المحتوى الرئيسى

حوار| مدير مدينة زويل: مبارك عطَّل المشروع.. ومجدي يعقوب يخلف «الراحل»

08/16 12:25

عقباتنا كانت سياسية.. ولولا نظام مبارك لخرجنا دفعات في الوقت الحالي 

مواردنا القليلة دفعتنا في انتقاء الطلاب الموهوبين.. والثانوية العامة ليست مقياس قبول بالمدينة

مدينة زويل كيان الدولة والشعب

نسعى لأن نكون عاصمة مصر والعرب العلمية.. ولابد من تخصيص الحكومة ميزانية للمشروع ودعم مالي مباشر

مناهجنا تعتمد على مزج التخصصات في مقرر واحد وفقًا لمشكلات المجتمع المعاصرة

"إذا رحل عالمٌ بقى عطاؤه، وبات علمه سبيلًا لما فيه نهضة للناس".. مع رحيل العالم الدكتور أحمد زويل يظل علمه مسجدًا في مبانٍ علمية ومجدات معلوماتية وأبحاث وأوراق، تحوي "خير الغد".

مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا أصدرت بشأنه رئاسة الجمهورية - في أبريل 2014 - قرارًا بالموافقة على تخصيص قطعة أرض بمساحة حوالي 198 فدانًا بمدينة السادس من أكتوبر لإنشاء المدينة، لكنَّه لم يكتمل إلى الآن، لكنَّه دخل فصلًا جديدًا بعد وفاة زويل.

الدكتور صلاح عبيه المدير الأكاديمي للمدينة، وأحد أعمدتها، حاورته "التحرير" للحديث عن مستقبلها بعد رحيل "الفائز بجائزة نوبل"، وسير العمل بالمدينة، وما قدمتَّه خلال الفترة الأخيرة.

بدايةً.. كيف ترى مدينة زويل كمشروع قومي لتحقيق نهضة في البلاد؟

مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هي في الأصل والقانون تسمى بمشروع مصر القومي، ورغم تعاقب الأنظمة والحكومات على بناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا لم يكن هناك الدفعة قوية اللازمة للانتهاء من المشروع منذ فترة كبيرة، ولم تمَّت تلك الدفعة لكنا نشهد الآن تخريج دفعات من أبنائنا.

ما هي أبرز العقبات أمام إتمام مشروع زويل؟

أبرز العقبات كانت سياسية في الحقيقة، وأهمها تمثل في نظام مبارك الذي كان يحكم مصر قبل ثورة 25 يناير، وأنا لا أريد أن أتحدث عن الماضي كثيرًا، ولكن دعني أنشر الأمل بأنَّ العام المقبل ستشهد مصر تخريج أول دفعة من مدينة زويل، يحملون بكالريوس العلوم من المدينة. 

ما مهمة المدينة خلال الفترة المقبلة؟

نحن مشروع علمي متكامل، مكون من جوانب علمية، تتضمن جامعة زويل للعلوم، نهدف لنهضة مصر علمية، ونسعى لأن تكون مدينة زويل عاصمة مصر العلمية ومن ثمَّ عاصمة العرب، من خلال تكامل تلك الجوانب واستخدامها في التطوير. 

إلى أين وصلتم في مراحل بناء مدينة زويل؟

تمَّ الانتهاء من 85% من الإنشاءات الخرسانية بالمدينة، ونعمل على تزويد المدينة بالأجهزة العلمية بتكلفة بلغت أربعة مليارات جنيه، الدولة ساهمت بحوالي مليارين.

من يقدم منح مدينة زويل.. وما هى أبرز مصادر التمويل؟

قائم على التبرعات وبعض الدعم من الحكومة، ومواردنا المالية ليست كثيرة، لذلك ننتقي الطلاب، والتبرعات قائمة على أربعة أو خمسة رجال أعمال، وتوجد تصورات أخرى لتضخيم تمويل المدينة مستقبليًّا، وسنطرح فكرة تبرع الشعب للمدينة لأنَّها مشروع قومي لنا جميعًا.

مدينة زويل كيان تابع للشعب والدولة وليست ملكًا له، وهذا لا يعني أن ننقص من حقه، فلولا هو ما كانت المدينة، وعلينا جميعًا أن نعي قيمة هذا المشروع القومي، والطلاب ذوي الطبقات الفقيرة نمنحهم منحتهم كاملة، أمَّا أبناء أصحاب الدخول نقدر المصروفات لهم على أساس الدخل لأولياء الأمور، ولابد وأنت تخصص الحكومة ميزانية للمشروع ودعم مالي مباشر.

ما هي المحاور العلمية الأساسية التي تقوم عليها المدينة؟.. وما هي مناهج مدينة زويل الدراسية والبحثية والأكاديمية؟

المدينة تقوم على جانبين علميين هما الهندسة والعلوم، وكل جانب يحتوى على أربع درجات بكالريوس، في شعبة العلوم بكالريوس علوم النانو والعلوم الطبية وعلوم المواد وعلوم فيزياء الأرض والكون، وفي شعبة الهندسة بكالريوس الطاقة والطاقة المتجددة وهندسة النانو وهندسة الفضاء، والهدف من هذه الجوانب جاء منذ بداية إعداد البرامج للطلاب، وكان أمامنا خياران هما تدريس المناهج المصرية مع تطويرها أو نضع مناهج تراعي ما يحتاجه المجتمع، ورأينا تصميم برامج ومناهج جديدة تركز على ما يحتاجه المصريون.

وعلى سبيل المثال في كليات الهندسة المعتادة في كل دول العالم نجد تخصصات الهندسة المتعارف عليها، أمَّا في مدينة زويل ابتكرنا تخصصات جديدة نقوم من خلالها على إعداد مهندس خريج يتلقى مادة علمية يتم مزج كل التخصصات فيها بطريقة أكاديمية، ومثال ذلك في شعبة الهندسة نجد هندسة الطاقة تحتوي على هندسة الكيماء وهندسة البيئة على الرغم من كونهما تخصصين هندسيين منفصلين عن بعض في كليات الهندسة المصرية، وبذلك نستطيع أن يكون خريج جامعة زويل مهندسًا يستطيع أن يعالج مشكلات البيئة المعاصرة، بعد دراسته فرع هندسي يشمل عدة تخصصات.

كيف يتم قبول طلاب مدينة زويل.. وما هي أبرز الشروط الواجب توافرها؟

من أبرز المعوقات الشديدة أمامنا هي الاعتماد على الثانوية العامة، فكان امتحان القبول في الفيزياء والكيماء والأحياء والرياضيات بجانب اختبار خامس يقيس مدى ذكاء الطالب بصورة عامة، كما أنَّ البداية في مدينة زويل رأت أنَّ نتيجة الثانوية العامة ليست المعيار الوحيد، لذلك شرعنا في إجراءات جديدة لا تعمتد على الثانوية العامة، لأنَّ مواردنا قليلة ويجب إنفاقها بحذرٍ شديدٍ عن طريق انتقاء الطالب الموهبة والتركيز عليه واستثمار جهودنا والمعامل.

وبجانب منظومة الجامعة، يوجد بالمدينة عدد من منظومة المعاهد والمراكز البحثية، ومن ذلك مركز الفوتونات والمواد الذكية، ومجموعة المراكز والمعاهد هذه ليست جزرًا منعزلة عن الإجراءات السابقة، وليس من حق كل أستاذ أن يعين ويختار الباحثين والأبحاث. 

لذلك في أول الأمر وضعنا استراتيجية بحثية تقوم على المشكلات وآليات التنفيذ والتنفيذ والنتائج وتطبيق النتائج، وعلى هذا الأساس يتم العمل وقبول الأبحاث، حتى أنَّه لدينا أحد المراكز البحثية قام بأداء جيد هذا العام ورأينا أن نعمل على تزويده بالدعم والتمويل لكى  ينتج أكثر.

ومجمل الأمر أنَّه على حسب الأداء يتم تنظيم موارد المدنية ما بين الجامعة والمعامل والمعاهد والمراكز البحثية، وهذا لا يعني أنَّ كل كيان في جانب منفرد، فالأساتذة الذين يقومون بالأبحاث العلمية في المعاهد هم من يقومون بالتدريس في الجامعة للطلاب، مما يحدث نوعًا من التكامل فيما بينهم، والتوأمة بينهم تجعل الخريج لديه أحدث المعارف ويكون البحث العلمي الخارج وقتها من المعاهد على أعلى مستوى.

على أي النظريات تعتمد أبحاث زويل وعلومها؟

نعتمد على نظام التربية التعليم المقود للبحث العلمي، وابتعدنا عن النمط التقليدي في التعليم العالي بأن نأتي بمناهج من خارج مصر وتدريسها للطلاب، مما أحدث فجوة زمنية تعليمية لن كل ما يتم دراسته خارجيا هو نهاية المطاف، إنَّما التعليم العالي المقود بالبحث العلمي هو تدريس الأبحاث التي تمَّت في علم معين، وبذلك يكون الطالب على حافة المعرفة التي وصل إليها الجانب العلمي، مما يحقق للطالب الشغف بالبحث العلمي وأنَّ المعرفة ليس لها نهاية، وذلك من خلال رؤية أستاذة المدرس له في المعمل مازال مستمرًا في البحث فيقول في نفسه هذا مدرسي مازل يبحث إذا هناك جديد علي اكتشافه وتطويره.

ما هي خطة المدينة خلال الفترة المقبلة؟

مع افتتاح المقر الجديد، سنضيف للجامعة ومنظومة المعاهد ما يعرف بـ"الهرم التكنولوجي"، وسنحاول من خلاله دمج عدد من العناصر وهي مخرجات البحث العلمي ورجال الصناعة المحترمين والمجتمع المدني والحكومة بمشكلاتها البحثية بأجندتها، وعندما تتوافر هذه العناصر تحت سقف واحد وتعمل بطريقة واحدة سيكون الناتج وقتها براءات اختراع ومشروعات صغيرة ومتوسطة وفرص عمل للشباب في مشروعات تعتمد على اقتصاد معرفي قائم على فكرة المدينة الجديدة.

مستقبلًا، ستكون لدينا أيضًا أكاديمية زويل لتعليم الطالب في مرحلة الثانوية العلوم والرياضيات والهندسة بشكل متقدم جدًا، وسيستطيع الطالب الخريج وقتها قادرًا على الالتحاق بالجامعة للعلوم داخل المدينة، وسنكون حققنا وقتها مع يعرف عملية تدويرية تبدأ من الأكاديمية بطالب متعلم تعليم جيد يلتحق بالجامعة فيتفوق ليلتحق بالمعاهد البحثية ينتج أفكارًا وأبحاثًا تتحول لمنتج صناعي يدخل هرم التكنولوجيا.

وسيتم تطوير مركز الدراسات الاستراتيجية يعتمد على العلم لحلول مشكلات تساعد صانع القرار السياسي في حل أزمات ومشكلات تخص المياه والزراعة والطاقة وفي العلوم الطبية وغيرها من المشكلات المتعددة، وستكون هذه الحلول بعيده عن الانتماء السياسي والاجتماعي بل علمي بحت. 

حدثنا عن إنجازات المدينة طيلة 3 سنوات

بفضل الله خلال الفترة الماضية القليلة انتهينا من 300 بحث علمي، وهو فخر لأنَّهم بالكامل علماء مصريون عملوا تحت إشراف أساتذة مصريين وأغلبهم عاد من الخارج، ليعمل على النهضة المحترمة للبلد بجانب الدكتور زويل.

وخلال ثلاث سنوات ونصف صنَّفت مؤسسة جوجل المؤسسات العلمية في مصر ورتبت مدينة زويل للعلوم بأنَّها المؤسسة الأولى في البلاد.. هذه بعض من الإنجازات وبداية الطموح والأمل ومبشرات بأنَّنا نعمل في الطريق الأكاديمي الصحيح، وتدفع الشعب والحكومة الممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعطي هذا المشروع ما يستحقه من دعم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل