المحتوى الرئيسى

«المصرى اليوم» تقضى 7 ساعات مع ضحايا «سباق الموت» بالدقهلية | المصري اليوم

08/16 23:15

بين مستشفيات ميت غمر، وأجا، والسنبلاوين، والمنصورة الدولى، فى الدقهلية، تفرق أهالى ضحايا حادث طريق المنصورة- بنها، منهم من فقد شقيقاً، وآخر ينتظر تحسن صحة مصاب، وثالث أسكتته الصدمة تماما وجلس يدخن سيجارة فى انتظار تسلم جثة ذويه.

البكاء، الغضب، اللون الأسود، صوت سيارات الإسعاف، كل هذا وأكثر رصدته «المصرى اليوم» خلال 7 ساعات كاملة قضتها بين موقع الحادث والمستشفيات الـ4، التى استقبلت 22 قتيلا، و11 مصابا، بينهم 4 حالاتهم حرجة، بسبب السرعة الزائدة واستعراض القدرات على الطريق، وفقا لروايات شهود العيان، الذين أكدوا أن المشهد قبل الحادث كان عبارة عن سباق بين سيارات «المينى باص».

فى موقع الحادث لم يتبق سوى حطام السيارات الـ3، ودماء غطت الأسفلت، وأشلاء لبعض الجثث، ومقتنيات لبعض الضحايا متناثرة هنا وهناك، وتحولت كابينة سائق السيارة (الميكروباص) إلى بركة دماء، أما (المينى باص) فأحدهما تحول إلى كومة من الصاج وتطايرت أجزاؤه، وأصبح بلا سقف، والآخر يقف محطما على بعد 50 متراً من موقع الحادث.

كان الدور الأبرز لسيارات الإسعاف، التى نقلت المصابين والضحايا، بينما انشغل العميد ممدوح الحصى بتنظيم حركة المرور لفك الاختناق، وانتشرت قوات الشرطة وفرضت كردونا أمنيا بموقع الحادث فى انتظار حضور النيابة، فيما استمع رجال المباحث، بقيادة اللواء مصطفى النمر، مدير الأمن، واللواء مجدى القمرى، مدير المباحث، وضباط مركز ميت غمر، وضباط البحث الجنائى، لشهادات المارة والسائقين بموقع الحادث، وحصر سعد الفرماى، رئيس مجلس ومدينة ميت غمر، المقتنيات، وأمر بإزالة إشغالات الطريق واستبدال عمود الإنارة الذى تحطم إثر الحادث.

شهود العيان قالوا إن مركبتى (مينى باص) كانتا تسيران بسرعة ملحوظة فى الاتجاه القادم من ميت غمر إلى المنصورة بالتوازى مع بعضهما البعض، وكأنهما تتسابقان، وفجأة ظهر أمامهما جرار زراعى قطع الطريق، فانحرف الـ(مينى باص) الأول بقوة واصطدم بالآخر الذى تخطى الطريق المعاكس واصطدم بعمود إنارة وحطمه، ثم اصطدم بسيارة (ميكروباص) كانت قادمة مسرعة من اتجاه المنصورة- ميت غمر- بنها، فانقلب (الميكروباص) 3 مرات، وكذلك (المينى باص)، وسط صرخات من الركاب وهلع بين السيارات المارة بالطريق، والتى انحرفت عن الطريق بعيدا عن السيارات الـ3، وانشغل الأهالى فى نقل الجثث والمصابين.

مستشفى ميت غمر استقبل 12 جثة و7 مصابين، والسنبلاوين 4 جثث، وأجا 5 جثث، والمنصورة الدولى جثة واحدة و4 مصابين حالاتهم حرجة، وتوافد الأهالى على المستشفيات للبحث عن ذويهم بين القتلى والمصابين، وحاصرت قوات الأمن المستشفيات، وعقب الحادث بساعة واحدة، وصل المحاسب حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، إلى موقع الحادث، وانتقل إلى مستشفى ميت غمر للاطمئنان على المصابين، ورافقه المحافظ اللواء سعيد شلبى، مدير أمن الدقهلية، ونواب مركز أجا، وكلف المحافظ وكيل وزارة الصحة بسرعة تسليم الجثث بعد انتهاء تحقيقات النيابة.

وانتقل فريق من النيابة، تحت إشراف المستشار أيمن عبدالهادى، المحامى العام، لموقع الحادث والمستشفيات، واستمع إلى أقوال المصابين وشهود العيان.

وفى مستشفى ميت غمر، وقف عدد من أفراد الأمن، حراسة، على غرفة الطوارئ التى يرقد بها سائقا (المينى باص)، وقال الأول ويدعى أحمد جمال أبورية، 25 سنة، مصاباً بكسر بالضلوع وكدمة بالفقرات القطنية، وكدمة بالحوض: «كنت خارجا من موقف ميت غمر والطريق فاضى وماشى بسرعتى، وفجأة ظهر جرار فى الاتجاه المعاكس وحاولت تفاديه واتجهت إلى الجزيرة الوسطى بدلا من السقوط فى ترعة المنصورية، فاصطدمت بعمود الكهرباء فى الجزيرة الوسطى بين الاتجاهين، وانقلب الأتوبيس عدة مرات».

وعلى السرير المقابل كان يرقد سائق (المينى باص) الثانى، ويدعى يوسف أحمد إبراهيم، 54 سنة، وفور مشاهدته لنا قال: «أخبار الركاب إيه؟ فيه حد مات؟ والله حاولت أفاديهم لكن الجرار ظهر لنا فجأة». وفى المشرحة رقدت جثة سائق الميكروباص، ويدعى السيد عبد الله عبدالحميد، 27 سنة، فالرجل توفى بعد وصوله المستشفى، ولم تفلح العناية المركزة فى إنقاذه.

وأمام باب المشرحة، جلست سيدة فى عقدها الخامس تبكى: «روحت ليه ياسيد؟ روحت ليه يا ضنايا؟ مت وسيبت عيالك لمين؟ يازينة الشباب»، بينما قال صلاح سعد: «السيد زوج ابنتى، ولديه منها طفلان، الأول اسمه عبد الله، وعمره عامان، والثانى عبدالرحمن وعمره شهران، وكان فى طريقه، إلا أنهم قطعوا عليه الطريق، وتسببوا فى وفاته وتحطيم سيارته، وإصابة ووفاة الركاب»، فيما مسك والده، صاحب الـ60 عاما، بمقبض باب المشرحة، وظل يبكى فى صمت تام، منتظرا لحظة خروج نجله وتسلم تصريح الدفن.

واستوقف أحد الأشخاص محافظ الدقهلية ومدير الأمن: «أرجوك، عايز أستلم جثة ابنى، أمه هتموت فى البيت ولازم أروح بيه علشان تودعه»، ورد المحافظ: «مش هامشى من هنا إلا لما تاخد ابنك وكل الناس تستلم جثث ذويها ونطمن على المصابين ونوفر لهم الرعاية».

ووجه المحافظ بسرعة إنهاء الإجراءات، وقرر صرف إعانة عاجلة قيمتها 5000 جنيه لكل حالة وفاة، و2000 جنيه لكل مصاب.

ونعت منطقة الدقهلية الأزهرية، بالدقهلية، 15 من ضحايا الحادث، أمس، كانوا فى طريق عودتهم بعد انتهاء مشاركتهم فى أعمال امتحانات الدور الثانى بالثانوية الأزهرية.

وقال السيد محمود سراج، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الدقهلية الأزهرية: «ببالغ الحزن والأسى أنعى وكل العاملين بمنطقة الدقهلية الأزهرية شهداء الواجب إثر الحادث الأليم على طريق المنصورة- بنها، والضحايا من العاملين بمعاهد شبراهور بالسنبلاوين، وإدارة أجا الأزهرية، ومعهد الديرس بأجا، ومعهد فتيات أجا، ومعهد أجا الابتدائى، ومعهد منشأة الأخوة، ومعهد فتيات فيشابنا».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل