المحتوى الرئيسى

«فايا يونان»: عندما أستمع لصوت «فيروز» أشعر أننى أصلى

08/10 06:17

- تملكنى إحساس بالرهبة عندما لمست قدماى أرض مصر.. والقاهرة محطة مهمة وشهادة ميلاد أى فنان عربى

- سيد درويش كان ثورة ونموذجًا وقدوة.. وصوت أم كلثوم صاحبنى من المطار حتى الفندق

- سوريا تقاوم الحرب بالغناء ويهمنى أن أكون جزءًا منها

- أدفع ثمن حريتى فى الفن.. والمسرح الغنائى لم يأتِ وقته بعد

بأناقة البساطة وسلاسة الحضور وبأسلوب أقرب ما يكون إلى السهل الممتنع، خطفت الشقيقتان المهاجرتان الأنظار وحصدتا أكثر من مليون مشاهدة لعملهما الفنى الذى حمل أكثر من رسالة عزفت على أوتار الشجن والحنين وعرفتا كيف تستدرجان الدمعة حزنًا على بلادنا وشبابنا الذى يفنى بفعل آلة القتل، تلك هى الكلمات التى قدم بهما الإعلامى الكبير زاهى وهبى الشقيقتين ريحان وفايا يونان بعد أن حققت رسالتهما فى العمل المصور «لبلادى» مشاهدات تخطت الملايين وهو عمل يعتمد على الغناء والحكى لرصد معاناة أربعة شعوب عربية هى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، ولم أجد أفضل من تلك المقدمة لكى أبدأ حوارى مع المغنية فايا يونان فى أول ظهور لها فى مصر، بل وأزيد بأن فايا عندما تلتقيها تجد نفسك أمام فتاة رغم أنها فى بداية المشوار تحمل هموم وطن وأحلامًا وآمالًا فى مستقبل أفضل، ورغم أنها ترصد معاناة وطنها فى أعمالها لكن الابتسامة وهى دليل الأمل لا تفارقها، فهى تتحدث بخيال الفنان الذى يقاوم اليأس بالغناء، ويستبدل مشاهد الدمار والقتل والانكسار بباقات الورود لكى تمنح الرجال القدرة على المقاومة والنساء على تجفيف الدموع، هى فنانة تقبل على الحياة وسلاحها الصوت والأمل والحلم.

* بماذا تعرف نفسها فايا يونان للجمهور المصرى الذى تطل عليه لأول مرة؟

ـ أنا بنت سورية اغنى بشكل محترف منذ عام، هذا لا يعنى أننى لم أكن أغنى منذ صغرى، أمى عندما تستمع إلى غنائى دائمًا تقول لى أنت بتغنى منذ أن بدأت الكلام وطموحى أن أقدم أغنية معاصرة تشبهنا، تشبه واقعنا وتكون لها قيمة فنية.

* الطفولة كانت بحلب بلد الطرب بسوريا أكيد تأثرت بها؟

ـ أنا فى الأصل من ضيعه شمال شرق سوريا ولست حلبية لكننى أعتبر نفسى بنت حلب لأننى انتقلت لها منذ الصغر ومشبعة للموسيقى بشكل عام وليس الحلبية فقط، لكن أهالينا فى حلب بالوعى الجمعى يعشقون الطرب، والكل يعلم أن حلب مدينة الفرح والغناء لذلك أنا متشبعة بما تحمله هذه المدينة، وفى حلب أيقونات كثيرة بالنسبة لى أهمهم صباح فخرى، وأبى عندما يقود سيارته يسمع صباح فخرى. وأى شخص إذا أراد أن يقضى يومًا هناك سوف يجد الغناء فى كل مكان نحن نستيقظ فى الصباح على صوت فيروز، انا بنت الموسيقى الشرقية وكلها تمثلنى وإحنا صغار غنينا لأم كلثوم وعبدالحليم رغم ان هناك اعمالا كثيرة لهم لم استمع اليها منهم كنت اسمعها من اهلى وجيرانى، تستطيع ان تقول اننى احمل ثقافة غنائية مختلفة. هناك قصص مشتركة بيننا كسوريين وبينكم كمصريين مثل سيد درويش الذى زار حلب وانا اعتبر ان المطبخ الموسيقى العربى كان فى مصر وسوريا.

* القاهرة محطة مهمة لأى مطرب عربى من أجل الانتشار كيف كان حضورك؟

ـ القاهرة محطة مهمة أكيد لأن الجمهور فى مصر لا يقبل أى مطرب بسهولة، لو مصر قالت نعم لفنان فهذا يعنى شهادة ميلاد له وهذا شرف لى ان يقبلنى الجمهور المصرى.

وانا منذ فترة اتلقى على صفحتى دعوات من جماهير عادية ومن زمان نفسى ألبى الطلب والنداء إلى ان وجدت الأوبرا ومكتبة الإسكندرية يتصلان بى ورغم ذلك لم أتوقع هذا الاهتمام.

* ماذا أعددت لهذه الزيارة؟

ـ أغنى من التراث المشرقى الذى أحبه الناس إلى جانب أعمالى.

ـ انا سورية وفيروز فى سوريا شىء كبير جدا وما فى حد لا يسمعها، فى الصباح هى المفضلة لنا ولا احد هناك لا يستيقظ إلا على صوتها، ستى وأمى تديران مؤشر المذياع يوميًا فى الصباح على فيروز، هى شىء موحد بالنسبة لنا. ورغم ان هناك شبهًا فى الخامة لكنها هى السيدة فيروز هى كبيرة القيمة والقامة وهى أيقونة.. فيروز صوت لا تتكرر وأنا مازلت فى اول الطريق لذلك لا يمكن ان اقارن نفسى بها مهما كان الشبه فى الخامة، هى كبيرة على وانا صغيرها عليها، فيروز حالة فى حد ذاتها لا تتكرر وانا اغنى لها ولغيرها.

* قلت فى حوار لزاهى وهبى انك عندما تستمعين لفيروز كأنك تصلى؟

ـ بغض النظر عن الدين او الطائفة، نحن نستمع لها لذلك قلت عندما استمع لها كأنى اصلى،

* ماذا عن ام كلثوم ؟

ـ اسمعها واغنيها فى البيت لكننى إلى الآن لم اغنِ لها فى حفلات عامة، انا لونى مختلف هى طربية واعمالها مفحمة بالشرقية والربع تون لكن ماذا يمكننى ان اقول عن عظمتها هى كوكب الشرق انا لما حضرت وشفت النيل حسيت بصوتها فى اذنى.

* سيد درويش هو المفضل لدى فنانين كبار فى الشام؟

ـ لا يوجد فنان حقيقى لم يتأثر بأعماله ومنذ صغرى اغنى له وأتذكر ان اغنية الحلوة دى كانت نشيدا لى وتعلمت العزف على البيانو من خلالها.

* الكل يرى ان النقلة الحقيقية للموسيقى العربية هى سيد درويش والناس تؤرخ للموسيقى قبله وبعده؟

ـ لولاه ما عرفنا الاغنية الشعبية ذات الكلمة العميقة، سيد درويش كان ثورة فى حد ذاته كان بسيطا وفيه ابداع واصالة هو مثال ونموذج وقدوة لنا، هذا الشىء احاول ان اطبقه فى البومى الجديد، الفكرة كيف نعمل موسيقى قريبة للناس وغير نخبوية، احنا بنشتغل على منهجه لا نعمل، مثلا اغنية «شد الحزام» قد ايه فيها افكار وعمق الكل يرددها هذا هو ما نحتاجه اليوم كيف نعمل موسيقى قريبة من الناس واصيلة فى نفس الوقت.

* كيف كان شعورك بعد ان لمست قدماك ارض مصر ؟

ـ رهبة كبيرة شعرت بها، لكننى سعيدة، فهى بلد عظيم كلنا نقرأ عنه ونراه من وراء الشاشة فهى بلد الحضارة موجود بداخلنا من خلال كبار المطربين والملحنين.

* فى البومك كيف اخترت الناس التى تعمل معك ؟

ـ أغلب الناس من سوريا ولبنان، وهناك قصيدة للشاعر التونسى صغير اولاد احمد ولكن الاغلبية سوريون لسبب بسيط ان اللون الوطنى سيكون حاضرا بقوة، واذا كنت اريد ان احكى عن سوريا ودمشق مين ممكن يحكى احلى من السوريين الآن، اظن تعبيرهم سيكون حقيقيا، الآن فى سوريا كتير مواهب تكتب وتلحن، وهناك حركة، ووقت الحرب انت بحاجة لهذه الأشياء اكثر من أى وقت، هناك مقاومة بالموسيقى ويهمنى انا اكون جزءا منها هناك ناس تلعب موسيقى بالطرق والمقاهى.

* اخر مرة قمت بزيارة سوريا؟

ـ من اسبوع كنت هناك بدمشق.

* كيف ترى الأوضاع هناك ؟

ـ هناك 6 ملايين نسمة الكل يعمل بشكل طبيعى، معهد الموسيقى الأوبرا عشرات الموسيقيين.

* لكن نشرات الاخبار دائما تقدم صورا للحرب والدمار ؟

ـ الاخبار السلبية فقط هى التى يركز عليها الاعلام، نعم فى حرب ودمعة «مش كل شىء تمام» لكن هناك عالما يعيش يوم بيوم لو استسلمنا لما يقال من اخبار عن الحرب لن نفعل شيئا، الحرب تعطيك طاقة للمقاومة.

* فكرة عمل «لبلادى» وهو يتناول المأساة فى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين كيف جاءت خاصة انه سبب شهرتك؟

ـ هى نشرة اخبارة مغناة حاولنا تقديمها بطريقتنا والحمد لله حقق انتشارا كبيرا وهى فكرة عفوية ولدت اثناء مشاهدتنا لنشرة الاخبار فقامت اختى ريحان بغلق التليفزيون وقررت ان تقول النشرة وقررت انا الغناء خاصة اننا فوجئنا باخبار البلدان الاربعة جاءت خلف بعضها وكلها اخبار تحمل معاناة وكنا وقتها بالسويد انا وشقيقتى ريحان فقدمنا هذا العمل بدون تحضير هى تحدثت وكأنها تقرأ نشرة اخبار وانا قمت بالغناء كما ظهر فى العمل أى اننا لم نكتفِ بالغناء فقط.

* النجاح لم يكن متوقعا؟

ـ لم يكن متوقعا بالفعل، واستوعبنا ما يحدث فى اليوم التالى، وعلمنا ان الرسالة وصلت للعالم.. شاهدنا النجاح ولغة الأرقام لم تبهرنا لسبب ان هناك امورا سطحية تحقق ملايين المشاهدات، لكن الكلمات والرسائل التى وصلتنا والناس فى الشارع كل هذا اكد نجاح التجربة ثم فجأة تواصل معنا مهرجان قرطاج السينمائى لعمل الافتتاح وكان بعد شهرين من اطلاق «لبلادى».

* العمل لم يتضمن مشاهد من دمار؟

ـ كوننا نتألم ونقدم عملا عن الوطن فهذا لا يعنى ان نقدم مشاهد للدمار التى تقدم فى كل نشرات الاخبار.

* اول اغنية لك «احب يديك» وكانت عن طرق فكرة التمويل الجماعى وهى فكرة غريبة ؟

ـ نعم غريبة فى العالم العربى لكن فى الغرب موجودة هناك لو عندك مشروع جيد ممكن تطلب مساعدة الناس المؤمنة بك والمساعدة لم تكن مادية فقط لكن كانت هناك مساعدات معنوية كان لها تأثير اكثر عندى لأن الاهتمام المعنوى يعطيك دافعا. والاغنية مش لازم تكون ممولة من منتج لكى تصل للناس لكن الناس لما تمول عملك فهذا يعطى له قيمة معنوية تدفعك اكثر.

* المستقبل كيف تخططين له ؟

ـ صعب ان اكرر ما قمت به فى الاغنية الأولى ولا يمكن ان تطلب مساعدة الناس فى كل مشروع جديد، لكننا سوف نعمل بنفس نظام التمويل الجماعى لكن بأشكال اخرى تعتمد على الشق المعنوى اكثر.

وسوف استعين بنفس فكرة الدعاية كفنانة مستقلة والتحدى ان اعمل قيمة مستقلة وأضع مساهمتى فى الفن بدون تخاذل.

والواقع فريق عملى يشبهنى تماما حسام مدير الفنون ريان موزع موسيقى بكل العروض معى، هناك اصدقاء موجودون فريق صغير كلنا نشبه بعض وهناك ايضا متطوعون.

* لكن العمل بهذه الطريقة صعب فى ظل عالم يعتمد على الدعاية الحقيقية وامور اخرى مكلفة؟

ـ جلست مع منتجين لكن وجدت ان هناك قيودا منهم لأنهم يريدون الأرباح، احنا اخترنا التمويل الجماعى فى البداية، حتى لا يتدخل احد، فى الشركات يتدخلون حتى فى بوستر الالبوم..انا ادفع ثمن حريتى فى الفن.

السنة الأولى ممكن تخسر فى اول سنة او اثنتين ثم فيما بعد تعوض المهم الآن تقديم شىء قيم والفلوس سوف تأتى.

* الألم الذى يمر به وطنك له تأثير فى الاختيار؟

ـ فكرى مرتبط بسوريا كل ما يحدث يؤثر بى فى الاختيار، لكننى احاول ان اعطى املا لأن ما نشاهده من قتل يهز البدن وعندما اختار احاول ان تعطى الصورة لقوة الإنسان السورى وتعطى املا.

* هل تأثرت بالموسيقى الاجنبية خلال وجودك بالسويد؟

ـ لم اتأثر فنيا ودائما احب ان اكون مختلفة، هناك تجارب لغيرى تأثرت بالغرب لكن الوضع مختلف عندى انا احب الآلات الاساسية فى التخت الناى والقانون والعود.

* علمت ان هناك دعوة من مهرجان الموسيقى العربية؟

ـ لن يكون هناك تحضير خاص لاننى بالفعل اغنى شرقى ومهيأة لهذا والناس التى حضرت حفلاتى اكيد لاحظت هذا فى كل الاحوال هذا شرف.

* كيف ترى الاغنية المصرية ؟

ـ الجو العام مشابه لما يحدث فى لبنان وسوريا لكن الكل يرى اننا نعود للخلف رغم ان هناك أناسا تعمل بشكل جيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل