المحتوى الرئيسى

نور سليمان يتحدث عن أهمية المكان وعن توسع "دي إتش إل" في السعودية

08/11 13:01

ما هي أوضاع القطاع اللوجستي في المنطقة، وإلى أين يسير؟ وكيف يرى أحد المسئولين في هذا القطاع، المستقبل المنظور.؟ وأيضا ما هو تأثير التجارة الإلكترونية ونمو تجارة التجزئة، وتزايد عدد السكان في المنطقة وهبوط أسعار النفط، على القطاع ككل؟.

أعلنت شركة  دي إتش ال إكسبريس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن توسيع نشاطها في المملكة العربية السعودية تماشياً مع خطة التحول الاقتصادي لعام 2030. وفي حوار خاص مع أريبيان بزنس أكد نور سليمان، الرئيس التنفيذي للشركة، افتتاح منشأة في مطار الملك عبدالله الدولي في جدة على أرض مساحتها 15,000 متر مربع بحجم استثمار يبلغ 24.7 مليون دولار أمريكي،  لتقديم خدمات شاملة من خدمات التخزين، الخدمات الجوية والبرية بالإضافة إلى تخليص جمركي في الموقع ذاته، ومنطقة انتظار السندات. وعند تشغيل الوحدة بكامل طاقتها ستتم معالجة أكثر من 100,000 شحنة يوميا، وزيادة القدرة الكلية في المملكة بأكثر من 50 في المئة.  وفي ما يلي نص الحوار.

ما هي خططكم واستراتيجيتكم للنمو خلال عام 2016 في السعودية بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام خصوصاَ بعد استثماركم الأخير فيها؟

منذ العام 2014، استثمرنا حتى الان ما يزيد على 170 مليون دولار أمريكي في مشاريع البنية التحتية في العديد من الأسواق في المنطقة وأكثر من 50 في المئة من هذه الميزانية (ما يقرب من 95 مليون دولار أمريكي) تم استثمارها في السعودية، ففي العام الماضي تم افتتاح فرع في مطار الملك خالد الدولي في الرياض بكلفة 20 مليون دولار أمريكي، ونعمل الآن على فتح فرع جديد في جدة خلال الربع الرابع من 2016. وهذا ما سيكمل خطتنا لتوسيع نطاق أعمالنا في السعودية والتي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على العديد من المناطق والبلدان في جميع أنحاء العالم.

وعلى المستوى الإقليمي، قمنا مؤخراً بافتتاح المنشأة الجديدة في الإسكندرية بقيمة 1.04 مليون دولار أمريكي، بمساحة 1,300 متر مربع، والتي تعتبر مكتبنا الجديد الذي يقدم الخدمات ومساحة للتخزين قادرة على التعامل مع أكثر من 2,500 شحنة في الساعة؛ وفي نوفمبر المقبل سنقوم بتدشين محطة دي إتش ال دبي المستحدثة بمبلغ17 مليون دولار أمريكي بمساحة 7,180متر مربع في مطار دبي الدولي والتي من شأنها ان توفر مساحة واسعة وخدمات للتوزيع البري ومحطة للاستيراد والتصدير وستكون قادرة على معالجة أكثر من 120,000 شحنة يوميا.

وسنواصل الاستثمار بكثافة في السعودية وجميع أنحاء المنطقة ليتمكن عملاؤنا من الحصول على خدماتنا بشكل أسرع، ويتيسر لهم الوصول إلى المراكز الأساسية العالمية للتجارة والأسواق ذات العائد المرتفع في جميع أنحاء العالم مثل الصين والهند وأفريقيا، والتي تسهم في إعادة تشكيل مسار التجارة والاقتصاد في دول مجلس «التعاون» .

من المقرر افتتاح بوابة دي إتش ال الجديدة في جدة في الربع الرابع من العام الحالي وستكون هذه المنشأة الجديدة ثالث محطة لـ دي إتش ال في السعودية في غضون عامين. أخبرنا أكثر عن هذا المرفق، سعته وما  يتعلق بعمليات المناولة، والموقع، والمميزات والاستثمار وغيرها.

سيكون موقع هذه المنشأة في مطار الملك عبدالله الدولي في جدة على أرض مساحتها 15,000 متر مربع بحجم استثمار يبلغ 24.7 مليون دولار أمريكي، وسيعمل المرفق في جدة لتقديم خدمات شاملة من خدمات التخزين، الخدمات الجوية والبرية بالإضافة إلى تخليص جمركي في الموقع ذاته، ومنطقة انتظار السندات. وعند تشغيل الوحدة بكامل طاقتها سنكون قادرين على معالجة أكثر من 100,000 شحنة يوميا، وزيادة قدرتنا الكلية في المملكة لأكثر من 50 %. وستكون المنشأة الفريدة من نوعها تعمل وفق أجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لضمان السرعة والكفاءة والأمن في جميع العمليات.

توسعتكم في السعودية تتجاوز الـ50 في المئة من الميزانية الاستثمارية المخصصة للمنطقة وهي 170 مليون دولار أمريكي، لماذا وما الأهمية التي تشكلها السعودية لـ دي إتش ال؟

تتمركز استراتيجيتنا على التوسع في السعودية من أجل تلبية احتياجات عملائنا، فالسوق السعودي من أهم الاسواق ولا تزال قوة اقتصادية ضخمة في المنطقة، ومع التصريحات الأخيرة حول الرؤية الاقتصادية الطموحة للعام 2030، ليس هناك من ينكر أننا نرى بلاداَ تعمل على تقوية موقفها كلاعب إقليمي وعالمي. إن تأثير خطة التحول السعودية سيكون ضخماً، وفي ما يتعلق بالخدمات اللوجستية فأنه سيفتح الأبواب أمام فرص هائلة للتجار والشركات ونحن نخطط لنكون في قلب هذا النمو للارتقاء بهذا القطاع إلى الأمام ودعم خطة التنمية والروابط التجارية في البلاد.

أين ترى مستقبل الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، بالنظر إلى المناخ الاقتصادي والسياسي المتقلب؟ كيف يتطور سوق الخدمات اللوجستية؟

أصبح الشرق الأوسط، وبشكل أكثر تحديداً دول مجلس التعاون الخليجي، في مكانة هي في غاية الأهمية في مجال إعادة التوزيع والخدمات اللوجستية مع دول كالسعودية والإمارات، وقطر التي تحتل مراتب رئيسية ضمن أعلى 40  مرتبة في التصنيف العالمي الذي يضم أكثر من 140 بلداً من جميع أنحاء العالم.

 لقد أنعم الله على الشرق الأوسط بميزة جغرافية؛ تجعل منها مدخلاً مهماً ونقطة توزيع لحركة الشحن بين الشرق والغرب، وخاصة الآن مع تحول النمط التجاري من الاقتصادات التقليدية المتطورة لاقتصاديات منطقة الشرق الأوسط والاقتصادات الآسيوية الناشئة. فالآن يتم مد ممرات تجارية جديدة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا مما يعيد تعريف سلسلة التبادل التجاري العالمية وتعزز من أهمية المنطقة كبوابة استراتيجية وقد قدمت المنطقة خدماتها من الاتصال المتطور وبنيتها التحتية والمرافق اللوجستية على مستويات عالمية والتوسع في مناطق التجارة الحرة البحرية وفي الموانئ. على الرغم من المخاوف المالية والتقلبات، فأن المنطقة ستشهد تعزيزاً لموقفها كمركز رئيسي للنقل والتجارة في الساحة العالمية.

ومن ناحية اخرى، لا تزال السعودية تفرض هيمنتها الإقليمية وتقدم خدمات جذابة جداً للمستثمرين الأجانب، وخاصة الآن بعد إعلان خطتها الجديدة المستدامة للنمو 2030. فتملك المملكة احتياطيات هائلة من النفط والغاز، ولديها نمو سريع في السكان، وقطاع مقاولات بقيمة تريليون دولار أمريكي واستراتيجية طويلة الأجل للتنمية الصناعية والتنويع. كما أنها أكبر سوق للنقل والخدمات اللوجستية في المنطقة . ربما تواجه المنطقة بعض التحديات، ولكن مع ذلك فإنها ستبقى مرنة في طريقها إلى نمو القطاع اللوجستي.

كيف ترى صناعة الخدمات اللوجستية في العقد المقبل؟ إلى أين تتجه؟

ستؤثر التجارة الإلكترونية بالتأكيد على قطاع سلسلة التبادل التجاري في وجه نمو صناعة التجزئة وتزايد عدد السكان في المنطقة الذي يفوق المعدلات العالمية. كما أن هبوط أسعار النفط يدفع للمزيد من الجهود نحو التنويع، والتجارة البينية الآخذة في الارتفاع والشكل الجديد للعولمة الذي يدفع لظهور ممرات تجارية جديدة، وتوجيه رؤوس الأموال بين الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية والآسيوية ذات النمو المرتفع. وبالطبع ستلعب شبكة السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي دور المغير في اللعبة وسوف تؤثر على اللاعبين الحاليين في سوق الخدمات اللوجستية، وخاصة في ما يتعلق بالنقل البري.

ما هو حجم الشحنات التي تتم معالجتها من قبل شركة دي إتش ال في السعودية؟ وما هي النسبة بين النقل البري والجوي؟

تتعامل دي إتش ال مع ما يقرب من 900,000 شحنة دولية في كل شهر، في السعودية وحدها، وأكثر من 26 مليون شحنة سنويا في جميع أنحاء المنطقة. ولقد شهدنا نمواً في السعودية يتراوح بين 8-20 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية. وهو ما يشكل 7-8 في المئة  من إجمالي الشحنات والباقي يتم عبر الشبكة الجوية والتي توسعت لتشمل أيضا الممرات الآسيوية.

أي بلد في المنطقة يشكل الجزء الأكبر من شحنات دي إتش ال؟ ما نسبة الشحنات السعودية من إجمالي الشحنات الإقليمية؟

السعودية هي أكبر مستورد وتمثل حوالي 30 في المئة من إجمالي الشحنات. فيما تشكل الإمارات أكبر دولة مصدرة.

أين تقف المنطقة في الترتيب العالمي لشركة دي إتش أل؟ والسعودية على وجه الخصوص؟

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم عمليات شركة دي إتش ال عالمياً، فيما تحتل السعودية المرتبة الثانية في المنطقة.

ماذا سيكون تأثير مشروع القطار الخليجي على عمليات دي إتش ال؟ ما هي التحديات والفرص التي تتوقعونها في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي؟

سيكون للسكك الحديدية تأثير كبير على قطاع الخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط حيث ستحفز شبكة السكك الحديدية في دول مجلس التعاون الخليجي القطاع على التميَز، وستعزز من نموه. وبطبيعة الحال تعتمد دي إتش ال إكسبرس، على الشحن الجوي لنموذج أعمالها الذي يقدم سرعة الخدمات على التكلفة، ولكن ستفتح شبكة السكك الحديدية الخليجية آفاقاً اقتصادية جديدة للتجارة والاقتصاد عندما يتم تشغيلها.

إن انشاء شبكة سكك حديدية موحدة يتطلب وقتا خصوصا وأننا نرى أن دول «التعاون» هي في مراحل مختلفة من التطور. هناك أيضا قضايا رئيسية يجب العمل عليها لتشغيل مثل هذه العمليات مثل أنظمة التجارة العابرة للحدود عن طريق السكك الحديدية بالإضافة لأمور أخرى. وعند الانتهاء من ذلك ستكون منافسا قوياً جداً مع الطرق البرية وسيكون بمثابة حافز لتحسين النقل البري في هذا الطريق.

ما رأيك في إمكانات النمو في المنطقة في مجال الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية من ناحية الفرص والتحديات التي تواجهكم كمقدمي خدمة؟

تجتاح التجارة الإلكترونية قطاع تجارة التجزئة على مستوى العالم، وهي واحدة من أسرع القطاعات نمواً في أنحاء كثيرة في العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا بمعدل 35-40 في المئة، ومن أهم محركات النمو في الخدمات اللوجستية الإقليمية. وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط لا تمثل إلا جزءاً صغيراً منها يقدر بـ1.5 تريليون دولار أمريكي من سوق التجارة الإلكترونية العالمية، وتشكل فقط 10-15 في المئة من أعمال شركة دي إتش ال، ولكن لا يمكن تجاهل هذا القطاع. ومن ناحية اخرى، نما سوق التجارة الإلكترونية في دول م»التعاون» بنحو 5 أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية بسبب تغير سلوك المشترين، وارتفاع القدرة الشرائية وزيادة جهود الحكومة لتحسين النظام البيئي للتجارة الإلكترونية. وتقدر التوقعات أن قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة سيشهد نموا بنسبة 40 في المئة خلال عام 2020.

أحد التحديات الأكثر وضوحاً هو اضطراب الاتصال البري بسبب التقلبات الجيوسياسية، مما يؤثر على التسليم في الوقت المناسب، خاصة مع المعاملات البينية. هذا بالإضافة إلى العدد المحدود من اللاعبين في التجارة الإلكترونية الذي يقيد قدرة هذه الصناعة. والمستهلكون عبر الإنترنت في هذا الجزء من العالم يشككون في المعاملات الفورية ولا يزالون يفضلون «النقد عند التسليم» وهو أمر ليس فعالا. والتوصيل حتى «الميل الأخير» لا يزال أمامه الكثير.

ما مدى نضج هذه الأعمال في المملكة العربية السعودية؟

تعتبر السعودية رائدة من حيث جاذبية التجارة الإلكترونية ولديها نظام متطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومن المتوقع أن تنمو الربحية في هذاالمجال بنسبة 10-12 % سنوياً، وعلى الرغم من أن الإمارات لا تزال تمثل النسبة الأعلى من مبيعات التجارة الإلكترونية والإنترنت، إلا آن عدد سكان المملكة أكثر، إضافة إلى ارتفاع الدخل السنوي، وازدهار سوق التجزئة، وجهود الحكومة لتنويع إيرادات التجارة الإلكترونية، فأن جميع العوامل تدفع بقيمة المعاملات التجارة الإلكترونية في البلاد إلى أن تتضاعف بحلول العام 2020.

وللعلم فإن أكثر من50 % من سكان السعودية هم دون سن الثلاثين، مما أدى إلى تشكيل جيل بارع في أمور التكنولوجيا والثورة الرقمية. وعلاوة على ذلك، فإن البنوك تجعل من السهل على السعوديين تبني التجارة الإلكترونية من خلال إطلاق بطاقات ائتمان متوافقة مع الشريعة الإسلامية التي من المرجح أنها ستدفع بنمو المعاملات عبر الإنترنت بشكل كبير.

ما هو رأي شركة دي إتش ال حول التغيرات التي يجب أن تقوم بها الشركات العاملة في مجال الخدمات اللوجستية في البنية التحتية والإجرائية لدعم ازدهار التجارة الإلكترونية في المنطقة؟

أدى الارتفاع الكبير في نشاط التجارة الإلكترونية إلى تطور متوازي في العمليات اللوجستية لاستيعاب النموذج الجديد في العمل. فعلى شركات الخدمات اللوجستية اعتماد وسائل أذكى، وأكثر تقدماً لدعم الطلب على التجارة الإلكترونية. وعليها التعامل أيضاً مع التجارة الإلكترونية كقطاع منفصل تماماً، هو أكثر بكثير من مجرد توصيل المنتج للعميل، ولكنه الحفاظ على رضا العملاء في كل خطوة من خطوات العملية.

فعلى اللاعبين اللوجستيين تقديم تطبيقات شخصية لتتبع مسار الشحنة، ووضع هياكل تسعير تنافسية والحفاظ على كفاءة طرق التوصيل حتى «الميل الأخير» وذكاء التخزين وإدارة المخزون، لضمان نهج مرتكز أكثر على رضا العملاء. كما أن استخدام التقنية المتكاملة في جميع جوانب عملية التجارة الإلكترونية أمر بالغ الأهمية. ويتمثل التحدي أيضاً في تشجيع نمو التجارة الإلكترونية المحلية أكثر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل