المحتوى الرئيسى

السيسى فى المواجهة | المصري اليوم

08/14 22:57

بدون مبالغة، أو تهويل، أعتقد أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح مجمع البتروكيماويات الخاص بالشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته «إيثدكو» بمنطقة العامرية بالإسكندرية هو الخطاب الأقوى، والأوضح، والأكثر أهمية له بعد خطاب الثالث من يوليو 2013.. خطاب تجمعت له كل العناصر لتجعل منه نقطة انطلاق حقيقية نحو المستقبل، ونحو حركة إصلاح حقيقى فى مصر.

فى بساطة لغوية رائعة، أوضح الرئيس السيسى المشكلة الاقتصادية للمواطن البسيط: رب أسرة مصروفاته أكثر من دخله.. فماذا يفعل؟. تقريب المشكلة الاقتصادية الكبرى إلى المواطن العادى بدون استخدام مصطلحات معقدة، وبدون الدخول فى تفاصيل لا يفهمها سوى المتخصصين.. قدرته على التبسيط دون التسطيح، وعلى العرض الموجز لأعقد المشكلات بأسلوب سهل بسيط هى ميزة واضحة للرئيس السيسى.

وفى حديث عنوانه «المكاشفة الكاملة» و«الشفافية التامة»، عرض الرئيس السيسى لأبعاد المشكلة الاقتصادية فى مصر، وعرض تصوره لحلولها.. لا شىء خارج زيادة العمل، وترشيد الإنفاق، والمشروعات الكبرى.. الرئيس يقدم روشتة كاملة متكاملة لحالة اقتصادنا المتهالك.. إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. وليس متخيلاً أن يتعافى اقتصادنا ونحن لا نعمل، وأن تنصلح أحواله وإنفاقنا أكثر من دخلنا، ونحن نأكل من لحم اقتصادنا الحى بدون رحمة ولا إدراك للعواقب.

وفى إطار المواجهة الشاملة، أشار الرئيس السيسى إلى أنه «لن يتردد فى اتخاذ القرارات التى تصلح من الأوضاع الاقتصادية»، وأن شبح أحداث 18 و19 يناير 1977 لن يرهبه، ولن يجعله يتردد فى اتخاذ ما يلزم من قرارات.. اقتصاد منهك، وبنية تحتية متهالكة، وأنشطة اقتصادية تحتاج إلى تنشيط، وملايين من الموظفين الحكوميين الذين يمثلون عبئاً على ميزانية الدولة دون حاجة حقيقية لكثير منهم فى تيسير دولاب العمل الحكومى..

ولعل أهم ما أشار إليه الرئيس السيسى فى خطابه أن الدولة جادة فى مكافحة الفساد.. فاتورة الفساد عالية، وتكلفتها كبيرة، وعانت مصر منها طويلاً.. الدولة كلها على قلب رجل واحد فى مواجهة هذا السرطان الذى يتفشى فى جسد هذه الدولة، وفى عضد هذا الاقتصاد.

وكان الرئيس واضحاً فى تحديد المسؤوليات.. كلنا مسؤولون.. وكلنا محاسبون.. لا يوجد من على رأسه ريشة فى هذا التوقيت.. حتى الرئيس نفسه مسؤول أمام الشعب وأمام الله، وأمام التاريخ.. مسؤولية بعضها فوق بعض.. وليس مسموحاً بالتهاون فى معالجة المسألة الاقتصادية فى هذا التوقيت بالذات.

ولعل الإشارة الدائمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى يكررها دائماً فى معظم أحاديثه موجهاً حديثه للحكومة «قولوا للناس»، «كلموا الناس»، أشركوا الناس فى أمور حياتهم.. التواصل بين الحاكم والمحكوم، بين الحكومة والشعب من أساسيات الحكم.. سياسة الاتصال من أعلى إلى أسفل، من الحكومة إلى الناس فقط، أو العكس لا تؤدى إلى شىء.. مطلوب من الحكومة أن تتواصل مع الناس، فهم نقطة البداية، وهم الجمهور المستهدف.. الرئيس السيسى يخاطب الشعب دائماً، ويتحدث مع الناس، وبينهم «عشم لا نهائى»، و«مودة لا حدود لها».. مطلوب من الحكومة أن تحذو حذو الرئيس فى خطابها، وأن تتكلم مع الناس.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل