المحتوى الرئيسى

"المطردون من جنة التاريخ".. المنهج الجديد يُطيح بـ"مبارك".. وفض رابعة يُحِذف البرادعي ‏من التربية الوطنية.. والإخوان من بُناة للإنسانية إلى جماعة إرهابية

08/10 13:08

مثلما تمتلىء كُتب التاريخ المصري بإنجازات شخصيات ورؤساء عدة، فهي أيضًا قد أسقطت عمدًا الكثير ‏منهم، بدعوى أنهم فاسدين، وساهموا في خراب البلاد، فكلما جاء نظام جديد للحكم، حذف أسماء من سبقوه ‏أو عارضوه، ليتم طرده من جنة التاريخ بحذف سيرته، فالمنتصر دومًا ما يكتب التاريخ.‏

على صعيد الرؤساء، كان الرئيس الأسبق محمد حسني مُبارك، آخر من أثيرت حوله فتنة الحذف من ‏التاريخ، وفقًا لصفحة "أسف يا ريس" المعروفة بتأييدها الشديد له، حيث أكدت الصفحة في منشور لها، أنه ‏تم حذف دور "مبارك" في حرب أكتوبر من كتاب التاريخ الجديد للثانوية العامة‎.‎

وشعر الرئيس الأسبق بالحزن، من إنكار دوره في المناسبات القومية للبلاد مثل ذكرى انتصارات حرب ‏أكتوبر وذكرى تحرير سيناء، وزاد من حزنه عقب علمه أن صورته ودوره في حرب أكتوبر تم حذفه من ‏كتاب التاريخ، وفقًا لمنشور الصفحة.‏‎ ‎

وأخبر مُبارك أدمن الصفحة "كريم حسين" أنه لم ينكر أو يمحو دورالرؤساء الذين سبقوه، حيث تم تسمية ‏محطات مترو الأنفاق بأسماء جمال عبدالناصر وأنور السادات ومحمد نجيب، ناقلًا عبر الصفحة ثقة الرئيس ‏الأسبق في أن التاريخ لن يزور وأن دوره في حرب أكتوبر وخدمة مصر لمدة 30 سنة لن ينساه الشعب ‏المصري.‏

وأشار إلى أنه تم في عهد مبارك إنتاج فيلم "أيام السادات" وكذلك فيلم "ناصر 56 "، ومسلسل الملك ‏فاروق للكاتبة لميس جابر دون حذف أو تشويه دور كل رئيس حكم مصر، مؤكدًا أنه أقام جنازة عسكرية ‏للرئيس الراحل محمد نجيب الذي قال قبل رحيله: "مُبارك أنصف تاريخي".‏

وأعلنت وزارة التعليم، إن لجنة مراجعة كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي للعام الدراسي المُقبل، لم ‏تتطرق لسيرة مُبارك سلبًا أو إيجابًا، فيما يتعلق بدوره في حرب أكتوبر 1973، موضحة أن اللجنة عملت ‏على تعديل وتغيير الجزء الأخير من الكتاب والخاص بثورتي 25 يناير و30 يونيو، لتأليف منهج جديد.‏

ولحقت به زوجته "سوزان مُبارك" التي تم حذف سيرتها من مناهج التاريخ في المرحلتين الابتدائية ‏والاعدادية، وجاءت ضمن العديد من الدروس عن إنجازات‎ ‎مبارك والحزب الوطني.‏

‏كان إحد المطردون من التاريخ، فعقب صعود الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى سدة الحُكم، أمر ‏بحذف سيرة الملك فاروق الأول من مناهج التعليم، كما تم تشويه صورته في المناهج وأفلام الخمسينات ‏والستينات، وإظهاره على أنه طاغية.‏

وفي آواخر عام 2015، تلاعبت وزارة التربية والتعليم مرة أخرى، بحقبة فاروق، حيث قامت بحذف ‏فقرات تسيء له، حيث تُظهر مدي البذخ والإسراف الذي كان يعيش فيه وعلاقاته النسائية التي كانت تتم ‏على نطاق واسع.‏

كان من الرؤساء المغضوب عليهم، حيث تغاضى التاريخ المصري عن انجازات محمد نجيب، ولم يُذكر في ‏الكتب الدراسية سوى أنه الرئيس الأول لمصر بعد إلغاء الملكية، وعدم الحديث عن مجهوداته كي تحصل ‏مصر على استقلالها وجمهوريتها .‏

فعقب الإطاحة به إبان ثورة 23 يوليو، وشُطب اسمه من الوثائق السجلات والكتب كافة، ومنع ظهوره أو ‏ظهور اسمه تمامًا طوال ثلاثين عام حتى اعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفى، وكان يُذكر في الوثائق ‏والكتب أن عبدالناصر هو أول رئيس لمصر‎.‎

وكان لفترة حكم الإخوان للبلاد، وضع خاص، فمع قدوم الجماعة للحكم، تم تغيير المناهج مجددًا، وأضيفت ‏عبارة: "الإخوان بناة الإنسانية.. الإخوان السبيل للتقدم" على كتاب اللغة العربية للصف الأول الابتدائي، ‏تحكي عن كفاح الإخوان على مر السنوات.‏

كما قامت وزارة التعليم بحذف فصل دراسي كامل، في مايو 2013، من كتاب: "الإرهاب المعاصر"، ‏الذي يتم تدريسه لطلاب الفرقة الثانية بأكاديمية الشرطة، يتضمن تحليل لجماعة الإخوان ويصفها بالتنظيم ‏الإرهابي، وأنها تتلقى تمويلًا من التنظيم الدولي لها بالخارج.‏

وعقب الإطاحة بالرئيس الأسبق، تم تعديل كتب التاريخ، لتؤكد أن فترة حكم الإخوان كانت اسوء فترات ‏الحكم في مصر، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، فقرة من الكتاب، كانت ‏تقول: "الجمهورية الجديدة، التي وقعت في يد الإخوان الإرهابية بدأت تمارس السلطة بنفس الأسلوب، ‏الذي كانت تمارس به الحكومات السابقة سلطاتها ألا وهو حماية المصالح".‏

وتضيف: "التي تعبر عنها بمختلف الوسائل القانونية والاستثنائية وتريد من الجميع الانصياع لها والإيمان ‏بقدرتها على إنجاز الأمور، وبالتالي فإن الذين يعارضون يدخلون في دائرة التمرد والعصيان ويحق عليهم ‏العقاب".‏

وفي آواخر عام 2015، أصدرت الحكومة قرار بحذف حقبة الرئيس الأسبق محمد مرسي من التاريخ، وتم ‏حظر بث برامج وثائقية في التلفزيون المصري يظهر فيها، كما تم مُعاقبة مسؤول بأحد برامج قناة النيل ‏الثقافية؛ لأنه أعاد بث بطريق الخطأ فيلم وثائقي مدته 15 دقيقة، عن شخصيته لتعريف الجماهير عليه.‏

ورغم أن المشير عبدالحكيم عامر، كان أحد رجال ثورة يوليو 1952، وصديقًا مقربًا للراحل عبدالناصر، ‏ألا أن الخلاف الذي وقع بينهم بعد هزيمة 67، وإعفاؤه من منصبه، ووضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، ‏دفعت الأخير ليأمر برفع اسمه من المناهج التعليمية.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل