المحتوى الرئيسى

العدو الطبقي للسيسي والتنكيل بالمطالبين بالعدالة.. الرئيس يكشف خصومته مع الفقراء بإشادته بـ«إصلاحات السادات» (تحليل إخباري)

08/13 16:26

كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن العدو الطبقي لنظام حكمه، عبر الإشادة، اليوم السبت، في افتتاح مجمع البتروكيماويات، بقرارات الرئيس الأسبق أنور السادات الاقتصادية التى أدت إلى ما عرف بـ"انتفاضة الخبز"، حيث قال إن محاولة الِإصلاح الحقيقة في مصر كانت عام 1977، مضيفا: "لما حصل عدم قبول من الناس تراجعت الدولة وفضلت تأجيل الإصلاح لحد دلوقتي.. تراجعوا وتحسبوا من الإصلاح".

حديث الرئيس هذه المرة كان سافرًا، بحيث لا يعطي مساحة للحديث عن "انحياز الرئيس للفقراء" حسبما يردد مؤيدو النظام.

فالكلام المباشر للسيسي والذي جاء عقب اتفاقية مع صندوق النقد الدولي على حزمة قروض كبيرة، جاء ليؤكد الانحيازات الاقتصادية لنظام السيسي ومناهضتها لحقوق للفقراء، كما جاء استمرار لخطوات سابقة اتخذها نظام السيسي على طريق «الليبرالية الجديدة»، فالسيسي استهل حكمه قبل عامين برفع الدعم الجزئي عن الوقود، مع حديث الآن عن رفع الدعم نهائيًا بالتدريج بحجة عدم وصول الدعم إلى مستحقيه، والإذعان إلى إملاءات صندوق النقد الدولي، بإقرار قوانين على شاكلة "الخدمة المدنية" وفرض ضرائب من عينة "القيمة المضافة"، وهي في جلها تتجاهل حقوق الفقراء والكادحين، فضلا عن تكدس السجون بقائمة طويلة من الشباب المختلفين في كل شيء إلا المطالبة بالعدالة الاجتماعية، من علاء عبد الفتاح ومالك عادلي إلى أحمد دومة وعمرو بدر مرورا بالسقا ويوسف شعبان وماهينور وأحمد عبد الله وطاهر مختار الذي خرج مؤخراً - وغيرهم كثيرون - اختلفوا في تقييهم للاحتجاجات الشعبية بـ30 يونيو، وما تبعها من سياسات اعتبرها البعض منهم اقصائية واستئصالية، لكنهم اتفقوا على الإيمان بالعدالة الاجتماعية، ويبدو الأمر الآن - مع تصريحات الرئيس – أن مشهد هؤلاء الشباب يساقون إلى الزنازين، بتهم واهية تعبير دقيق عن انحيازات النظام لصالح "الرأسمالية المتوحشة"، على حساب الشرائح الدنيا من الشعب، بوصفهم أعداء طبقيين لنظام السيسي وليس شيئا آخر.

هل كان المصريون يحتاجون لـ أكثر من عامين لإدارك أن نظام السيسي لا يعبر عن فقراء الشعب ومهمشيه، وأن الصراع مع الإخوان كان في جوهره صراع على السلطة داخل طبقة واحدة، الأولى عسكرية تتذرع بامتلاك الوطنية، والأخرى دينية تدعى امتلاك الحقائق الغيبية، لكن انحيازات كلاهما الاقتصادية واحدة، فيما تبدو تحركات النظام الأخيرة، مقدمة للتفرغ للعدو الطبقي "القديم الجديد" المتمثل في الطبقات الكادحة و"الشغيلة" وممثليها السياسيين من أطباء وصحفيين وعمال وفلاحين وغيرهم من قادة الرأى العام.. ولا عزاء للفقراء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل