المحتوى الرئيسى

شاهد..الوفد تكشف قصص أعمال الدجل وفك الأعمال ببيت العرافة "عفاف"

08/11 15:59

كشف الطالع بـ10 جنيهات وقراءة الفنجان بـ5 و"المستعجل يشخلل جيبه"

"تمساح صغير وديك أسود للزواج وفك الربط"

"بخور ولبان دكر للمشاحنات بين الأزواج"

لا أحد يستطيع أن ينكر رغبته في العيش برغد وحرية وامتلاك النصيب الجميل بعيد عن المشاكل فيريد الحب والعشق، النجاح والمال، السعادة والجمال وأحيانا الانتقام والكثير من الأشياء التى حين تقف أمامنا ولا نستطيع تحقيقها أو تواجهنا مشاكل وأزمات سواء مادية أو معنوية نضعف أمامها ونهرب منها ونلجأ لمن هو أقوى وأعقل ليساعدنا، ولكن بفقدان الأمل وقلة الإيمان بالله عز وجل يقصد البعض أبواب العرافين والدجالين بل والمشعوذين لتحقيق غايتهم فيؤمنون بالسحر والأعمال ويطرقون أبوابهم بقصد إغاثتهم ولا يعلموا أن من جعل هؤلاء العرافين مستمرين حتى القرن الواحد والعشرين هم الذين يصدقوهم ويؤمنون بهم " فالكاذب لايكذب إلا إذا وجد من يصدق كذبه" فرواد الدجالين هم الجاني والضحية.

محررات "الوفد" أردن البحث عن ما يدور ببال رواد العرافين وكشف كواليس الداجلين والمشعوذين، ثلاث فتيات يسيرون في الشارع قاصدين تلك الحارة الواسعة المتفرعة من أحد شوارع منطقة بسيطة بضواحي الجيزة، ولكل منهمن قصة وهمية اختلقتها لتستطيع إقناع العرافة بها، ولتثبت غش وخداع تلك الدجالة المشهورة بالمنطقة.

 وبمجرد دخول تلك الحارة لا تجد علامات الاستغراب على الكثير من السيدات الذين يجلسون آخر الحارة أمام بيت قديم وبسيط لا تبدو عليه أي علامات بزخ أو شئ يثير الانتباه سوى ازدحام السيدات أمامه الذين يجلسون فوق دكك خشبية وأخرى أسمنتية وآخريات اتخذوا الرصيف مجلسًا لهن، الكل ينتظر دوره للدخول للست عفاف لينهى حالة توتره وكأنها المصباح السحري الذى يفركونه لتحقيق أحلامهن الواهمة.

ولكن هذا البيت البسيط تحتضن حوائطه عالم وحياة بأكملها قصص وأسرار عقليات وطبقات اجتماعية مختلفة تتردد على تلك السيدة المشعوذة، فيجلسون أمامها ناسين طبقاتهم وعقولهم خارج الباب.

فجلسنا أمام المنزل وبحولنا ينتشر الدجاج والديوك وفوقنا ألواح خشبية يقف عليها الكثير من الحمام وبسبب بشاعة الجلوس تحت سقف الحمام بدأنا بالحركة من رصيف لآخر ولكن حتى نكون قريبين من الموقف اضطررنا بالتقدم حين نجد من نستطيع فتح حديث معها.

بمجرد نزولها من السيارة ظلت فتاة في أواخر العشرينات تلتفت حولها خشية من أن يراها أحد ولكن عيونها تخطف نظرة سريعة للمكان بحثا عنها لتسمع صوت يناديها من بعيد"يا آنسة لو عايزة عفاف هي في الشارع ده"، وبمنتهى الخجل وحمرة الوجه دخلت ذلك الشارع الصغير، هكذا وصفت لنا إحدى الفتيات شعورها وهى مقبلة على الحارة، حتى وصلت أخرها وجلست وسط الكثير من السيدات مرتبكة ومتوترة منتظرة دورها للكشف عند الست عفاف حتى تنهى تلك الحالة.

عفاف تلك السيدة التى اشتهرت بقدرتها على مشاهدة الطالع وقراءة الفنجان وغيرها من أعمال الدجل ولكن روادها لا يطلقون على ما تفعله مصطلح الدجل والشعوذة إنما يعتبرونها تساعدهم في حياتهم واتخاذ القرارات بجانب طلب ما يريدونه ولا يعلموا أن ما يطلبونه ليس بمقدرتهم ولا بمقدرتها أيضاً إنما هذا قدر لا يملكه سوى الله عز وجل وحده من يقول للشئ "كن فيكون".

كشف الطالع بـ10 جنيهات وقراءة الفنجان بـ5

هي سيدة منظمة في مواعيدها تحب التخصص في عملها الذي تنهمك فيه وتحتال به على الناس، فهي خصصت لكشف الطالع والأعمال يومي الأحد والأربعاء أما عن قراءة الفنجان فيوم الجمعة، وفي محاولة منها لإقناع روادها وليس ضحاياها -فلا استطيع أن أقول مصطلح ضحية لأنهم هم من يذهبوا بكامل إرادتهم لها-، فهناك فتيات في ريعان الشباب يرغبن في الحب والزواج فتقنعن "بعمل الرضا والقبول" لجلب الحبيب.

جلسنا نحن منتظرين دورنا للدخول لمشاهدة الست التي قيل وقال عنها الكثير وفي بعض اللحظات كنا نصمت وبحذر ونجعل العين والأذن هى الشاهد الوحيد على حكايات وروايات كل سيدة وفتاة حين تبدأ بالحديث مع غيرها ونلقى بالسمع والبصر باهتمام ونحاول التقاط بعض الصور ولقطات الفيديو بمنتهى الحرص دون أن يشعر بنا أحد لأننا نعلم ما سوف يحدث لنا لو اكتشف أمرنا.

ومع انشغال كل واحدة منا بحبك قصتها في خيالها بدأ تركيزي مع كل سيدة تتحدث، فواحدة ترتدي عباءة سوداء وحجاب رمادي بسيط ووجها عابس وتتحدث منفعلة تقول " لو عليه مش عايزاه بس علشان العيال لازم نكمل وأهله دول هما اللي مبوظين كل حاجة".

ومع اقتراب دورنا بدأ الخوف يتسرب في نفوسنا من نظرة الناس لنا حتى قالت سيدة انتوا أول مرة تيجوا هنا أجبت "أه أنتي تعرفي عفاف يا طنط من زمان يعني كويسة"، فردت السيدة بوجه مبتسم وكله ثقة "عفاف دي ست كويسة أوي أنا معها من زمان كل حاجة باجلها على طول وبتفدني لو في حاجة وحشة هتقولك ابعدي عنها وتحذرك ولو في حاجة جيالك بتقولك عفاف دي شاطرة".

 مرت ساعة ونحن أمام منزل عفاف لنجد فتاة مسيحية تدعى "مريم " متزوجة عن قصة حب ولكن منذ عام  بدأت الخلافات والمشاكل الزوجية بينهما وأدت للانفصال فيما بينهما والعودة لاهلها، كانت مريم بدت عليها ملامح القلق حال وصولنا للمكان بالرغم من أنها المرة الثانية لها ولاحظنا اقترابها لنا لأننا الأقرب لها سنا وسط الجالسات، وسألتنا عن "عفاف" وإن كنا نعرفها أم أنها أول مرة لنا، واكتشفنا أنها لا تؤمن بتلك الخرافات عن الدجل والسحر ولكن نصحتها إحدى جارتها للذهاب للست عفاف على سبيل المحاولة لايجاد حل لمشكلة كثرة مشاكلها مع زوجها والخلافات بينهما.

وتقول مريم عن مقابلتها الأولى للعرافة :"أنا طلعت صورة جوزي عالموبايل وهى حطت ايدها فوق الصورة وقالت كلام كده وبعدين بصت لي وقالت جوزك مش معمول له حاجة أنتي اللي معمولك سحر إنه مايشوفكيش قدامه يعنى ما فيش مشاعر ليه من ناحيتك.. وحماتك دي ما تتعاشرش".

ونبرة حزن تابعت، أنها تشعر بالذنب من مجيئها لتلك الأماكن مؤمنة بأن تلك الأعمال من الشياطين خاصة أن الدين المسيحي يحرم هذه الأعمال كما يحرمها الإسلام، وأن عقابها سيكون الحرمان من دخول الكنيسة اذا علم احد بالامر، ومع ذلك فهي حاولت علاج زوجها بالأديرة ولكنه رفض فلم يعد لديها حل آخر قائلة :"أنا كنت خايفة جدا ومش مقتنعة بس الغرقان بيتعلق بقشاية".

وأثناء حديثها قامت إحدى السيدات بالنداء على دورها وانتظرناها فى الخارج حتى نعلم ما فعلته العرافة لها من فك السحر، وبخروجها أسرعت على الفور بالذهاب دون الالتفات للوراء والحديث مع أى شخص لكننا فى لمح البصر قمنا بالنداء عليها لمعرفة ما حدث معها بالداخل.

روت مريم، أن العرافة قامت بإعطائها ورقتين من البخور لأشعالهم بالمنزل مقابل 45 جنيها، فضلاً عن قولها موضوعك صعب ولازم تيجي 3 أسابيع، ولكن لم يبدو على ملامحها أنها ستعاود مرة أخرى .

ولكن الغريب ما كان يدور فى ذهن "مريم " عن العرافة عفاف، فأعربت عنه قائلة: " أنا أول مرة شوفتها كانت بشعرها ولابسة صورة العدرا بس النهاردة قابلتني لابسه اسدال صلاة !!!!"

فتاة جامعية تبحث عن الزواج:

عدنا مرة أخرى وجلسنا وسط السيدات حتى أتت فتاة في العشرين من عمرها وباصطحابها والدتها والتي تبدو سيدة ريفية بسيطة، فجلسنا بجوار الفتاة وتبادلنا الحديث معها، سألتنا نفس السؤال المعتاد والذي تردد علينا كثيراً: "أنتو أول مرة تيجوا هنا" وأجبناها"نعم" وحين تبادل السؤال معها علمنا أنها من المترددين على المكان فقد جاءت فى المرة الأولى بصحبه أختها للبحث عن عريس لها.

تلك الفتاة الجامعية فى السنة الثانية بكلية التجارة جامعة القاهرة، جاءت لإيجاد حل لما تعانيه من مشكلة رسوبها في الجامعة رغم تأكيدها بأنها دائمة التفوق، والسبب الثانى علمناه من مضمون كلامها التى ليس بحاجة للفظه: "لو عايزة عريس ممكن تجبلك انتى بس وريها صورته وهتقولك على طول تعملى ايه"، وأثناء مجراتها للحديث عن إيمانها بالسحر والدجل كانت مقتنعة تماماً أن ما يحدث لها ولأختها غريب ، اذ يتقدم لهم عروض زواج كثيرة ولكن فى اللحظة الأخيرة لا يكتمل الزواج ويذهب العريس بلا رجعة.

وماذا عن طلبات الست عفاف لجلب العريس قالت الفتاة هى طلبت من اختى وأمي تمساح صغير وديك أسود وطلبت من أختى أن تأتي المرة المقبلة ببيجامة المنزل أسفل العباءة وبالفعل ثم قامت بتلطيخ دماء الديك بعد ذبحه بجسد أختى وملابسها وطلبت أن تنام ليلتها هكذا.

وتابعت هامسة حتى لا يسمعها أحد، ثم طلبت أن نأخذ عظام الديك ونربطهم في التمساح وبـ.. فتوقفت الفتاة عن الكلام و باستغراب قلت لها استكملي فقالت "معرفش ماما هى اللي عارفة الباقي"، ولم نضغط عليها في الحديث ولكنني سألتها هل ستقومي بفعل ما فعلته أختك؟ أجابت: لا أنا هقرف بس هخليها تعملي حاجة تانية..وظل الصمت يحاوطنا حتى اقترب دورنا.

ممر صغير يفصل شقتين يمينا ويسارًا وبضع كراسي مصطفة على أحد جوانب الممر واشخاص يدخلون عند "عفاف" ثم للشقة المقابلة لها وكأن المشهد يوحي لك بعيادة طبيب والصيدلية تخرج من عند الطبيب بعد أن اكتشف داءك وتذهب للصيدلية لشراء الدواء.

هكذا كانت الشقتين أحداهما تخص مقابلة عفاف والاخري خاصة باستلام الاعمال والحجاب وذبح الديك أو الفرخة "على حسب عملك أنت بقى".

سيدة عجوز ترتدي جلبابا منزليا تخرج من شقة الأعمال لتتجه عند عفاف وتقول مين هنا كانت عايزة مستعجل مين عايزة تتدخل مستعجل،"حقا صدقت كما أطلقت عليها عيادة طبيب مع كامل احترامي واعتذاري للأطباء على ذلك التشبيه".

وعلمنا أن تلك السيدة هى والدة "العرافة عفاف"، تأخد نقودا مقابل أن تدخل بعض السيدات قبل دورهم وده المستعجل.

فتوجهنا للجلوس على أريكة صغيرة موضوعة داخل المنزل يجلس عليها الأشخاص حينما يقرب دورهم، وعلى قرابه بضع أمتار من الغرفة الجالسة بها "الست عفاف" حاولنا النظر خلسة داخل الغرفة لنرى ما يحدث مع السيدات بل والأدق حاولنا المخاطرة والتصوير مقطع فيديو ولوبضع ثوانى لنرى للمجتمع بأكمله ما يحدث من أعمال نصب واحتيال، فوجدنا السيدات يجلسن على أريكة مقابلة للكرسى الخشبى والمنضدة الذى تجلس عليهم الدجالة ليبدؤا فى سرد مشكلاتهم منتظرين الحل.

جلست أحدى السيدات التى علمنا أنها تتردد على الست عفاف بصورة مستمرة، لتحكى لها عن وجود مشاكل بينها وبين أخيها وزوجها مما أدى لخلق مشاحنات بينهم ، فطلبت الدجالة رؤية صورة الزوج لتخبرها عن الحل الواجب تنفيذه لوقفر تلك المشاحنات، وبدءت برسم خطوط غير مفهومة لناظريها على 3 ورقات بيضاء ومن ثم تطبيقهما بطريقة عشوائية كلاً على حدة لتعطيها إياهم وتقول لها: "حطيهم تحت المخدة".

وبخصوص أخيها طلبت منها شراء" لبان دكر" ولم تستطع معرفة ما علاقة السحر وأعمال الدجل بذلك لأنه من المعروف لدى الجميع أن لبان الدكر يستخدم فى العلاج وهذا يثبت الجزء الأول من الحقيقة إنها تستخدم معلومات خاطئة عن أعشاب معروفة إنها منشط للجهاز الهضمى وتقوية المناعة ليصدقها العامة وكأنها سيدة مثقفة تقرأ وتطلع على ما هو جديد فى عالم السحر.

والمضحك فى الأمر أن الدجل والسحر واكب التطور التكنولوجى بالقرن الواحد والعشرين، ففى الماضى كانت أغراض السحر معروفة وهى أن "أتر" من الشخص المشار إليه بالحديث من خلال قطعة من قميصة وما إلى ذلك كنوع من الاستغلال المادى للاستمرار بكذبة وجود سحر او عمل ينبغى فكة لإتمام الشفاء والعلاج ولضمان استمرار الشخص بالذهاب إليها، لكن الآن بمجرد أن تنظر الدجالة لصورة الشخص على الهاتف المحمول تبدأ فى الكلام عن الحل الذى دائماً ما تكون عبارات محفوظة عن ظهر قلب تقال لأى شخص وهى وجود عمل أو سحر يجب فكه بطرق عدة ولكن لا تقال من جلسة واحدة، وهذا أكبر دليل عن النصب والاحتيال الذى يتعرض له كل من اعتقد وصدق في تلك الخرافات، وبذلك تكون فرصة للدجال باستدراج الشخص مرة أخرى لعدة جلسات وفى كل مرة يخلق سبب ما لأخذ بعض الأموال منه.

 دقائق تفصلنا عن معرفة أسرار عالم السحر والأعمال فقامت سيدة عجوز بالسؤال عن الدور التالى للدخول، دقات قلوبنا تتسارع وبدأنا نشعر بتسلل الخوف بداخلنا بعد أن سخرت إحدنا ببعض الكلمات التى سببت ذلك الخوف وهى" أوعي تكذبي لقرينك يقولها وتكشف أمرنا وهنضرب للصبح"، ولكننا لم نفكر للحظة أن نتراجع وعزمنا على المضى قدماً نحو الحقيقة ، وذلك باختراع بعض القصص الواهية التى لا علاقة لها بشخصياتنا الحقيقة لنقوم بسردها للعرافة حتى لا تشك بأمرنا، ففى بادىء الأمر دخلنا تلك الغرفة المزري حالها فهى غرفة صغيرة بها ستائر غير مثبتة بقوة وأريكة صغيرة وكرسيين، فجلسنا نحن الثلاثة على تلك الأريكة داخل الغرفة وتجلس أمامنا العرافة

بدأت محررة الوفد التي تقمصت شخصية فتاة تركها خطيبها فجأة وبدون أسباب وكلما يتقدم إليها شاب تجد عقبات في طريق إتمام الزواج، وطلبت الكشف عن الطالع "المستقبل" لتقوم العرافة بطلب خلع طرحتها لتقرأ عليها ولكن دون صوت وكأنها تهمس بداخلها بعض الكلمات، علاوة على سؤالها عن الاسم وتاريخ الميلاد، وكانت إجابتها"معملك سحر بوقف بس اللى بيجي عليكي مابيكسبش".

 وتابعت مع نظرة عميقة تدل على التحذير "أول وآخر مرة تروحي عند دجال أو عراف وبلاش تطلعي على بختك تاني عشان أنتى نجمك خفيف ...أنتى مسحورة وكل اللي بتقدم لك بيبقي طمعان فيكي".

ومن باب الفضول ليس إلا تسألها المحررة "ممكن اعرف اسم اللي عامل السحر"؟

فتجيب العرافة: "أنا مش مأمورة أقول لك مين...وتسأل مرة اخرى، طيب أصدقك إزاي. ..فتجيب بمنتهى الغضب "إنتي جايه تشوفي عاجبك عاجبك لو مش عاجبك خلاص".

وواصلت حديثها قائلة: "مش هتتجوزي غير لما أفك لك السحر، وخطوبتك كانت صدفة ومش هتتكرر تاني.. وبعدين أنتي مش قاعدة ليه في مكان ودايما من سفره لسفره. ..بطلي تتنقلي من بلد لبلد".

وجاءت العرافة بسؤال كدنا أن نصدقها ولو لبرهة "بتروحي للدجالين والمشعوذين ليه مع انك مش بتصدقيهم"؟، فتجيب المحررة "ليه علشان جيتلك بس دا فضول مش أكتر حبيت أعرف المستقبل فى ايه"، وللعلم والتوضيح وإثبات اعمال النصب والدجل الذى تقوم بها "الست عفاف "، فمحررة الوفد لم يسبق لها الأرتباط نهائياً ولم تسافر خارج نطاق القاهرة الكبرى ولو لمرة واحدة.

أما عن المحررة الأخرى التى كانت تجلس على مقربة من العرافة تحاول اختلاق قصة أخرى تجذب من خلالها انتباه العرافة لترى منها طريقة مختلفة فى طريقة كشف الطالع "المستقبل" فقالت: "أنا بيتقدملى عروض جواز كتير بس أنا برفض من غير سببب ومفيش فى حياتى أى شخص"، وطلبت العرافة أن تمسك بحرف حجابها لتقول لها عن العلاج المناسب لما تعانيه.

وبنظرة ثقة "أنتى لازم يتعملك عمل رضا وقبول عشان مترفضيش العرسان تانى"، وفى محاولة لمواصلتها للحديث "طيب ليه عمل أنا عايز أعرف بس السبب إيه".

بدأت عفاف فى الحديث بصورة مسرعة لكلمات باتت وكأنها محفوظة ،"أنتى دايما دمعتك قريبة وبتحسى أن نفسك طابق عليكى  ودايما صوتك عالى.. بس مين الشخص اللى مستنياه يكلمك"، والإستغراب كان سيد الموقف فى ذلك الوقت اى شخص وأيات مخطوبة بالفعل ولكنها اخترعت تلك القصة الواهية لكشف نصب العرافة، مستكملة" الحل فى عمل القبول فكرى وابقى تعالى تانى".

غامرت محررات الوفد لكشف أعمال السحر والدجل بإحدى المناطق العشوائية بحى العمرانية وهم على يقين من بادىء الأمر أن الحكاية قصة خيالية يخترعها المشعوذ أو الدجال ليكسب صدق الناس، ولا مانع ان يقول معلومة حقيقية جاءت بمحض الصدفة وسط ألاف من الأكاذيب كنوع من التسلل داخل النفوس لتصديق تلك الأعمال، كما أن الشخص نفسه يساعد ذلك الدجال في سرد حكاياته بمجرد كلمة، ولكننا لا يمكن أن نوقع الخطأ كاملاً على رقاب هؤلاء الداجلين فالشخص التى تسول له نفسه معصية الله والذهاب لتلك الأماكن له نصيب من العقاب، الذى دائما سنظل نطالب به حتى يتم القضاء على أعمال الدجل والشعوذة والرجوع لأهل التخصص والإيمان بالقضاء والقدر.

ومن جانبه قال الدكتور محمد الشحات عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجب على المسلم الإيمان بالقضاء والقدر لأن الضار والنافع دائماً بيد الله عز وجل ومقدر على العباد مصيره ومنصبه فى دنياه وأخرته ، لافتاً إلى  أنه لا يجوز الإنسياق وراء المشعوذين والدجالين لزعمهم بعلم الغيب وهذا يعد كذب صريح وادعاء لما  ليس فى مقدراتهم .

وأكد الشحات فى تصريحات لـ"بوابة الوفد"، أن الأشخاص الذين يتوجهون للعرافين والمشعوذين فعلهم حرام شرعاً لإعتقادهم  بوجود حلول لما يعانوه لدى هؤلاء، مطالباً من الجهات المعنية تحذير المواطنين من اللجوء لهم وعدم الأنتباه لأقوالهم  مثل العلاج بالقرءآن لأن الكتاب الشريف انزله الله لهدايه عبادة وليس لعلاجهم.

وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، لحرمه الشخص الذى يطلب أمر ليس فى إمكانية المشعوذ لأن الله وحده قادر على كل شىء، مبيناً أنه يمكن بطلان اى من أعمال السحر او الدجل عن طريق  قراءة ايه الكرسي والمعوذتين لأنها تحصن الشخص من إصابته بأى شىء ضار، علاوة على قوة الإيمان فى الله عز وجل لإدخال السكينة والراحة للنفس.

كما قال عبد الله رشدي الباحث في العلوم الإسلامية بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الذهاب لعراف أو دجال أو مشعوذ تعتبر من الكبائر ويحرم الله ورسوله ذلك، مستشهداً بحديث شريف " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،  عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :"مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" وبحديث أخر "من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل لـه صلاة أربعين يوماً".

وأوضح رشدي، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن العلماء اوضحوا حكم تكفير الدجال نفسه، فهناك من قال إن الجن نوعين فهناك من يشترط على الدجال أن يكفر بالله عز وجل مقابل تسخيره له وإذا وافق الساحر فهو كافر، وهناك جن لا يشترط ذلك ويوافق أن يظل الدجال على دينه وهو مسخر له وفي هذه الحالة فالدجال ليس كافرا، لأن الكفر كلمة كبيرة جدا ولا يمكن أن نطلقها على أي شخص ولكن أجمع العلماء أن الدجالين والعرافين والمشعوذين يرتكبون كبائر المعاصي مثل الساحر.

وأضاف الباحث في العلوم الإسلامية بالأزهر، أن هناك فرقا بين الدجال والمشعوذ فالدجال هو من له جن يطلعه على أسرار من يأتيه، أما المشعوذ فليس له جن ويستخدم نسبة الذكاء لديه ويوهم الناس بأنه على دراية بالمغيبات لإقناعهم بأن أي طلبات يطلبها وكل ذلك مجرد اوهام ونصب واحتيال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل