المحتوى الرئيسى

خفايا ديبلوماسية المُصالحة: أردوغان اعتذر بالروسية

08/10 01:00

في نيسان الماضي، وفي ظل الأزمة الديبلوماسية بين أنقرة وموسكو عقب إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود التركية ـ السورية، أقنع رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار الرئيس رجب طيب أردوغان، بالدور الذي قد يلعبه رجل الأعمال التركي جويد جاغلار في إصلاح العلاقات مع موسكو، من خلال علاقات العمل والصداقة القوية التي تجمعه برئيس داغستان رمضان عبد اللطيبوف، منذ أن كان جاغلار وزير دولة في التسعينيات في حكومة رئيس الوزراء السابق سليمان دميريل، وبدوره يمتلك عبد اللطيبوف تواصلاً مباشراً مع بوتين عبر كبير مستشاريه يوري أوشاكوف.

وبعد اللقاء الذي جمع كلاً من جاغلار وآكار وأردوغان، في 30 نيسان الماضي في مدينة اسطنبول، وافق أردوغان على البدء بمحاولة إصلاح العلاقات، وكلّف المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين بالإشراف على الأمر.

وكتب كالين، رسالة الاعتذار، التي وصلت عبر جاغلار وعبد اللطيبوف إلى أوشاكوف، حيث تمّ إجراء تعديلات عدّة عليها من الطرفين خلال شهري أيار وحزيران، إلى أن اتصل سفير كازاخستان في أنقرة زانسيت تويمباييف، في 22 حزيران، بكالين لإخباره أن الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف التقى الرئيس الروسي بوتين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.

وأعلن بوتين، خلال اللقاء عن جهوزيته لقبول رسالة أردوغان، لكن الأخير كان يُريد إعادة تطبيع العلاقات، وليس إرسال رسالة اعتذار، لأن ذلك يعني اعتذاراً رسمياً من تركيا ودفعها التعويضات لمن اخترق مجالها الجوي.

في اليوم التالي، اتّصل تويمباييف بكالين مرة أخرى، مبلغاً إياه بأن نزارباييف سيلتقي بوتين في العاصمة الأوزبكية طشقند قبل انتهاء قمة مجموعة شنغهاي الاقتصادية في 24 حزيران، مُفضّلاً أن تكون الرسالة جاهزة قبل اللقاء، قائلاً: «بقليل من التعديلات يُمكن أن تنتهي الأزمة». سارع كالين لإخبار اردوغان الذي استدعى آكار إلى اجتماع عاجل بحضور كالين، وبدأوا بوضع اللمسات الأخيرة على الرسالة، بمعاونة عدد من المُترجمين الروس وديبلوماسيين من السفارة الكازاخية في أنقرة، واستبدلوا كلمتي «sorry» أو «apologize» الانكليزيتين بـ«إزفينتيا»، وهي كلمة روسية تعني «عفوا، اعذرونا»، وعبارة «مساعدة» عائلة الطيارين بدلاً من الحديث عن التعويضات.

في الثالثة من ليل 23 ـ 24 حزيران، وقّع اردوغان الرسالة، ليستقلّ كل من كالين وجاغلار الطائرة فوراً متّجهين إلى طشقند، ومباشرة إلى مقرّ القمة، حيث كان بانتظارهم نزارباييف الذي كان قد أبلغ الصحافيين أن أردوغان مستعدّ لتوجيه رسالة إلى بوتين إذا كان الرئيس الروسي مستعداً لقبولها.

وبعدما اطلع نزارباييف على الرسالة بنسختها الروسية ولاقت استحسانه، سلّمها لأوشاكوف الذي أبلغهم لاحقاً بأن بوتين «تقبّل الرسالة بإيجابية، على الرغم من أن صياغتها أقرب إلى الموقف التركي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل