المحتوى الرئيسى

كمال الهلباوي: بريطانيا لن تغير القانون من أجل السعودية أو الإمارات | المصري اليوم

08/15 21:06

أحد المؤسسين للتنظيم العالمى لجماعة «الإخوان»، المتحدث السابق باسم التنظيم فى الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية فى بريطانيا التى عاش بها ما يزيد على 20 عاما.. مناصب جعلت كمال الهلباوى أحد الشهود الذين استعانت بهم جهات التحقيق فى بريطانيا لإعداد تقريرها المعروف بـ«جينكيز» حول جماعة الإخوان بعد ثورة 30 يونيو.

الهلباوى يرصد، لـ«المصرى اليوم»، حجم نفوذ وتأثير جماعة الإخوان فى المملكة المتحدة، وموقف بريطانيا بشكل عام من الجماعة، وما الذى تغير بعد 30 يونيو، وكواليس إعداد تقرير «جينكيز»، وأسباب رفض الغرب تصنيف جماعة الإخوان «منظمة إرهابية».

■ كيف ترى سعى بريطانيا لمنح اللجوء لأعضاء «الإخوان»؟

- بريطانيا لها نظم وقوانين لن تخرقها بسبب الإخوان، والبيان الأخير صادر عن وزارة الداخلية البريطانية، عندما سئلوا عن موقف أعضاء الجماعة، ويؤكد أن أعضاء الجماعة الذى يتعرضون لاضطهاد فى مصر من حقهم أن يتقدموا بطلب اللجوء، وهم فى مصر، ورغم أن هذا الحق ليس مقصورا على الإخوان، إلا أن سبب ظهور هذا البيان فى هذا التوقيت ليس واضحا، وربما يكون الإخوان تقدموا بطلب للمحكمة لإيضاح موقفهم من طلبات اللجوء.

■ ما ملابسات استدعائك للشهادة من قبل المسؤولين عن إعداد تقرير «جينكيز»؟

- تمت دعوتى شخصيا لأدلى بشهادتى فى التحقيقات المتعلقة بإعداد تقرير «جينكيز» عن الإخوان، وذهبت لبريطانيا مرتين للشهادة فى مكتبهم بوزارة الداخلية البريطانية، وفى المرة الثالثة جاءوا هم إلى منزلى فى القاهرة، وتحدثنا عن الإخوان، وقلت لهم إنهم مخطئين، لأنهم سمحوا للإخوان ولغيرهم بمهاجمة مصر من أرضهم، وبشكل عام أرى أن النتيجة التى توصل لها التقرير، والتى تقول إن «جماعة الإخوان ليست إرهابية، لكن ربما ينتج عنها بعض أعمال العنف»، منطقية إلى حد كبير، لأن الإخوان لم، ولن يرتكبوا جرائم إرهابية، ولا يرتكبها إلا من ينشق عن الجماعة، ويعتنق الأفكار الداعشية.

■ وماذا عن ضغوط السعودية والإمارات على بريطانيا لإصدار التقرير؟

- هذا الكلام ليس واقعيا، فالإعلام فى مصر يبالغ كثيرا فى تأثير دول العالم الثالث على دولة العالم الأول أو الثانى، «بريطانيا لن تغير القانون عشان خاطر عيون الإمارات أو السعودية».

■ لماذا انتقلت للحياة فى بريطانيا؟

- لم أذهب بإرادتى، النظام لم يكن يتحمل كلمة واحدة ضده، لدرجة أن نظام مبارك أصدر قانونا اسمه «العائدون من أفغانستان» وأنا وقتها كنت أعيش فى أفغانستان لمدة 6 سنوات، مسؤول عن نشاط الإخوان هناك، وأتذكر أننى وقتها كتبت مقالا وأرسلته لمبارك قلت فيه: «مش ناقص غير إنكم تعملوا قانون للعائدين من الإسكندرية»، رغم أنكم كدولة آخر عهد السادات أرسلتم أسلحة وصواريخ لأفغانستان عندما طلبت منكم الولايات المتحدة ذلك، لماذا لم تكن وقتها أفغانستان إرهابية؟

أنتم كدولة مثل مصر والسعودية وغيرها كنتم تتعاملون مع أفغانستان، لكن عندما انتهت المصلحة من وجودهم، اتهمتوها بالإرهاب، وذلك كان سبب ظهور طالبان وغيرها عندما انفض العالم عن المجاهدين الحقيقيين الوسطيين، مثل برهان الدين ربانى وقلب الدين حكمتيار. ورغم ذلك رفضت أن أحصل على اللجوء مثل الكثيرين، لكننى حصلت على الإقامة وكنت أعمل حتى حصلت على جواز سفر بريطانى ومعى حتى الآن، وكنت أسافر العالم به بأكمله، لكننى أفضل جواز السفر المصرى.

■ كيف نشأ التنظيم العالمى للإخوان؟

- التنظيم الدولى للإخوان كفكرة بدأت من وحدة الأمة التى تحدث عنها حسن البنا، إنما التنظيم الدولى كهيكلية وكنظام ولوائح لم يبدأ إلا فى أوائل السبعينيات تحديدا فى 1971، ولم يكن له وجود قبل ذلك، لكن كان هناك نوع من التعارف والصلات بين الإخوان فى مختلف الدول، وهذه الصلات تجسدت فى شكل تنظيم هرمى له مجلس شورى عالمى ومكتب إرشاد عالمى وبعض اللجان التخطيطية والتدريبية والتربوية داخل هذا التنظيم، وهذا تبلور بشكل هيكلى واضح ومحدد فى عام 1981، وقبل ذلك كان مجرد فكرة.

■ ولماذا اخترتم بريطانيا بالتحديد لتكون مركزكم فى الغرب؟

- فى البداية، لم تكن بريطانيا حاضرة فى أذهان الإخوان، لكن فى السبعينيات كان الإخوان فى الغرب يتقابلون، ويعقدون اجتماعات وندوات ونقاشات فى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، واستغل مصطفى مشهور وجوده وقتها خارج مصر وتمتعه بسمعة حسنة وعمل على توحيد أعضاء الإخوان الذى خرجوا من مصر فى عهد السادات، كما عمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من المسلمين المصريين والعرب وغير العرب، وبدأ يعقد مناقشات مكثفة حول فكرة التنظيم الدولى، وأعدوا اللوائح والهيكلية ووقع الاختيار على بريطانيا.

كان للإخوان نفوذ كبير فى بريطانيا منذ أواخر الستينيات، بل كانت جماعة الإخوان هى الوحيدة التى تتمتع بمثل هذا النفوذ فى المملكة المتحدة، وبدأ الأمر عندما ذهب عدد من أعضاء الإخوان البارزين للدراسة بالجامعات البريطانية، وفى أول الأمر شيدوا دار الرعاية الإسلامية.

وتم اختيار بريطانيا كمركز لأنها بها عدة مميزات، أولها لغتها الإنجليزية سهلة ومتعارف عليها أكثر من ألمانيا وفرنسا، كما أنها تتميز بمساحة حرية وسيادة القانون والقضاء المستقل، وسهولة توفر فرص العمل بها.

■ ما دور يوسف ندا فى نشأة التنظيم العالمى.. وكيف يدعم الإخوان فى الخارج؟

- أعرف يوسف ندا جيدا وهو صديقى، وزرته فى البلد التى يعيش بها على الحدود بين سويسرا وإيطاليا، وليس له أى علاقة بالتنظيم الدولى على الإطلاق، لكنه كان مشجعا للتنظيم وبالطبع كان يتدخل ويقدم المشورة أحيانا، وكان يرسل بعض المساعدات وتبرعات مالية لمكتب الإرشاد فى مصر فى وقت سابق، لكنه ليس عضوا أو مسؤولا أو إداريا أو بلجنة من اللجان. وحاليا ربما حاول التدخل لتقوية ودعم الإخوان فى الخارج بعد اختفاء معظم القيادات الإخوانية من المشهد. «يوسف» رجل أعمال، ومنصب المفوض السابق للعلاقات الدولية فى جماعة الإخوان غير دقيق، وقناة «الجزيرة» هى من أطلقته عليه لكنى لم أسمع به من قبل. وهو من أسرة فقيرة، يتاجر فى كل شىء، ويهتم بأن تكون له شبكة علاقات جيدة، وكان يعمل فى المقاولات مع أحد الأمراء السعوديين، وأسس فى السعودية شركة مقاولات باسم «ندا» وربح كثيرا، وبالنسبة لما يتردد عن توسطه بين السعودية وإيران، لا أرى أنه شىء خاطئ، وليت مصر الآن تفعل الأمر نفسه، ولا تنجذب لعداءات مع دول بسبب المذهب أو الدين.

■ ما حجم نفوذ الإخوان فى بريطانيا؟

- لم يسبق أن كان للإخوان علاقة مخلة بالسلطات البريطانية، وكنت موجودا، وأشهد على ذلك، تاريخيا، لا يمكن لبريطانيا أن تنسى أن الإخوان كانوا ضد الاحتلال البريطانى، لكن جدت مرحلة من التعاون المشترك، لكن أقصى شىء كنا نفعله أن نتحدث مع البرلمان البريطانى ونأخذ غرفة به لعقد ندوات أو مؤتمرات صحفية، لكن هذا لا يعنى أننا كنا نهاجم مصر من الخارج. وقد تفاجأى حين تعلمين أن عدد أعضاء الإخوان حاليا لا يزيد على الألف، وليس جميعهم أغنياء أو أصحاب نفوذ اقتصادى، مثلما يصور الإعلام، لكنهم يحصلون على تبرعات ومنظمون وأقوياء وأصحاب نفوذ وعلى دراية بالخطوات التى يتخذونها ولهم شبكة علاقات واتصالات قوية بأعضاء فى الحكومة والبرلمان البريطانى، والغرب عادة له استراتيجية واحدة مع معظم دول العالم الثالث، فهو ينتظر حدوث خطأ فى دولة ما وينتهزه ليسلط الضوء عليه ويستغله لصالحه.

■ هل تعتقد أن الإخوان استفادوا من وجودهم فى بريطانيا؟

- أرى أن الإخوان ارتكبوا خطأ كبيرا فى آخر عقدين، لأنهم لم يدركوا الميزة الحقيقية للحرية فى دولة مثل بريطانيا ولم يستطيعوا استغلالها بطريقة تفيدهم وتفيد الجماعة، وذلك بسبب المشاكل الأمنية التى واجهها الإخوان فى دولهم مثل مصر، لذا كانت فكرة السرية والخوف الدائم هى المسيطرة على الفكر العام للإخوان، رغم الأمن والحرية التى وفرتهما بريطانيا للإخوان.

■ كيف قمتم باستغلال تواجدكم فى بريطانيا؟

- أنا على سبيل المثال سجلت مركزا فى بريطانيا باسم «المركز الإعلامى للإخوان المسلمين» على مرأى ومسمع من الدنيا، وعقدت ندوات ومؤتمرات صحفية بشكل علنى، وهذا لم يكن ليحدث فى أى دولة عربية، ولم أكن أشعر بأى خوف، لأننا دعوة وسطية، فلم أكن أبيع الحشيش، لكن من جاءوا بعدى فى عام 2001 غيروا اسمه إلى «المركز العالمى للإعلام» بسبب عقلية الخوف والسرية التى اعتادوها، وبدأوا يتبعون إجراءات أكثر سرية بشكل عام، وقد اعترضت على ذلك، لأن العلنية التى كنا نتبعها فى الغرب جعلت العالم ينظر لنا باحترام، لأننا كنا ندعو للأخلاق والتربية الحسنة والوسطية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة فى بريطانيا.

■ وماذا عن استفادة بريطانيا من وجودكم على أراضيها؟

- كان لى دور كعضو بالإخوان فى الدعوة إلى الوسطية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة فى بريطانيا، وكنت أعقد اجتماعات مع بعض أصحاب التوجهات المتطرفة من الجماعات الإسلامية الأخرى فى بريطانيا، ودخلت فى معارك وحوارات تستمر بالساعات والأيام وبعضها مصور بالفيديو، أقنعهم الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، وبالفعل كان عدد من منهم يقتنع ويستجيب لدرجة أنهم كان يختلفون مع قياداتهم وينشقون، وهذا دور عظيم كان الإخوان يؤدونه.

■ هل يعتبر هذا الدور من المصالح المشتركة بين بريطانيا والإخوان؟

- بالطبع، والغرب احتضن شخصيات مثل (أبوحمزة المصرى وأبوقتادة وهانى السباعى) لا لأنه يحبهم، لكن لأنه يمكن أن يستخدمهم لمصلحته من ناحية، لكن بشكل عام القانون هو السيد.

■ هل سيكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تأثير على الإخوان؟

- بالطبع، ستكون له نتائج سلبية، لأن بعض الإخوان الذين لا يحملون حتى الآن جوازات سفر أو لم يتمكنوا من الحصول على لجوء سياسى، سيصعب عليهم التحرك والتنقل بحرية فى دول الاتحاد الأوروبى، لكنه لن يضر الإخوان المستقرين ولديهم جوازات سفر.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل