المحتوى الرئيسى

أندية السيارات في الإمارات: تفحيط وأدرينالين أم شغف وانتماء؟

08/15 18:08

نراهم في شوارع الإمارات وفي الاحتفالات العامة. أعداد كبيرة من السيارات المتشابهة تنتظم في طابور واحد، فنعرف فوراً أن هذا تجمهر لأحد أندية السيارات.

هذه الأندية هي غير ربحية في معظم الأحيان، تجمع أعضاءً يحبون نوعاً معيناً من العربات، ليحتفلوا بشغفهم المشترك، عبر أنشطة متعلقة بالسيارة نفسها، أو بروح الفريق التي تجمعهم.

لكن أندية السيارات لم تكن دائماً مسالمة كما نعرفها اليوم، فبحسب ما ذكر موقع Rodauthority، إن أعضاء تلك الأندية كانوا من المتمردين، الذين يتسابقون في الشوارع العامة، معرضين حياة الآخرين للخطر. وكانت تلك التجمعات فرصة للتباهي بالتعديلات التي يقوم بها أصحاب السيارات لتجميل عرباتهم وإعطائها خصوصية. ما يجعل ذلك كله أنشطة حكراً على ذوي الدخل الأكبر، فتحصل بينهم منافسات واعتداءات دموية مصدرها الغيرة.

تعود انطلاقة أندية عشاق السيارات إلى بداية صناعة السيارات نفسها، ولكنها كثرت تحديداً في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. شهدت تلك الفترة بداية صناعة السيارات السريعة الأمريكية المعروفة بالـMuscle Cars، منها الشيفروليه كورفيت والدودج تشالينجير والفورد موستانغ، التي لم ينقطع إنتاجها إلى يومنا هذا.

انتقلت فكرة التجمع تحت راية حب سيارة معينة إلى دول عديدة كاليابان، التي اشتهرت بعصابات أندية السيارات كالـMid Night Club، هذا النادي الذي كان ينظم سباقات غير قانونية في شوارع طوكيو. ونتج عن هذه الظاهرة الرياضات المعروفة بالـDrifting والـDrag Race. وقد شكلت هذه الأنشطة إلهاماً لأفلام شهيرة مثل سلسلة أفلام The Fast and the Furious وTokyo Drifter.

اليوم، يلتقي الكثير من الشباب المحبين للإثارة في أندية السيارات والدراجات في مدن الإمارات المختلفة. لا يجمعهم عشق الإثارة والأدرينالين فقط، بل مجموعة من بعض القيم والأهداف الأخرى التي يصفها الأعضاء "بالسامية". فما هي أشهر أندية السيارات وأكثرها نشاطاً في الإمارات؟

يقول فؤاد الهاشمي، وهو أحد مؤسسي نادي الموستانغ في الإمارات، إن الخطوة الأولى جاءت بعدما اجتمع محبو سيارة الفورد موستانغ الأمريكية الصنع، من جميع أنحاء الإمارات السبع، على اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم وجنسياتهم وأعمارهم، الأمر الذي أثرى المجموعة وجعلها أكثر تنوعاً.

يقيم النادي العديد من الأنشطة المسلية، بدءاً بالـDrag racing، أي سباق المسافات القصيرة لمقارنة قوة التسارع (Acceleration) والـDrifting، المعروفة بـ"التفحيط" في اللغة العربية العامية، وهي جعل السيارة تنزلق على الإسفلت مع استمرارية تحكم السائق فيها، فيكون اتجاه العجلات الأمامية مخالفاً للاتجاه الفعلي الذي تسير فيه السيارة.

ويؤكد الهاشمي أن هذه الأنشطة تجري في أماكن متخصصة، مثل حلبة ياس وحلبة دبي أوتودروم. ويضيف: "تكون هذه الأماكن مغلقة وتحت إشراف مختصين بإجراءات السلامة المناسبة، لأننا نريد تثقيف الأعضاء بأهمية القيادة السليمة". ويعد تصوير إعلان لسيارة فورد موستانغ 2015 في الشرق الأوسط من أهم إنجازات النادي.

يجتمع في هذا النادي 98 عضواً من عشاق مختلف أنواع السيارات التي تنتجها شركة دودج الأمريكية، وقد أسسه جورج ماثيوز عام 2014.

يفضل معظم الأعضاء الـAmerican Muscle، خصوصاً سيارتي التشالنجر Challenger والتشارجر  Charger.

يقول أحد مديري النادي، الذي يعمل موظفاً في مجال العقارات، سوراف داستيدار Saurav Dastidar، إنهم يهتمون بنشاطات السرعة والقيادة. وينضم الأعضاء إلى معارض مهمة، مثل مهرجان السيارات في الخليج Gulf Car Festival الذي يقام في دبي و"ياس دراغ" Yas Drag الذي يقام في جزيرة ياس في أبو ظبي.

يقدم النادي حصص توعية للأعضاء، ويعلمهم القيادة بشكل صحيح والتحكم الكامل بالمقود أثناء السرعة, وشرح خصائص المحرك وأنواع قطع غيار السيارات. بدورها، تقدم شركة دودج فرصة للأعضاء لقيادة السيارات الجديدة قبل وضعها في السوق.

بدأ الحب للنسخة الجديدة من هذه السيارة الأمريكية بعد ظهورها في سلسلة أفلام ترانسفورمرز Transformers، فيتم ربطها دائماً بصورة الروبوت المتحول في ذلك الفيلم.

بدأ نادي كامارو عام 2010 في أبو ظبي بعشرة أشخاص، ويضم الآن أكثر من 350 عضواً. يعتبر هذا التجمع نادراً في العالم، لعدم وجود نواد مشابهة تهتم بسيارات الكامارو، وذلك بحسب أبرز الإداريين فيه مريم المنصوري، التي نشأت في عائلة تعشق السيارات، ما دفعها لتكريس وقتها للنادي الذي "يقدر جمال" سيارتها المفضلة.

شارك غردتحبون عالم السرعة والتفحيط؟ جولة على أشهر أندية السيارات وأكثرها نشاطاً في الإمارات

بدأ هذا النادي أنشطته بثلاث سيارات فقط في شهر أبريل 2015. حظيت انطلاقته الرسمية الأولى بالكثير من الاهتمام والتغطية الإعلامية. يقول أحد مؤسسي النادي، جلين مكتاجارت (44 عاماً)، إن الأعضاء يحضرون فعاليات تُعنى بالقيادة والعربات، ويحصلون على العديد من التخفيضات على منتجات وخدمات مختلفة من معارض اللامبورغين. ويضيف: "شخصياً عندما أقود برفقة عدد كبير من الناس يصبح الأمر عبارة عن الشعور بالانتماء والصداقة أكثر من أهمية السيارة نفسها، ونشعر أننا جميعاً نأتي من مكان واحد برغم اختلاف ثقافاتنا".

وهو يرى أن اسم الإمارات يقترن بشعور الفخامة، وهو ما تحاول المجموعة أن تعكسه، خصوصاً وهم يشعرون أن العيون تتجه صوبهم أينما اتجهوا. ويذكر: "مرة زرنا جبل حفيت، وفي اللحظة التي توقفنا فيها، جاءنا العديد من السياح الذين أرادوا التقاط صور والحديث معنا". ويضيف: "نلتزم بقوانين الدولة ولا نريد أن نشكل أي إزعاج للشرطة، بل نريد أن نكون سفراء للامبورغيني ونحافظ على سلامة الطرق".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل