إسلام الشهابي وجماهير مصر وحمار جُحا | المصري اليوم

هجوم شرس وغير متوقع شنته أغلب الجماهير المصرية على إسلام الشهابي، بطل مصر في لعبة الجودو، لم يكن لخسارته أمام نظيره الصهيوني بدورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو 2016 فحسب، بل لعدم مصافحته منافسه الصهيوني، وتوجيه تهمة التخلي عن الروح الرياضية وبروتوكول اللعبة وتشويه صورة مصر أمام العالم.

الواقعة ليست الأولى من نوعها، فعلى مدار تاريخ مواجهات لاعبي مصر بلاعبي الكيان الصهيوني، لم نشاهد مصافحة ودية عقب انتهاء المباراة إلا في مرات قليلة معدودة على أصابع اليد الواحدة، بينما كان المشهد السائد هو تجاهل المصريين للصهاينة.

لك أن تتخيل، عزيزي القارئ، أن إسلام الشهابي قد قام بمصافحة اللاعب الإسرائيلي عقب انتهاء المواجهة بغض النظر عن نتيجة المواجهة، سواء بفوز أو خسارة بطل مصر، فكانت الأغلبية أيضاً ستذهب للهجوم الضاري عليه، والتطرق للحديث عن مصافحة ابن النيل لآكلي لحوم البشر من العرب وذابحي أطفال سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، والعار الذي كان سيتركه الشهابي في نفوس كل عربي.

شخصية جحا العربي وطرائفه ومواقفه المتعددة لخّصت الكثير من الثقافة والفكر بالبلدان العربية منذ قديم الأزل وحتى الوقت الراهن، فقصة «حمار جُحا» تؤكد مدى انتقاد الشعوب العربية لجميع الأحداث باختلاف المواقف، فكان نجل جحا صبياً غير خلوق، وهو جالس على الحمار وتارك والده هو من يقوم بجر الحمار، وكان جحا أباً غير رحيماً بوالده، يركب الحمار ويدعو والده لسحبه، وكان حجا وابنه شخصين ليس بقلوبهما رحمة يركبان الحمار الضعيف بدون شفقة، وكان الثنائي شديد الغباء حين نزلا من فوق الحمار ليقوما بجره دون أن يركبه أحد للاستراحة، بينما كانت النهاية باتهام جحا ونجله الصغير بالجنون حين قاما بحمل الحمار على كتفيهما.. ففي الحالات الخمس لم يسلما من الانتقادات اللاذعة للبشر.

وتتكرر انتقادات الشعوب العربية حتى الوقت الراهن في كثير من المواقف خلال تعليقها على تصرفات غيرها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، ينتقد المدعوون لعرس الزفاف فور خروجهم من الحفل، فان كان بسيطاً تحدثوا عن تواضعه الشديد وأنه لا يليق بالعروسين، وإن كان الحفل أسطورياً فلم يمنع ذلك من انتقادهم للبذخ والتكلف وإهدار العروسين كثيرا من الأموال.