المحتوى الرئيسى

هل تعود مصر للحرب في اليمن مرة أخرى؟

08/16 12:39

الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد داغر إلى القاهرة أمس، على رأس وفد يضم عددا من الوزراء، تفتح من جديد مناقشات حول حدود الدور المصري في اليمن، وما إذ كان هناك جديد تستطيع مصر تقديمه لهذا البلد، الذى دخل إلى أتون حرب أهلية وإقليمية شرسة منذ نحو 6 أعوام، دون بوادر حقيقية لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام هناك، وهو ما ظهر خلال المفاوضات الماراثونية التي رعتها دولة الكويت، والأمم المتحدة خلال الشهور الأخيرة.

وهنا تجدر استعادة ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير بالإسكندرية منذ أيام، حين أشار إلى معاناة مصر من الحروب التي خاضتها في العقود الست السابقة، ضد إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وحرب اليمن الشهيرة في الستينيات.

وقد أدت حرب اليمن إلى استنزاف القدرات الاقتصادية المصرية بل وكانت أحد أسباب هزيمة ١٩٦٧، حيث كان جزء كبير من القوات المصرية هناك، وتمت إعادته بسرعة ودون استعداد مناسب، بعد حرب العصابات التي خاضها في كهوف وجبال اليمن، والتي لعبت المملكة العربية السعودية أيامها، دورا كبيرا توريط مصر فيها.

وكانت مصر دخلت تلك الحرب للدفاع عن الثورة اليمنية ١٩٦، والتي أسقطت حكم الامام يحيي، الذى يعود إلى العصور الوسطى، وبعد إعلان الضابط عبد الله السلال الجمهورية، ما أدى إلى تدخل السعودية ودول خليجية ضد مصر خوفا من انتقال الثورة إليها، وتحولت المسألة اليمنية إلى عقدة لدى السياسة المصرية، نظرا للخسائر الضخمة التي لحقت بالاقتصاد المصري وقتها، على الرغم من نجاح مصر في دعم الثورة اليمنية والنظام الجمهوري، وفتح الأبواب أمام استقلال اليمن الجنوبي، الذى توحد مع الشمال، قبل أن تنفجر الحرب الأهلية، بعد ثورات الربيع العربي.

واستمرت الحرب الأهلية طوال السنوات الست الماضية، بسبب انضمام الحوثيين الشيعة إلى الرئيس المستقيل على عبد الله صالح، ضد الحكومة الشرعية والرئيس الجديد المنتخب.

وقد عادت مصر إلى لعب دور في هذه القضية، بالمشاركة بقوات بحرية عند خليج باب المندب، وقوات جوية لم يعلن عن المهام التي تقوم بها حتى الآن.

وجاء التدخل المصري الجديد العام الماضي بتنسيق مع المملكة العربية السعودية هذه المرة، وتوالى تفويض مجلس الدفاع الوطني لإبقاء قوات مصرية خارج البلاد لفترات متتالية.

ومع تعثر مفاوضات الكويت وتوجه تحالف الحوثيين وصالح لتشكيل مجلس رئاسي، يبدو أن المعادلة تتغير في اليمن، وهو ما يدعو إلى إعادة مناقشة استراتيجيات الفترة المقبلة، والدور الذى يمكن أن تقوم به مصر في هذا الإطار.

بالإضافة إلى الدعم المصري الهام في مجال إعادة بناء البنية الأساسية في المناطق المدمرة، استنادا إلى خبرة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والخدمات الطبية والتعليمية العاجلة وحتى لا تتعرض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية للانهيار، وهو ما يجعل الدور المصري مطلوبا الآن وبشدة، على الرغم من انشغال مصر بأزماتها الاقتصادية الضخمة.

نرشح لك

أهم أخبار سيارات

Comments

عاجل