المحتوى الرئيسى

أثقال مصر وفرحة سارة ومحمد | المصري اليوم

08/11 21:07

من جديد، حكاية نصف الكوب الفارغ والنصف الآخر الممتلئ.. ولا تستطيع أن تلوم الذين لن يروا إلا النصف الفارغ، حيث لم تفز مصر حتى الآن فى ريو دى جانيرو إلا بميداليتين أوليمبيتين فى رفع الأثقال أمس الأول.. الأولى لسارة سمير وبعدها بقليل لمحمد إيهاب.. وصعب جدا ألا تتعاطف مع اللذين أسعدتهما هاتان الميداليتان، حتى بالرغم من توالى نتائج الخسارة والخروج وأحلام لم تتحقق ورهانات لم تكتمل.. ومع كل الاحترام والتقدير لكل هؤلاء الذين حين يرون الوردة لا يتذكرون إلا الأشواك، وأصبحوا يخافون من أى فرحة ويهربون منها ويجلدون أنفسهم والآخرين طول الوقت.. فأنا سأقف فى الناحية الأخرى مع الذين احتاجوا للفرحة وانتظروها وعلى استعداد للاستمتاع بها إلى أقصى حد ووقت ممكن حتى لو كانت فرحة بميدالية أوليمبية واحدة أو اثنتين.. سأنسى أى شىء آخر مؤقتا ولن أتذكر إلا فرحة كل أسرة رفع الأثقال المصرية بهذا الذى تحقق حتى الآن فى ريو..

فهذه اللعبة بالتحديد هى الأكثر حصدا للميداليات الأوليمبية فى تاريخ مصر.. فقبل ميداليتى سارة ومحمد فى ريو.. فازت مصر بعشر ميداليات، منها خمس ذهبيات، فاز بها سيد نصير وأنور مصباح وخضر التونى ومحمود فياض وإبراهيم شمس.. وفضيتان لصالح سليمان وعطية حمودة.. وثلاث برونزيات لإبراهيم شمس ووصيف إبراهيم وطارق يحيى.. وللأسف، ينسى الكثيرون أو يجهلون ميدالية طارق يحيى التى فاز بها منذ عامين فقط بعد قرار اللجنة الأوليمبية الدولية سحب الميدالية الفضية لدورة لندن الأوليمبية 2012 من الروسى أكهودوف وتصعيد من هم خلفه فى الترتيب، ليفوز طارق يحيى ببرونزية لندن.. أما ميدالية سيد نصير فكانت عام 1928 فى دورة أمستردام.. فلم تكن فقط أول ميدالية ذهبية لمصر فى تاريخها الأوليمبى، بل أول ميدالية أوليمبية على الإطلاق لمصر.. وقبل ميدالية طارق يحيى التى جاءت نتيجة المنشطات الروسية.. كانت آخر ميدالية فى هذه اللعبة لمصر فى دورة لندن 1948..

وكان يقال دائما إن رفع الأثقال والمصارعة هما اللعبتان اللتان لابد من التركيز عليهما مصريا، لأن الجينات المصرية تسمح بالتفوق العالمى والأوليمبى فى هاتين اللعبتين تحديدا.. والآن، تأتى سارة سمير لتفتح هذا الملف من جديد وتستحق تهنئة واحترام وفرحة الكثيرين جدا.. على الأقل لتعويضها عن الثانوية العامة التى اعتذرت سارة عن امتحاناتها هذه السنة لانشغالها بالاستعداد لدورة ريو دى جانيرو.. وعن سنوات الشقاء والتعب والاستعداد والحلم الكبير رغم كل الأسوار العالية والظروف الصعبة.. ويأتى أيضا محمد إيهاب الذى كانت فرحته لحظة انتصاره أكبر من فرحة ميدالية أوليمبية وانتصار رياضى..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل