المحتوى الرئيسى

حفتر أم السراج.. من يظفر بالدعم الأمريكي بليبيا؟

08/12 14:04

 وجدت الولايات المتحدة الأمركية موضع قدم لها في ليبيا منذ بدء ضرباتها الجوية على تنظيم داعش الأسبوع الماضي وحتى وصول قواتها الخاصة للمره الأولى لتزيد من تعقيد المشهد الليبي في هذا البلد المنقسم بالأساس، ما يثير تساؤلات في حال القضاء على داعش هل ستدعم واشنطن السراج أم حفتر؟

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن جنودا من الوحدات الخاصة الأمريكية قدموا، وللمرة الأولى، إسنادا مباشرا للقوات الليبية التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة سرت شرقي العاصمة طرابلس، والتي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.

وعلى الرغم من تأكيد حكومة السراج محدودية التدخل الأمريكي في ليبيا إلا أن وصول جنود من القوات الأمريكية الخاصة سيضعف موقف الحكومة المعترف بها دوليا في حين لم يعترف بها بالداخل الليبي حتى الآن.

ولم يعلق البنتاغون على ما جاء في صحيفة الـ "واشنطن بوست"، إلا أنه كان قد أعلن في وقت سابق بأن فرقا أمريكية صغيرة تساعد في إطار العمليات الاستخباراتية في ليبيا.

وبدأت الضربات الأميركية  الاثنين الماضي ضد تنظيم داعش في سرت، بطلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات وسط استنكار واسع في جميع الأوساط الليبية.

 وأعلن رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح أن حكومة الوفاق الوطني جهة غير شرعية وغير مخولة بطلب تدخل أجنبي لمكافحة الإرهاب.

وتنقسم ليبيا في الفترة الأخيرة إلى عدة مكونات سياسية تدعمها قوات مسلحة متعددة في مناطق رئيسة مختلفة، لكن في هذه القوى تبرز واحدة تعتبر أكثر شرعية سياسية وهي البرلمان الليبي المعنقد في طبرق شرق البلاد ويساعده الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.

 وعلى الجانب الآخر يتحكم المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، ويدعمها الإسلاميون وتنبثق عنهم قوات عسكرية تعرف باسم قوات عملية البنيان المرصوص، وترفض ولاية حفتر على الجيش الليبي، وهو الأمر الذي على إثره يرفض البرلمان الليبي الاعتراف بحكومة السراج.

بدوره قال سعد العكر- ناشط سياسي ليبي، إن من يتحمل مسؤولية التدخل الأجنبي إلى ليبيا هى حكومة السراج، وذلك لأنها هى أول من نادى بالتدخل العسكري الخارجي بحجة محاربة داعش.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المجتمع السياسي الليبي أعلن عدم اعترافه باتفاق الصخيرات الذي تمخض عنه هذه الحكومة التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة.

وأوضح أن أمريكا لم تدعم الجيش الليبي منذ انطلاق عملية الكرامة في يونيو 2014، ولكنها تدعم المجلس الرئاسي الذي لم ينل الثقة من البرلمان، وعلى الرغم من ذلك فهى دخلت ليبيا دون علم هذه الحكومة وهو مايشير إلى أن أمريكا لا ترى شرعية وقيمة لأي فصيل سياسي ليبي.

ولفت إلى أن الوضع الليبي يزيد من التعقيد بسبب التدخل الخارجي، وعدم حيادية مبعوث الأمم المتحدة مارت كوبلر مع جميع الأطراف، مطالبا بسحب الملف الليبي من الأمم المتحدة إلى الدول العربية وتحديدا مصر.

وقال محمود كمال باحث سياسي بالمركز العربي الإفريقي، إن الولايات المتحدة استطاعت أن تصنع لنفسها موطئ قدم من أجل منافسة الدول الأورببية التي سبقتها في ليبيا مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا على حقول البترول الليبي لا من أجل محاربة داعش.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن أمريكا إذا كانت تريد استقرار ليبيا كان باستطاعتها تسليح الجيش الليبي الذي يفقتد الآليات العسكرية الأساسية ويعمل بأدوات بدائية.

وأوضح أن أمريكا تدعم حكومة السراج التي يمثل غالبيتها التيارات الإسلامية المتشددة في ليبيا، لافتا إلى أن هذه الحكومة لا تلقى تأييدا من الشعب الليبي الذي يعتبرها غير شرعية لأنها لا تعبر عن كل أطياف الشعب الليبي.

 وأشار إلى أن  أوروبا وأمريكا يعلمون جيدا أنهم لن يستطيعوا القضاء على داعش لأنها ببساطة هى من صنعت هذا التنظيم الإرهابي من أجل نشر الفوضى في المنطقة العربية لمزيد من اليهمنة على القرار السياسي في تلك الدول.

وأكد أن الغرب جعل من ليبيا ملعب دولي وهو ما يزيد من تفيت هذا البلد المنقسم بالأساس، لافتا أن ذلك ناتج عن إهمال الدور العربي والمصري تحديدا وعدم مساعد ليبيا في حل أزمتها السياسية.

 وفى السياق ذاته،استنكر المجلس اللأعلى للقبائل والمدن الليبية في بيان له، التدخل الأميركي لقصف مواقع تنظيم "داعش" في سرت، محملا ما أسماها حكومة الوصاية المسؤولة عن التدخل العسكري الامبريالي على حد نص البيان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل