المحتوى الرئيسى

غضبة المصلين

08/14 23:28

شهدت صلاة الجمعة الماضية حالة من حالات الغضب داخل عدد من المساجد بالقاهرة والمحافظات على ما يطلق عليه «الخطبة المكتوبة». ولعلك تذكر أننى تناولت هذا الموضوع غير مرة، لكن الجديد الآن هو حالة الرفض الواضحة من جانب بعض المصلين لفكرة أن يعتلى الخطيب المنبر ليتلو عليهم المضمون المملى عليه من وزارة الأوقاف. وقد دفع هذا الأمر عدداً من الخطباء إلى التحول عن الخطبة المكتوبة والانطلاق فى الخطبة بالطريقة المعتادة، حتى يرضى المصلون.

الشاهد فى الأمر أن غضبة بعض المصلين على «المكتوبة»، اقترن بتحديد موضوع خطبة الجمعة الماضى فى استهداف الإرهاب للعلماء، وذلك على هامش محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى مصر السابق. ولست أجد غضاضة فى أن يكون موضوع الخطبة على النحو الذى اختارته وزارة الأوقاف، لكن المشكلة أن هذا الأمر أوجد لدى بعض المصلين، كما نشرت تقارير صحفية، إحساساً بأن الوزارة وخطباءها ينخرطون فى خلط الدين بالسياسة، وأن إصرار الوزارة على الخطبة المكتوبة، يعكس محاولة لتوظيف الدين فى تحقيق أهداف سياسية. الاستنتاج الذى خلص إليه المصلون طبيعى ومنطقى، فما معنى أن يحدد وزير ينتمى إلى السلطة موضوع خطبة الجمعة إلا أن المنبر أصبح غارقاً فى السياسة ومع السياسيين؟ المصريون اكتووا كثيراً من أمر خلط الدين بالسياسة على يد الجماعات، واللافت فى المسألة أن السلطة الحالية تدمغ الجماعات منذ زمن بعيد بهذه التهمة، وترى أنها تجتهد فى تسخير الدين لتحقيق أهداف سياسية، فكيف يمكن أن يقبل منها الناس بعد ذلك أن تقع فى نفس المطب، وتؤدى على نفس الشاكلة التى كانت -ولا تزال- ترفضها وتستهجنها؟!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل