلموا يومًا برغد العيش، كانت أقصى أمانيهم ما يقولون إنَّها "حياة آدمية".

"التحرير" في بطن البقر.. فأجرت جولة راصدة، هدفت إلى كشف حقيقة الأوضاع على حقيقتها من أهلها، فهناك أكثر من أربعة آلاف أسرة تعيش وسط روائح كريهة تنبعث من كل مكان بفضل أكوام وتلال القمامة التي كست المنطقة وكتمت على نفوس سكانها.

قاموس المنطقة في معانيه لا يعرف عن الصرف الصحي إلا حلمًا، فانتشرت هناك مستنقعات الصرف الصحي، واختلطت مياه مجاريهم بمياه شربهم.. فباتت مياه قاتلة تخترق بطونًا تقضي كثيرًا من أوقاتها "خاوية".

الرهافية لا تغيب عن "بطن البقر".. فرصدت "التحرير" أطفالًا يضرب كل منهم شعره بـ"الأكسجين" ليصبح أصفر أو بني اللون أسوةً بمن يسمونهم "الأكابر"، بينما تهدِّد هذه العادة حياتهم من تعرُّضهم لـ"أمراض سرطانية".

ألعاب أطفال بطن البقر مختلفة كذلك، فأكَّدوا أنَّ يحصلون على ألعابهم من "زبالة الأغنياء"، فبالتنقيب في "الزبالة" يفاجئ الحظ أحد الأطفال بـ"كسر لعبة" أو قطع خشب يصنع منها "عروس لعبة".. وسط حياة راضية وفرحة قنوعة، كما يؤكِّدون.

في بطن البقر.. الأسرة كاملة - قد تصل عددها إلى ثمنانية أفراد - تسكن غرفةً واحدةً، وأكثرهم يستخدم "الحصير".. عليه يغرقون في سباتهم، حالمين بحلمٍ عن حياة مغايرة، حتى وإن كانت لبضع ساعات، وعلى جدرانهم لوحات ليست فنية لكنَّها بفعل الشروخ في حوائط الغرفة، التي أكلتها الرطوبة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل