المحتوى الرئيسى

خالد منتصر الطبيب ..و الإصرار على عباءة المفكر ؟ !

08/12 21:28

اقرأ أيضا: المحطة / الأسوأ ..التي توقعناها ! أميرة العراقي ..بين الفاشية و الضمائر المعطوبة ! الانقلاب التركي و الإعلام المصري : أسامة كمال نموذجا ً المسلماني يتوعد.. والفاشية تتقدم ركضًا.. مسلسل ( الخروج ) ...جرس إنذار للسلطة !

تهاوت الحواجز و تداخلت الخيوط و انفجرت في مصر _ بلا حساب _ الألقاب و الشارات و الأوسمة , يمنحها بعض الناس لأنفسهم , أو يمنحها لهم ثلة الأصدقاء المقربين , و تصبح الألقاب الممنوحة ذاتيا ً و كأنها ألقاب مصكوكة بخاتم الدولة , و موثقة بشعارها ! ( فنانة الجماهير ) _ ( نجم الشعب ) _ ( الداعية البشوش ) _ ( المجدد / الفارس ) _ ( المفكر الكبير ) ..و هكذا دواليك ! صنبور ألقاب مفتوح يقتنصه المقربون و أصحاب الحظوة بلا جهد أو بلا تأهيل أو بلا حياء ! و تزحف حشود الإعلام الهائلة و فيالق ( الميديا ) _ بطريقة مزاجية أو مدفوعة الأجر _ لتثبيت هذه الألقاب بلعبة التكرار و الإلحاح , حتى يصدق الناس أو يصدق أصحاب الألقاب  أنفسهم ! و يبقى المؤهلون فعلا ً , الذين لا يجيدون لعبة الميديا و لا يحضرون سهراتها الليلية المخملية و أنخابها المتبادلة و مصالحها الممررة , أشقى الناس بما يدور و أكثرهم ألما ً لهذه اللصوصية المكشوفة التي تسرق جهدا ً مستحقا ً لتمنحه لكائنات أو كيانات غير مستحقة ! فوضى الألقاب المجانية في مصر جزء أساسي من محنة الوقت  و معارك المشهد المصري الدامية و هي فوضى بطلها الدرامي معظم الوقت ملاك الفضائيات و أصحاب الزوايا و الأعمدة الصحفية و لوبيات المواقع الإخبارية  وتربيطات الصحافة بشقيها : الورقية و الإلكترونية !

 أحسب أن هذه المقدمة كانت ضرورية بعد أن صمتنا عن د / ( خالد منتصر ) كثيرا ً, و هو الطبيب الذي ينعى على الآخرين و يعيبهم طول الوقت بنقيصة  ( الافتقار إلى التخصص ) , فيما سمح لنفسه أن يركب حصان الاستباحة بحرية مطلقة و يداهم مساحات لا صلة لها مطلقا ً بتخصصه  , حيث أقحم نفسه في وديان  ( الحجاب ) و ( النقاب ) و ( الإعجاز العلمي للقرآن ) و ( الصوم ) و ( الختان ) و ( مراتب الأعمال ) و ( اللجوء الفقهي للشيعة ) و ( كتب سيد القمني )و رخص _ دون وجه حق _ لقلمه أن يخوض قضايا خلافية حساسة ذات أبعاد شرعية شائكة , بخفة فكرية لا حدود لها , و عبارات صحفية مصكوكة سريعة , و كليشيهات محفوظة , صدع بها رؤوسنا أعواما ً , و بلغ كلامه عن هذه المساحات الدينية الشائكة ثلاثة أرباع إنتاجه تقريبا ً من الكتب و المقالات  , فيما استقل الربع فقط أو يقل قليلا ً , بمساحة تخصصه الدقيق : ( الأمراض الجلدية و التناسلية ) ! ! 

 و بوضوح حاسم : أسأل د / ( خالد منتصر ) : ( من منحك عباءة المفكر ؟! و من نصبك داعية أو فقيها ً ؟! و من أوعز إليك أن مقالاتك الركيكة جزء من لوحة التنوير التي يستوطنها ( محمد عبده ) و ( الأفغاني ) و ( ابن باديس ) ؟! و من أفهمك أنك قائد الركب _ تنظيرا ً و تنويرا ً ؟ !  و في أية تقاليد فكرية أو بروتوكولية أو ذوقية تكون إهانة ( شعائر الآخرين ) و غمزها بغل موتور , و مقت أسود , عملا ً بطوليا ً تنويريا ً يستحق الإشادة ؟! يظل قلم خالد منتصر في حالة كمون حتى و إن أطبقت الأقدار السماء على الأرض و تهشمت مساحات الحريات المدنية بعمل سلطوي أخرق أو تدخلات شرطية فجة أو ترسانة من القوانين الاستثنائية يراها حتى الكفيف , كل ذلك لا يحرك فيه خلية أو ذرة من الحماسة المشبوبة , حتى يرد ذكرقضية  تتصل بالإسلاميات تحديدا ً , فتنتفخ عروقه و يمضي بغريزة أسماك القرش المتعطشة للضحية , و يحرك عصاه الغليظة و عباراته الفجة يمينا ًو شمالا ً_ متحاشيا ً أية إشارة إلى سياسات النظام ! _  , و يصب جام غضبه على ( اتجاه فكري وحيد ) لا يميز فيه بين غلاة و معتدلين , فاستئصال الاتجاه _ برمته ! _ هدفه الأوحد , و الانتصار الساحق لمشروعه الإيديولوجي _ و لو باستعداء السلطات بفجاجة أمنية ضد خصومه  ! _ هو شغله الشاغل ! و ليس لدي و لا لدى أي عاقل ينشد الحقيقة , و يبحث عن مواطن الصواب , أية مشكلة في أن يناقش د / خالد أو غيره , قضية شرعية شائكة أو شعيرة دينية , بصورة موضوعية بغرض التقصي و الاستيضاح , أما حينما يتحدث عن الحجاب مثلا ً فلا يورد نصا ً قرآنيا ً واحدا ً من سورة ( النور ) أو غيرها من السور أو من حديث صحيح متواتر , و إنما يكتفي بالقول : ( الرب أقدس من أن تحولوه لمصمم أزياء ..) ( من كتابه : ( دفاع عن العقل ص 45 و ما بعدها ) , فنحن هنا بإزاء عبارة لا حد لاستهتارها و خفتها , هي أقرب إلى ( ثرثرة المصاطب ) منها إلى أي نقاش موضوعي أو جاد ! و حين يتحدث عما يسميه : ( وهم الإعجاز العلمي في القرآن ) فلا مشكلة من أي نوع في أن يناقش د /  ( زغلول النجار ) باعتباره الاسم الأبرز في هذا السياق , أما حينما يستعدي السلطات بفجاجة أمنية , منبها ً إلى أن كتب زغلول النجار حول الإعجاز العلمي , تسببت في اندفاع ( صموئيل العشاي ) في كتابة مؤلف بعنوان : ( الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس ) , و أن كتب الإعجاز العلمي في القرآن تثير ( فتنة طائفية ) ( دفاع عن العقل ص 25 ) دون أن يناقش أو يفند بل يكتفي باللعب بورقة التخويف الأمني دون أن يرد بالدليل و العلم الشرعي الصحيح على فكرة واحدة للنجار أو غيره , فنحن هنا بإزاء  وشايات أمنية بلا أي عمق أو فكر واستغباء للقاريء لا حد لاستفزازه ! هذه هي طريقة ( خالد منتصر ) في معظم كتبه : ( الختان و العنف ضد المرأة ) و ( وهم الإعجاز العلمي ) و ( العلم بين المعمل و المسجد ) و ( الجنس تواصل لا تناسل ) ..و غيرها من الكتب و المقالات .

 و حين يقول سيادته _ لا فض فوه _ إن ( الصيام غير مفيد لصحة الإنسان كما يروج البعض , ..فالمكوث لمدة 18 ساعة دون مياه من الطبيعي أن يؤثر في الكلى ..) مطلقا ً على الأحاديث الرمضانية لبعض الأطباء عن فوائد الصوم ما أسماه  : ( النفاق الطبي ) و متسائلا ً : ( هل نحن نصوم لأن الصيام فريضة أم لأنه مفيد ؟! ..) ( ياللفصاحة ! ) فنحن بذلك لا نناقش أو نفند و إنما نهين صراحة شعيرة يباشرها ملايين المسلمين في العالم كله , بخفة و جليطة لا مثيل لهما !

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل