المحتوى الرئيسى

صحف ألمانية: لا تزال مصالح بوتين وأردوغان متعارضة

08/10 13:54

علقت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" على لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بأنه:

"في السياسة الخارجية، أظهر أردوغان أنه مستعد لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل. و هذه المرونة ضرورية أيضا للقائمة الطويلة من الإخفاقات في السياسة الخارجية. نعم، العلاقة التركية الأوروبية متوترة، والأمر لا يختلف أيضا فيما يخص العلاقة التركية الأمريكية. ولكن ربما تعترف القيادة في أنقرة بأن اتهامها للغرب بالوقوف إلى جانب الانقلابيين، غير مبرر. وبأن أوروبا هي الشريك الذي لا يمكن لتركيا الاستغناء عنه. التضامن بين روسيا وتركيا، الذي ظهر بعد محاولة الانقلاب، ينغبي ألا يظهر بشكل مختلف مثلما في الملف السوري. ولكن في هذا الصدد يظل البلدان عمليا خصمان مختلفا المصالح".

أما صحيفة "رويتلينغر جنرال أنتسايغر" فلا ترى في أردغان وبوتين شريكين على نفس المستوى:

" بوتين لا يزال بعيدا جدا عن اعتبار أردوغان شريكا متساويا. فهو يعتبر نفسه لاعبا عالميا، في حين أن تركيا واحدة من بين القوى الإقليمية في الشرقين الأدنى والأوسط. وتركيا الإسلامية هي عكس ما يريده الكرملين، حيث يعرف المسؤولون هناك بالضبط بأن الكثير من المتمردين الإسلاميين في النزاع الشيشاني دخلوا إلى البلاد عبر تركيا، وفي الصراع السوري أيضا يواجهان بعضهما. إذ أن أردوغان عدو الأسد، وبوتين يدعمه. (...) الغضب من الغرب أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي ليس أساسا لبناء "الصداقة". بوتين لن يتراجع لصالح أردوغان عن أي من مواقفه بخصوص النزاعات القائمة ".

وعلى عكس ذلك فإن صحيفة "ألغيمانية تسياتونغ" الصادرة في ماينز لا تستبعد أن تغير تركيا سياستها بشأن الأزمة السورية، فكتبت:

"إذا شكك الاتحاد الأوروبي في اتفاقية اللاجئين، فإن أردوغان قد يتحرك بسرعة باتجاه سياسة أمنية. وعندها قد يكسب بوتين أردوغان إلى جانبه في سياسته الحربية لبقاء الأسد في السلطة".

من جهتها شددت صحيفة " فرانكفورتر روندشاو" على الجانب الرمزي للزيارة، وترى أن:

"أول زيارة رسمية لأردوغانإلى الخارج بعد الانقلاب العسكري الفاشل هي أيضا إشارة لابتعاد تركيا عن الغرب، وإشارة تحذير للاتحاد الأوروبي، الذي لم يتعامل بطريقة مناسبة مع شريكه الصعب بعد المحاولة الانقلابية".

وأما تعليق موقع "شبيغل أولاين" فقد ركز على جانب آخر:

" الدفء المفاجئ في العلاقات بين أردوغان وبوتين يبعث على الاطمئنان نوعا ما. لأن تغيير المواقف السياسية للرئيسين- وبصرف النظر عن سعيها المستمر لمصلحتهما – يظهر أنهما لا يتبعان أي أيديولوجيا"

خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".

آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.

وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".

آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."

وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."

تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.

وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.

من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل