المحتوى الرئيسى

الاغتيال السياسى من الجن حتى باب المسجد

08/11 22:42

(قتلته الجن وهو يبول على حجر تسكنه، فخرج سهم إلى قلبه أرداه قتيلاً)، هكذا قالت كتب التراث عن مقتل سعد بن عبادة سيد الخزرج، الجن هللت لقتله، وأنشدت شعرها: (قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بن عبادة، رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده) يتباهى الجن أنه لم يخطئ قلبه من رمحين، ومن غيرك أيها الجن يصيب الهدفا، فلم تكن بحاجة إلى رمحين لقتله، وصاحبنا الضعيف المسكين تراه ولا يراك، وكان يكفيه منك صرخة واحدة حتى يحفر قبره بنفسه راضياً. توهمت العرب أن سعداً أرق مضاجع الجن، وأهان مقامها السامى، وحط من قدرها حين بال عليها، فقتلوه، ولم نسمع أن الجن قتلت غير سعد ممن يبولون على الحجر من مئات السنين، اللهم إذا كانت الجن قد اتخذت هذا الحجر مأوى لها، وهو الذى بال عليه سعداً، وكان حظ سعد تعساً دون كل من بال على حجر!!. الجن تغتال المعارضين وتبيد الخارجين، ولا تفتك بالظالمين، وتهلك من ينقض بيعته، كثير من العرب لم تصدق هذه الرواية الغريبة واعتبرت أن مقتل سعد بن عبادة أول حادث اغتيال سياسى فى الإسلام، وكان التخلص منه لضرورة فرضتها أصول الحكم. والقصة باختصار أن سعداً أول من بايع النبى محمداً من أهل المدينة فى بيعة العقبة الكبرى، وأول من عاون المهاجرين حين حطت أقدامهم أرضها، ففتح بيوت قومه لهم، واقتسموا لقمة العيش والمال والبيت، وأعان محمداً هو وقبيلته وساعدوه وناصروه، ولما مات النبى محمداً وانتقل إلى ربه، بايعه أهله من الخزرج خليفة وحاكماً، على أنه أولى من المهاجرين، فهو سيد الخزرج، والمدينة أصلهم وموطنهم، ولا يصح أن يتولى أمرهم بعد الرسول غريب عنهم، إلا أن ما حدث فى سقيفة بنى ساعدة معلوم للمسلمين، فقد رفض سعد بيعة أبى بكر، ومن بعده رفض بيعة عمر، وترك المدينة فى عهده ورحل إلى أخواله فى الشام، وقتل كما قالوا. الكثير لا يقرون بهذا، ولا يعترفون بقتل الجن له ويقرون أن يداً اغتالته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل