المحتوى الرئيسى

منير ملاعب: فرق «الزفّة» شوّهت الرقص

08/10 01:10

منذ العام 1980 دخل منير ملاعب عالم المسرح وتصميم الرقص وتعليم خطواته، مؤسساً عشرات فرق الرقص في بيروت، وموقّعاً باسمه أعمالاً مسرحيّة خاصة شارك من خلالها في مهرجانات عالمية عدّة خارج لبنان. في العام 1996 أطلق ملاعب رسمياً فرقة «راجانا فيدا» كما أسس أكاديمية بالاسم نفسه في العام 2013.

يقول المسرحي ومدرب الرقص المحترف والأستاذ الجامعي منير ملاعب في حديث لـ «السفير» إن ما يميّز فرقته عن فرق الرقص اللبنانيّة «أفرادها وعناصرها وطبيعة العمل فيها، فهي فرقة هواة تقدّم فناً محترفاً، تجد فيها المحامي والطبيب والموظّف وكل هاوٍ للرقص يريد أن يسلك طريق الاحتراف، مسلحاً بشغف يقوده إلى تحقيق شيء ما في هذا العالم الرحب». يشير ملاعب إلى أنّ «راجانا فيدا» استطاعت خلال السنوات أن تكوّن جمهورًا خاصًا، يؤمن بضرورة استمرار الرقص المحترف وجعله أقرب إلى الناس.

عن المشاكل المتعدّدة التي يواجهها هذا فنّ الرقص يقول ملاعب: «نعاني حتماً من مشاكل من الناحية الإنتاجية، وغالبًا ما يكون العمل متعباً كحال معظم الفنون في بلادنا، فالدولة غائبة، وما من وعيٍ بضرورة دعم الفن على اختلاف أشكاله». يضيف ملاعب أن لبنان يعاني «أزمة رقص»، فما من معاهد للتعليم، كما أن التعلّم في المعهد بات يشكّل «برستيجاً» اجتماعياً. في سوريا على سبيل المثال تأسست معاهد عالية للرقص، وتعليم فنونه وأنواعه، توازي بأهميّتها معاهد الموسيقى، وهي خطوة لم تخطر يوماً في بال دولتنا، وهنا أشير إلى أنّ الموسيقى في لبنان ـ برغم ما تعانيه ـ ما تزال أفضل حالاً من الرقص».

أطلق مدرب الرقص المحترف على فرقته اسم «راجانا فيدا» تيمناً باسم ابنته. «البداية الرسمية كانت في العام 2013، تنقّلنا في أكثر من مكان في العاصمة اللبنانية، ورسا الخيار على مدينة عاليه في جبل لبنان، وبدعم معنوي من بلديتها، افتتحنا الأكاديمية لتعليم الباليه، والرقص اللاتيني، والكلاسيكي، والصالون، والشرقي، والتكنودبكة، والزومبا، والتمثيل، وغيرها من الفنون، مع مجموعة من الأساتذة المحترفين، ينقلون الهواة إلى مصاف المحترفين، ليعلّموا بدورهم».

يوضح ملاعب أنّ خبرته في تعليم الرقص منذ أكثر من 23 عاماً، وتجاربه السابقة والحالية في الجامعة اللبنانية وجامعة الـ AUB و LAU حفّزته لتأسيس أكاديمية رقص، مشيرًا إلى أنه «أوّل مَن وضع أبجدية للرقص في لبنان، أو بمعنى واضح «ألف باء» للرقص».

يلفت ملاعب إلى أنّ الابتعاد الكلي عن الفولكلور هو أحد الأسباب التي ساهمت في تراجع مستوى الرقص في لبنان. «خلال مشاركتي في فيلم البوسطة (إخراج فيليب عرقتنجي) تمّ إطلاق نوع جديد من الرقص تحت اسم «التكنو - دبكة» التي تجمع بين رقصتنا الفولكلورية وخطوات عصريّة وحديثة، بعدها أكملت المشوار بهذا النوع من الرقص الذي اعتبرته وسيلة تتعرّف من خلالها الأجيال الشابة إلى التراث من دون أن تنفر منه، أو تجده كلاسيكياً بالياً».

خلال لقائه مع «السفير» شنّ ملاعب هجوماً عنيفاً على فرق زفّة الأعراس، واصفاً إيّاها بالكارثة الحقيقية، لأنها أدخلت فن الرقص إلى ميدان التجارة مشوّهة ماهيّته القيّمة، كما احتكرت حفل الزفاف لنفسها، وحوّلته منصّة عرض لخطوات رقص خاطئة تفتقر إلى التقنيات الصحيحة. «إيماناً منا بأنّ هذه الفرق حرمت أهل العروسين وأصدقاءهما من الاستمتاع بالمناسبة، وحوّلتهم مجموعة من المصفقين، نحاول دوماً أن نعلّم المقرّبين من العريس والعروس خطوات رقص صحيحة ومناسبة، تجعلهم يزفونَهم بأنفسهم». وعن تجربته التمثيليّة يقول ملاعب: «تلقيت العديد من العروض بعد البوسطة، وشاركت في مسلسلين، ولكن تركيزي يبقى على الأعمال المسرحيّة التي تأخذ الكثير من وقتي، لأنني أحرص على متابعة كل تفاصيلها من الألف إلى الياء من الإخراج والموسيقى والملابس والديكور والإنتاج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل