المحتوى الرئيسى

خذها ولا تخف! | المصري اليوم

08/14 23:09

سمعنا عن قرارات مؤلمة مرات كثيرة.. بشّر بها المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء.. وأكدها الرئيس السيسى نفسه فى الإسكندرية منذ يومين.. فلماذا لم يتخذها الرئيس، ولا رئيس الوزراء حتى الآن؟.. أقول للرئيس: إذا كانت القرارات تمس فئة الأغنياء فخذها يا ريس ولا تخف.. وإذا كانت تمس الفقراء والبسطاء فلا تخاطر.. ادرس قراراتك.. أشرك معك المجتمع المدنى والأحزاب.. ارجع إلى معلومات أجهزة الاستخبارات أولاً!

التجربة تقول إن كل القرارات المؤلمة تنعكس على الغلابة فقط.. هؤلاء لا يعرفون من الأوطان غير مصر، ولا يعرفون من سلة العملات غير الجنيه.. ليس عندهم بديل آخر.. أما إذا كنت تقصد بالقرارات المؤلمة من لا يستحقون دعم الدولة، فلا تتأخر.. لقد سمعتك تقول: مينفعش اللى راكب مرسيدس، يتحاسب زى اللى عنده فيات.. مظبوط.. فين المشكلة؟.. لكن إزاى توفر حماية فى حال ارتفعت الأسعار لتعصف بالبسطاء والغلابة؟!

سمعت الدكتور سامى عبدالعزيز، خبير الإعلام، يقول لأسامة كمال، إن الشيخ صالح كامل مستغرب أنه يدفع ثمن البنزين والخدمات مثل محدودى الدخل فى مصر.. وسمعت قصة مشابهة من سميح ساويرس يتحدث عن بنزين اليخت الخاص به.. قال: ليه يحاسبونى بأسعار مدعمة؟.. وسمعتها من صلاح دياب أيضاً.. كل هؤلاء يسألون: الدعم بيروح للأثرياء ليه؟.. استغربت أنهم من يتساءلون.. فلماذا ترددت الأنظمة السابقة فى اتخاذ القرار؟!

السؤال: هل كانت حكومات مصر تخشى من أثرياء مصر؟.. هل كانت تخشى من رد الفعل؟.. هل كانت تعلم أنهم من يحتكرون وسائل الإعلام؟.. هل لأنهم كانوا الأعلى صوتاً؟.. أم لأن تأثير قرارات رفع الدعم سيحاصر الفئات البسيطة أيضاً؟.. الآن ليس عندنا رفاهية.. أحدهم قال لى: إن الرئيس هو الوحيد الأقدر على اتخاذ هذه الخطوة، هو الآن صاحب الشعبية، هو أيضاً الذى سيصبح بطلاً شعبياً لأنه يأخذ من القادرين ليعطى من لا ظهر له ولا سند!

فما هو سرّ الخوف بالضبط؟.. هل لأن النظام يخشى من الأثرياء، أم يخشى من رد فعل الفقراء؟.. مليارات عديدة تذهب للدعم.. تصل للسفارات والأجانب.. تصل للمقيمين وهم بالملايين.. هل فكرت الدولة فى زيادة الرسوم عليهم مثل السعودية؟.. هذا الباب وحده يدرّ المليارات.. رسم الإقامة غير بيع الجنسية.. عندنا دولة كسولة.. عندنا دولة موظفين.. هذه أكبر مشكلة تواجه مصر.. ما علينا الآن.. المهم كيف نعالج مشكلة الدعم بلا آثار جانبية؟!

بالتأكيد، الحكومة جادة هذه المرة فى اتخاذ القرارات المصيرية.. ليس عندنا رفاهية التأجيل والتسويف.. لكنى لا أفهم مصيرية بالنسبة لمن؟.. بالنسبة للأثرياء أم الفقراء؟.. هل هى مصيرية بالنسبة للحكومة؟.. شريف إسماعيل ليس عنده مشكلة أن يتخذ القرار، ولو أدى لرحيله غداً.. سوف يتعامل مع المشكلة كطبيب جراح.. المهم أن يحافظ على حياة المريض أولاً.. أعرف أن المريض قد «يرفض العلاج»، فما بالك حين تكون «جراحة عاجلة»؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل