المحتوى الرئيسى

تمثال "أسد اللات" يُنقل من تدمر لترميمه بعد أن شوهه "داعش"

08/10 21:59

قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف، بنقل تمثال أسد اللات الذي شوهه تنظيم "داعش" أثناء احتلاله لمدينة تدمر في يونيو/ حزيران عام 2015، وتم وضعه في حديقة المتحف الوطني بدمشق استعدادًا لأعمال الترميم خلال المرحلة المقبلة.

ويعد تمثال أسد اللات من أهم التماثيل الأثرية الذي عثر عليه في السبعينيات من القرن الماضي من قبل البعثة البولونية في معبد اللات، وهو قطعة فريدة بارتفاع أكثر من 3 أمتار وتزن قرابة 15 طنًا مصنوع من الحجر الكلسي الطري بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر بسماكة تصل إلى نصف متر، ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.

وأوضح مدير شؤون المتاحف في مديرية الآثار السورية، أحمد ديب، لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أن المديرية قامت مؤخرًا بنقل التمثال من متحف تدمر إلى متحف دمشق الوطني تمهيدًا لترميمه، إضافة إلى عدد من التماثيل الصغيرة. واعتبر ديب أن نقل التمثال "خطوة مهمة" نظرًا للقيمة الكبيرة الذي يمثلها؛ "فهو من أهم التماثيل الأثرية التي عثر عليها في سبعينيات القرن الماضي من قبل البعثة البولونية في معبد اللات بتدمر". وأشار "ديب" إلى أنه تبين بحسب تقرير أولي أعدته بعثة المديرية العامة للآثار والمتاحف حول الأضرار التي تعرضت لها مدينة تدمر الأثرية ومتحفها الوطني نتيجة الأعمال الإرهابية إمكانية إعادة ترميم تمثال أسد اللات على يد الخبرات في مديرية الآثار بالتعاون مع خبراء بولونيين.

عام 1975 وُجد تمثال مرمري للربة "اللات" وهو نسخة رومانية لرائعة الفنان فيدياس وتمثل الربة أثينا بارتينوس، التي نحتها في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي عام 1977 اكتُشف أسد اللات وتم ترميمه والأسد رمز اللات ورسولها إلى البر، كان يزين المعبد الأقدم ويحمي اللاجئين إليه.

أُقيم معبد اللات في القرن الثاني الميلادي وتحديدًا عام 188م، فوق أطلال معبد من القرن الأول قبل الميلاد، وقد استعملت حجارته ومنحوتاته في بناء أساسات باحات المعبد الجديد، وزُوِّد محرابه بمظلة وأضيف إلى مدخله بوابة جميلة وأحيط بأروقة مُعمدةٍ بتيجانٍ كورنثية، لقد أتى تحديث وتجديد المعبد بمثابة الرداء الذي حافظ على الأصل القديم، فالهيكل هو نفسه القديم وقدْ تمت إضافات تكريمية للهيكلِ مع المحافظة التامة على الأصل.

يتألف المعبد من باحة مستطيلة أبعادها 28×72م، يتوسطها حرم أبعاده 10×19م أمامه بهو فيه ستة أعمدة، يحيط بالحرم رواق أعمدته كورنثية، اكتشفت فيه أقدم الكتابات التدمرية وتعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، تحوّل معبد اللات في القرن الخامس أو السادس الميلادي إلى كنيسة صغيرة، وُجد فيها صليب منحوت.

تمثل الربة "اللات" الآلهة الأم، فهي ربة الأم وربة الحرب، ومن أهم الربات لدى العرب الأنباط وعرب الشمال، وانتقلت عبادتها تحت اسم أثينا باليونان، ومنيرفا عند الرومان، وعشتار في بلاد الرافدين، و"عترغاتيس" في سوريا.

بدأت البعثة البولونية عملها الأثري بالتنقيب عام 1959 في القسم الغربي من المدينة القديمة، تحت إدارة البروفيسير" كازيمير ميخالوفسكي" وفي عام 1974 تم اكتشاف معبد اللات كمعبد مستقل.

في عام 2005، قام كل من عالمي الآثار البولنديين بارتوس ماركوفسكي وروبرت زوكوفسكي بترميم تمثال أسد اللات في تدمر في 2005، وبعد انتهاء الترميم ظن العالمان أنهما سيحافظان عليه لمئات السنين، ولكنهما صدما بقيام تنظيم "داعش" بتدميره في يونيو/ حزيران 2015، ما جعلهما يضطران إلى الانتقال لترميم التمثال النادر مرة أخرى بعد نقله من تدمر إلى المتحف الوطني بدمشق. وكانت الوكالة الفرنسية للأنباء قد أشارت، في أبريل الماضي، إلى أن العالمين لبيا دعوة وزارة الآثار سريعًا وسافرا إلى تدمر لتفقد التمثال، وكان ماركوفسكي القادم من معهد الآثار التابع لجامعة وارسو، أول عالم آثار أجنبي يحط رحاله في تدمر بعد انسحاب تنظيم داعش، ضمن بعثة مشتركة استمرت أسبوعًا مع زميله روبرت زوكوفسكي، الهدف منها تقييم حجم الدمار الذي طال تمثال أسد اللات من أجل إعادة ترميمه.

وقال ماركوفسكي للوكالة الفرنسية في حينه: "لم نحتج لأكثر من 5 دقائق لنتخذ قرار المجيء إلى تدمر، بعدما تلقينا دعوة المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية".

وأضاف "أتينا لإعادة ترميم طفلنا أسد اللات"، هذا التمثال من الحجر الكلسي الطري الذي كان يرتفع أكثر من 3 أمتار، ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد اكتشفته بعثة بولندية عام 1977.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل