المحتوى الرئيسى

3 شقيقات يكتبن نهاية صناعة السجاد اليدوي في أسيوط

08/10 23:56

تشتهر محافظة أسيوط بصناعة السجاد اليدوي، فكانت تعد مركزًا كبيرًا لها، إلا أن هذه الصناعة تعرضت للإندثار خلال العشرين عامًا الماضية، حيث تحول العاملون بها إلى مهن أخرى، ولم يتبق في أسيوط غير نول واحد، تعمل عليه 3 شقيقات مسنات، بعدما فقدن شقيقتهن الرابعة التي كانت تساعدهن في العمل.

"نعمات وصباح وعايدة" يزيد عمر أصغرهن عن الـ65 عاما، عملن بمهنة صناعة السجاد اليدوي طوال ستين عامًا الماضية، ومازالت هي المهنة التي تكسبن رزقهن منها، فلا عائل لهن.

الشقيقات الثلاث تقطن في منزل واحد لا تزيد مساحته عن 60 مترًا، مكون من طابقين، وضربت في جدران الشقوق، فأصبح البيت في حالة لا يرثى لها، وكأنه مثال على صناعة السجاد اليدوي.. وفي صالة تبلغ مساحتها 16 مترًا، تمكثن في العمل أكثر من  12 ساعة يوميا، لتصنيع 3 سم على الأكثر من السجاد اليدوي، حيث يستغرق إعداد السجادة الواحدة ستة أشهر، وذلك حسب المساحة.

تقول نعمات حليم جريس: "تعلمت المهنة وعمري 8 سنوات، وكنت أعود من المدرسة لأجلس علي النول لمساعدة أخوتي الكبار في العمل، وتدربت لمدة 4 أشهر، وبعدها كان مسموحا لي بالعمل بمفردي، لكنها مهنة شاقة وليست سهلة كما يعتقد البعض، فليس من السهل الجلوس على مقعد لمدة تزيد عن 12 أو 15 ساعة يوميًا، لكن في النهاية ده أكل عيشنا، نبيعه ونربح منه قوتنا".

وتضيف شقيقتها صباح: "نعمل مع عم أبو ضيف، وهو صاحب محل لتجارة السجاد بمدينة أسيوط، حيث يأتي إلينا بطلبية سجادة، ونقوم بصناعتها هنا، ونعطيها له ليبيعها، ونأخذ أجرتنا بالمتر، حيث يوفر لنا الخامات والتسويق، ويتم صناعة السجادة على أربع مراحل، تبدأ بإعداد النول، فنقوم بتثبيت الخيوط التي يتم نسج السجادة عليها، ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة، وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق كي نسير عليها أثناء عملية التصنيع، ثم صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول علي الألوان المطلوبة".

وتشير شقيقتهما الثالثة عايدة إلى أن المهنة لم تعد كما كانت، كما قل الطلب على السجاد اليدوي، مكملة: "بعد أن كنا ننتج 4 سجادات على الأقل سنويًا، لا ننتج الآن إلا واحدة"، منوهة بأن السجادة التي يعملن بها حاليا هي الأخيرة، وبعدها سيبعن النول لمن يشتريه؛ لأنهن كبرن في السن، ولم تعد لديهن القدرة على ممارسة ممارسة المهنة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل