المحتوى الرئيسى

انتو كلكو إخوان ولا إيه؟!

08/16 22:48

خرج أحدهم فى مدار التعليق على حكم «الدستورية» بوقف تنفيذ حكم القضاء الإدارى بمصرية «تيران وصنافير» قائلاً: «لا يهمنى أن تكون تيران وصنافير مصرية أو سعودية فهى فى النهاية عربية، ولا يعنينى أن تكون حلايب وشلاتين مصرية أو سودانية، هى فى الآخر عربية». ليس هو الوحيد الذى ردد هذه العبارة، لكن كثيرين لكلكوا بها وتحدثوا عن أن العرب كلهم إخوة و«بلديات»، وليس ثمة فرق بينهم فيما يتعلق بموضوع الأرض. كلام طيب، وهو يدور فى سياق مفهوم القومية العربية الذى تأسس فى زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكان يقصد به خلق نوع من الوحدة والتكامل بين الدول العربية، ولا أظن أنه كان يقصد المعنى الذى جنح إليه الملكلكون بهذا الحديث من التعامل مع الأرض بهذا القدر من التساهل. قلت لك ذات مرة إن موضوع تيران وصنافير، بين يدى القضاء الآن، ولا محل لمناقشته، لكننى أريد أن أناقش هذه الطريقة فى تبرير مسألة عدم الاكتراث بتبعية أرض معينة إلى دولة عربية دون أخرى.

لو أنك تأملت هذا الكلام، واسترجعت من الذاكرة ما كان يردده الإسلاميون عن طبيعة العلاقة بين الدول الإسلامية لأدركت أن هذا النمط من التفكير يخرج من نفس الماعون. يقول الإسلاميون إن أرض المسلمين واحدة، ولا معنى لوجود حدود فاصلة بينها. وقد خرج علينا المرحوم سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق» متحدثاً عن أن «جنسية المسلم عقيدته»، وبعد ثورة يناير أذكر أن محمد بديع مرشد الإخوان تحدث حديثاً مترخصاً ورخيصاً عن ترحيبه بوجود مخيمات للفلسطينيين فى سيناء!، ويومها قام الناس عليه -وعندهم الحق- ولم يقعدوا. ومن الأسباب الأساسية التى دفعت المصريين إلى الغضب على حكم الإخوان إحساسهم بأن الجماعة لا تحترم فكرة الدولة الوطنية. قل لى بالله عليك ما الفارق بين من يجعل جنسية المصرى «عقيدته» ومن يجعل جنسيته «قوميته»، ولا يشغله مسألة تبعية الأرض أو الحدود إلى دولة بعينها طالما كانت عربية؟!. فيم يختلف هذا النمط من التفكير عن الإخوان ورؤية غيرهم من الإسلاميين لفكرة الأرض والخلافة وغيرها؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل