المحتوى الرئيسى

غدًا.. عام على رحيل نور الشريف

08/10 08:26

تمر غداً الذكرى الأولى لرحيل فنان ونجم يمثل حالة فريدة فى تاريخ السينما المصرية، نور الشريف أو محمد جابر لاعب الكرة السابق فى نادى الزمالك، كان بحق فناناً بكل المقاييس، ما يقرب من نصف قرن من الابداع وهو العمر الفنى لنور الشريف.

ولد نور الشريف عام 1946 حيث نشأ يتيماً، إذ مات والده وهو طفل وتزوجت أمه من رجل آخر وعاش وتربى فى منزل عمه فى حى السيدة زينب.

عشق السينما منذ طفولته، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية في عام 1967.

كان ظهوره الأول فى فيلم «قصر الشوق» عام 1968 فى دور كمال ابن السيد أحمد عبدالجواد الذى يدوب عشقاً فى حب «عايدة» ماجدة الخطيب وفى العام الثانى شارك فى بطولة فيلم «السراب» مع «ماجدة» وتحية كاريوكا فى دور الشاب العاجز جنسياً.

لفت نور الشريف الأنظار، رغم أن الساحة كانت مليئة فى هذا الوقت بالعديد من النجوم منهم على سبيل المثال: رشدى أباظة وحسن يوسف ويوسف فخر الدين فضلاً عن كمال الشناوى وشكرى سرحان وفريد شوقى، وسط كل هؤلاء ظهر نور الشريف مع جيل جديد من النجوم الشباب فى ذلك الوقت محمود يس وحسين فهمى، ولا ننسى مشاركته المميزة فى المسلسل التليفزيونى الشهير «القاهرة والناس».

ومع بداية السبعينيات بدأ نور الشريف رحلة انطلاق بمجموعة من الأفلام الناجحة وتنوعت أدواره بين الرومانسية والأكشن والإنسانية، والكوميديا فى بعض الأحيان، منها أفلام: «كلمة شرف، دمى ودموعى وابتسامتى، فى الصيف لازم نحب، المنحرفون، الكرنك، لقاء مع الماضى، دائرة الانتقام، شقة فى وسط البلد، الحفيد، وضربة شمس».

ولا ننسى ارتباطه فى بداية هذه المرحلة بالفنانة بوسى وفى قمة نجاحه السينمائى قام فى شهر رمضان 1976 ببطولة مسلسل «مارد الجبل» وحقق نجاحاً كبيراً ليثبت أنه نجم تليفزيونى من طراز نادر.

فى نهاية السبعينيات قدم مجموعة من الأفلام الرائعة منها «لا تبكى يا حبيب العمر»، «مع سبق الاصرار»، «الشيطان يعظ».

وفى عام 1980 قدم أحد أروع أفلامه الرومانسية «حبيبى دائما» مع بوسى وسعيد عبدالغنى وسون بدر ومريم فخر الدين ونعيمة وصفى، إخراج حسين كمال. حقق هذا الفيلم نجاحاً هائلاً، وكان بمثابة نقلة نوعية فى حياة نور الشريف.

كان عودة للسينما الرومانسية التى افتقدناها منذ عام 1959 فى فيلم «حكاية حب» الذى جمع بين عبدالحليم ومريم فخر الدين، انتهى الفيلم بمشهد غاية فى الرومانسية على شاطئ البحر تموت بوسى وهى تغنى «الهوى هوايا» مع نور الشريف، حينما قال لها «حبنيلك قصر عالى»، وهى ترد «واخطف نجم الليالى» هذا المشهد أبكى كل من شاهد الفيلم، وظل هذا العمل رمزاً للسينما الرومانسية حتى الآن.

وفى عام 1981 قدم أيضاً فيلماً رائعاً بعنوان «أهل القمة» مع سعاد حسنى وعزت العلايلى، وعرض هذا الفيلم بعد موافقة شخصية من الرئيس الراحل أنور السادات. تناول هذا الفيلم سلبيات الانفتاح الاقتصادى وحماية الدولة للفساد والمفسدين.

فى حقبة الثمانينيات تنوعت أدوار نور الشريف وواصل التألق فى أفلام «الغيرة القاتلة»، و«آخر الرجال المحترمين» و«غريب فى بيتى» الذى جسد فيه دور لاعب الكرة «شحاتة أبو كف» و«زمن حاتم زهران».

وفى عام 1983 قدم أحد أروع أفلامه «سواق الأتوبيس» جسد فيه شخصية حسن سائق الأتوبيس الذى يواجه مصاعب الحياة مع زوجته ووالده المسن وفى العام التالى جسد شخصية كمال تاجر المخدرات فى فيلم «العار» مع حسين فهمى ومحمود عبد العزيز، وحقق الثلاثى نجاحاً كبيراً أيضاً فى فيلم «جرى الوحوش» كما نجح ببراعة فى تجسيد دور الجاسوس الخائن فى فيلم «بئر الخيانة».

ولا ننسى شخصية ضابط المخدرات فى فيلم «الوحل» مع نبيلة عبيد وكمال الشناوى 1988، وفى نفس العام جسد شخصية الرجل الرومانسى فى فيلم «كل هذا الحب» مع ليلى علوى ويحيى شاهين.

فى عام 1990 تعرض نور الشريف لمحنة كبيرة حينما قام ببطولة فيلم «ناجى العلى» الرسام الفلسطينى الذى كان يهاجم مصر بسبب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وتعرض لحملة صحفية شرسة وواجه بالفعل محنة كبيرة استطاع التغلب عليها.

وفى عام 1992 قام ببطولة مسلسل «الثعلب» حيث جسد دور شوكت ضابط المخابرات الذى يقود عملية صقر سامع وكشف للرئيس السادات محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي.

شهدت تلك الحقبة فى حياة نور الشريف تنوعاً بين السينما والتليفزيون، ومن أبرز أفلامه فى تلك الحقبة «الظالم والمظلوم»، «أقوى الرجال»، «الحقونا» الذى جسد فيه دور رجل فقير وتسرق كليته، و«الطيب والشرس والجميلة»، و«المصير» إخراج الراحل العالمى يوسف شاهين.

ومن أبرز مسلسلاته فى التسعينيات «لن أعيش فى جلباب أبى» الذى جسد فيه دور المعلم عبد الغفور البرعى والمسلسل الدينى الرائع «عمر بن عبد العزيز».

مع بداية الألفية بدأ نور الشريف أكثر توهجاً حيث قام ببطولة وإخراج فيلم «العاشقان» مع بوسى وقام فى نفس العام ببطولة مسلسل «الرحيل الآخر» مع ميرفت أمين وعزت أبو عوف ورجاء الجداوى وحقق نجاحاً كبيراً.

وتألق فى مجموعة من المسلسلات منها «العطار والسبع بنات» و«عائلة الحج متولى»، و«عمرو بن العاص»، و«الدالى».

ولا ننسى مشاركته فى بطولة فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2005.

كما قدم مسلسلات «متخافوش» و«الرحايا» و«عرفة البحر» و«حضرة المتهم أبى» و«عيش أيامك» و«رجل الأقدار».

فى كل هذه الأعمال عبر نور الشريف بصدق عن أحوال المصريين فى كثير من العصور، كل أعماله تقريباً كانت تحمل قيمة، أحلامه الفنية كانت بلا حدود، مات قبل أن يحقق الكثير من طموحاته.

كان يتمنى أن يختتم حياته بمسلسل عن «الإمام الحسين»، لم يمهله القدر فى عامه الأخير، قام ببطولة فيلم «بتوقيت القاهرة» مع ميرفت أمين وسمير صبرى ولم يستطع مقاومة المرض أكثر من ذلك ورحل يوم 11 أغسطس 2015.

أحب الفنان الراحل نور الشريف زوجته ورفيقة عمره بوسى، لدرجة العشق، تزوجها وهو فى بداية حياته الفنية 1972، كان عمره وقتها لا يتجاوز 26 عاما، أسفر هذا الزواج عن ابنتيهما سارة ومى.

تألقا معاً وقدما العديد من الروائع السينمائية، خاصة فى أفلام: «حبيبى دائمًا، قطة من نار، العاشقان، وكروانة» كان زواجهما مضرب الأمثال فى الوسط الفنى فى الحب والاستمرار والاستقرار، ولكن فى عام 2006 حدث بينهما خلاف أسفر عن الطلاق وطوال 9 سنوات كان كل منهما يرسل للآخر رسائل وفاء واحترام وحب وتقدير حتى قررا استئناف حياتهما الزوجية.

شعرت بوسى بأن نور الشريف يحتاج إليها فى محنة المرض وعادت إليه ليعيشا معاً الشهور الأخيرة فى حياته، كان ذلك فى شهر مارس 2015 أى قبل رحيل نور بـ 8 أشهر. عاشا معاً 8 أشهر ليختتم نور حياته فى أحضان ورعاية رفيقة العمر كله، حبيبته دائمًا.. بوسى.

نجم مسرحى من طراز فريد

نور الشريف كان فناناً عاشقاً للمسرح، قدم عدداً من المسرحيات رغم انشغاله الدائم بالسينما والتليفزيون، ومن أبرز المسرحيات التى قدمها «القدس فى يوم آخر»، «يا غولة عينك حمرا»، «الأميرة والصعلوك»، «يا مسافر وحدك»، «كنت فين يا على». معظم هذه المسرحيات غلب عليها الطابع السياسى. نور الشريف كان فناناً بحق مهموماً بمشاكل المصريين.

«ابتسامة واحدة لا تكفى» 1978

«وضاع  العمر يا ولدى» 1978

«البعض يذهب للمأذون مرتين» 1978

«شقة فى وسط البلد» 1975

«فى الصيف لازم نحب» 1974

«المرأة التى غلبت الشيطان» 1973

«لست شيطانًا ولا ملاكًا» 1980

«الحب وحده لا يكفى» 1980

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل