المحتوى الرئيسى

أهم الأحداث السياسية التي طبعت منافسات الأولمبياد

08/16 16:51

ترفع الألعاب الأولمبية شعار الابتعاد عن السياسة كأحد أهم مبادئها. وينص الميثاق الأولمبي على منع إبداء أية آراء سياسية أو دينية أو عرقية خلال فترة الألعاب. رغم هذا، نادرا ما تخلو دورة أولمبية من حادث سياسي بارز، يغطي أحيانا على المنافسات الرياضية. فيما يلي عرض بأهم الأحداث السياسية التي طبعت مختلف الدورات الأولمبية منذ أول دورة في اليونان سنة 1896.

قاطعت تركيا (الخلافة العثمانية حينها) أول دورة للألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا، بسبب العداوة السياسية بينها وبين اليونان التي كانت سابقا جزءا من الدولة العثمانية.

نظمت مدينة أنتويرب البلجيكية أول دورة لألعاب للأولمبية عقب الحرب العالمية الأولى. ومُنحت بلجيكا شرف تنظيم الأولمبياد تكريما لضحاياها خلال الحرب. مُنعت دول المحور (ألمانيا، النمسا، المجر، تركيا، بلغاريا) من المشاركة في الألعاب. ولم يحضرها الاتحاد السوفياتي بقرار إرادي منه.

باريس 1924: لا مكان للألمان

رغم مضي أكثر من ست سنوات على نهاية الحرب العالمية الأولى، لم توجه الدعوة لألمانيا للمشاركة في الألعاب الأولمبية التي نظمتها العاصمة الفرنسية.

برلين 1936: أولمبياد بطعم نازي

مُنحت برلين شرف استضافة الألعاب الأولمبية لسنة 1936. استخدم الزعيم النازي أدولف هتلر الألعاب للترويج للنظرة النازية للعظمة الألمانية وتفوّق العرق الآري. بُني ملعب أولمبي يتسع لأكثر من 100 متفرج بالمناسبة، وجرت المسابقات وسط احتفالات واستعراضات ضخمة. ولأول مرة أوقدت الشعلة الأولمبية.

لندن 1948: المنتصرون مرة أخرى

نظمت العاصمة البريطانية لندن أول دورة للألعاب الأولمبية بعد الحرب العالمية الثانية. ومنحت بريطانيا شرف تنظيم هذه الدورة لدورها المحوري في هزيمة النازية. ومثلما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، مُنعت دول المحور من المشاركة في الألعاب. فتم إقصاء كل من ألمانيا واليابان، وتم استثناء إيطاليا لأنها انضمت لدول التحالف سنة 1943.

هلسنكي 1952: الاتحاد السوفياتي يعود

لم يشارك الاتحاد السوفياتي في جميع دورات الألعاب الأولمبية منذ دورة ستوكهولم (1912)، ليعود في هلسنكي بعد غياب 40 عاما. أقيمت هذه الدورة في أوج الحرب الباردة، ما اضطر اللجنة الأولمبية إلى تقسيم القرية الأولمبية إلى قسمين، أحدهما لرياضيي الدول الشرقية والآخر لرياضيي الدول الغربية. شهدت الدورة أيضا أول مشاركة للصين، فيما غابت تايوان احتجاجا.

قاطعت كل من مصر ولبنان والعراق الدورة احتجاجا على التدخل الفرنسي البريطاني الإسرائيلي (العدوان الثلاثي) ضد مصر خلال أزمة قناة السويس. إضافة إلى ذلك، قاطعت إسبانيا وسويسرا وهولندا الألعاب احتجاجا على التدخل السوفياتي في بودابيست (هنغاريا). المثير للسخرية أن الدورة شهدت أياما فقط بعد التدخل لقاء تاريخيا في كرة الماء بين منتخبي الاتحاد السوفياتي وهنغاريا. أطلق على هذه المبارة اسم لقاء “الدماء في الماء”، حيث تحولت إلى حلبة ملاكمة بين الفريقين، وخرج اللاعب الهنغاري إرفين زادور من المسبح والدماء تسيل من جرح أسفل عينيه. في الأخير، تدخلت الشرطة وأوقفت المباراة، خوفا من الجماهير التي كانت في حالة هيجان شديد، وكانت هنغارية في أغلبها.

خلال هذه الدورة، لم تشارك الصين أيضا بسبب مشاركة تايوان في الألعاب.

طوكيو 1964: لا مكان للعنصرية

مُنعت جنوب أفريقيا من المشاركة في دورة طوكيو بسبب اتباع سياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) التي نهجتها الحكومة ضد السود. دام المنع حتى دورة برشلونة سنة 1992. أيضا، انسحبت كوريا الشمالية من الدورة، فيما منعت أندونيسيا من المشاركة بسبب رفضها مشاركة إسرائيل وتايوان في دورة الألعاب الآسيوية التي نظمتها سنة 1962. وغابت الصين مجددا بسبب مشاركة تايوان.

طبعت الإشارة التي رفعها العداءان الأميركيان تومي سميث وجون كارلوس دورة الألعاب الأولمبية لسنة 1968 في مكسيكو. فاز العداءان بذهبية وبرونزية سباق 200م. وأثناء عزف النشيد الوطني لبلادهما رفعا قبضتيهما، بقفازين أسودين، مضمومتين إلى الهواء ووجها بصرهما الأرض. كانت هذه الإشارة رمزاً لحركة “القوة السوداء” التي انتشرت في أميركا خلال الستينيات للدفاع عن حقوق السود.

Tommie Smith, John Carlos and Peter Norman – 1968 – Mexico City. No words required. pic.twitter.com/555OQZGVdo

— Mindy Pawsey (@MKPS001) August 1, 2016

ميونيخ 1972: أولمبياد أيلول الأسود

في صباح 5 أيلول/سبتمبر 1972، هاجمت مجموعة مسلحة مكونة من ثمانية فلسطينيين من منظمة “أيلول الأسود” القرية الأولمبية. قتل المهاجمون إثنين من الرياضيين الإسرائيليين واختطفوا تسعة آخرين، مطالبين بإطلاق سراح 200 سجين فلسطيني. حاولت السلطات الألمانية تحرير الرهائن، لكن أدت العملية إلى مقتل جميع الرياضيين ومعهم خمسة من المسلحين فيما ألقي القبض على الثلاثة الباقين.

مونتريال 1976: في وجه العنصرية مجددا

قاطعت 33 دولة دورة مونتريال (كندا) احتجاجا على عدم توقيع أية عقوبات ضد نيوزيلندا التي خاض فريقها للريغبي جولة في جنوب إفريقيا، المعاقبة من اللجنة الأولمبية الدولية بسبب سياستها العنصرية. قادت حملة المقاطعة الدول الإفريقية بزعامة الكونغو.

ألقى الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، سنة 1979، بظلاله على أولمبياد موسكو في العام التالي. وقادت الولايات المتحدة الأميركية حملة مقاطعة قوية ونجحت في إقناع 65 دولة في الانضمام إليها. كان من بين المقاطعين دول عربية: مصر، السعودية، البحرين، الإمارات المغرب، تونس، موريتانيا، السودان، الصومال.

 رد الاتحاد السوفياتي على أميركا بحملة مقاطعة مماثلة، فقاطع أولمبياد لوس أنجلوس 15 دولة من الكتلة الشرقية، على رأسها الاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية وكوبا وبلغاريا وبولندا و هنغاريا. قاطعت الألعاب أيضا كل من إيران وألبانيا وليبيا لأسباب سياسية مختلفة.

سيول 1988: مع كوريا ضد كوريا

رغم أن المقاطعة كانت أقل بكثير من الدورات الثلاث السابقة (مونتريال وموسكو ولوس أنجلوس)، إلا أنها لم تغب عن دورة سيول بكوريا الجنوبية أيضا. وقاطعت كل من كوبا ونيكاراغوا وإثيوبيا وألبانيا ومدغشقر وجزر سيشل الدورة تضامنا مع كوريا الشمالية التي غابت بسبب مشاكلها مع الجارة الجنوبية.

برشلونة 1992: شتات الاتحاد السوفياتي

كانت دول الاتحاد السوفياتي السابق حديثة عهد بالاستقلال، وبدأت للتو مسلسل الانضمام إلى اللجنة الأولمبية الدولية. قررت أغلب هذه الدول أن تشارك تحت فريق واحد، أطلق عليه اسم “الفريق الموحد”.

أطلنطا 1996: تفجير الملعب الأولمبي

تمثل دورة أطلنطا 1996 إحدى دورات الألعاب الأولمبية القليلة التي تم تعرف مقاطعة أية دولة. حتى كوبا التي لم تكن لديها علاقات دبلوماسية مع أميركا شاركت في الألعاب، وفازت بـ25 ميدالية بينها تسع ذهبيات. غير أن حادثا مأساويا عكر أجواء الأولمبياد، فقد أقدم إريك رودولف، يميني متطرف معارض للإجهاض، على تفجير قنبلة في الملعب الأولمبي وقتل شخصين وجرح أكثر من 100 آخرين. ولم يقبض على رودولف حتى سنة 2003.

سيدني 2000: بدون أفغانستان وبكوريا موحدة

قامت اللجنة الأولمبية الدولية بإبعاد أفغانستان من المشاركة في الدورة بسبب رفضها ضم نساء لبعثتها الأولمبية. وكانت البلاد يومها تحت حكم حركة طالبان. في المقابل، دخلت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إلى حفل الافتتاح تحت علم واحد، غير أنهما نافستا بشكل منفرد في مسابقات الدورة.

*الصورة: استغلت ألمانيا الألعاب الأولمبية لسنة 1936 للترويج للنازية/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

بقلم علي عبد الأمير: لم تكن الألعاب والمباريات الرياضية قد عرفت في منطقتنا وحتى سبعينيات...المزيد

متابعة خالد الغالي: أحرز الرامي الكويتي فهيد الديحاني الأربعاء، 10 أغسطس/آب، ذهبية مسابقة رماية أطباق الحفرة...المزيد

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي: في مجتمع لا تزال تهيمن عليه تقاليد اجتماعية صارمة، تُعد هناء...المزيد

متابعة خالد الغالي: أعلنت السلطات الألمانية أن منفذ هجوم ميونيخ الجمعة، 22 تموز/يوليو، لا علاقة...المزيد

متابعة خالد الغالي: تسببت الجريمة البشعة التي أقدم عليها التوأم خالد وصالح العريني، والمتمثلة في قتل...المزيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل