نريد المزيد من المعرفة | المصري اليوم

عندما تصل إلى الساحل الشمالى وتنتهى من حدود مارينا تطالعك مساحة شاطئية واسعة وممتدة إلى مسافة ثلاثة عشر كيلومترا غايةً فى الجمال، رمال بيضاء وجزر طبيعية وسط مياه تتدرج ألوانها من الأزرق الداكن إلى التركواز إلى الأبيض، لوحة فنية من إبداع الخالق عز وجل لم تمتد إليها يدُ حتى الآن بالبناء ولم تحتلها بعد أكوام الخرسانة التى غزت الساحل الشمالى فى معظم المناطق، تلك المنطقة الرائعة هى وجه مدينة العلمين الجديدة أو منطقتها الشاطئية على اعتبار أن المدينة الجديدة وتوابعها ستمتد جنوبا فى بطن الصحراء.

بتلك المنطقة الجميلة الآن كراكات بدأت تعمل، وسيارات تنقل مواد بناء، ومدقات تخترق الرمال لتصنع طرقاً، ولافتات تشير إلى العاملين بها وهم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة المقاولون العرب.

لاحظت أن البعض يتوقف بسيارته ليسأل عما يدور فى تلك المنطقة المتميزة وعن مستقبل تلك الاستعدادات الأولية بها، وانضممت إلى السائلين، لكن إجابات الأفراد القلائل المتواجدين بالمكان لم تكن كافية ولا شافية فعدت للبحث عنها عبر ما تم الإعلان عنه من قبل وهو كفيل بالإقناع بأننا إزاء مشروع ضخم وجديد ومتميز ومخالف لكل ما عداه على الساحل الشمالى الغربى لمصر وربما سيكون فاتحة خير لإيقاظ هذا الساحل النائم طوال شهور الشتاء مع ما يختزنه من إمكانات سياحية ومعيشية هائلة.

وعلى الرغم من المجهود الهائل الذى يقوم به الوزير المتميز الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلاّ أن رؤيته ومجهوداته فى تلك المنطقة بالذات لم تصل بعد إلى عموم الناس ولم أصادف أحدًا مُدركاً أو مُلما بمعظم تفاصيله مع العلم أن معرفة المواطنين بتفاصيل المشروعات: شكلها وأهميتها وتطور مراحلها ومصادر تمويلها والاستثمار المصرى أو الأجنبى بها، كل ذلك من المسائل الهامة فى حياة الوطن تشعر المواطن أنه شريك، وربما بالمعرفة والمشاركة تضاف رؤية هامة قد تكون غائبة أو يتم تصحيح المسار ليعود الجديد إلى الأفضل، العاصمة الإدارية الجديدة المعلومات المتاحة عنها ضعيفة للغاية وذلك يُفسر جانبا من الهجوم عليها ولا نريد ذلك لمدينة العلمين الجديدة، تخيلت مثلاُ وأنا وغيرى نمر من هذه المنطقة الشاطئية الجميلة أنه يمكننا التوقف لنسأل ونجد من يجيب ومن يملك صوراُ ملونة أو شاشة صغيرة على جهاز لتخطيط المنطقة الجديدة وما بها- كما نُشر- من بحيرات وفنادق وحدائق وفنار وقاعة مؤتمرات ومناطق ترفيهية وأماكن أثرية ومارينا يخوت وشواطئ عامة وممرات ساحلية، تمنيت أن يشارك الناس الحلم مع المسؤولين فقد تقفز فكرة من عقل شاب أو شابة نلاحق بها المستقبل أو نعيد التفكير فى تصور هناك أفضل منه.