المحتوى الرئيسى

الجيش السوري يطرق أبواب إدلب الغربية

08/09 17:13

خطوات متسارعة تشهدها الساحة السورية بحيث بات من الصعوبة بمكان رسم خارطة ثابتة لسير العمليات العسكرية أو التكهن بحجمها أو توقيتها أو اتجاهها فجميع الاحتمالات مشرعة في ضوء عمليات الكر والفر التي تشهدها ساحة المجابهة العسكرية ولا سيما في مدينة حلب التي تشهد أعنف الاشتباكات في معركة هي أشبه بمعركة كسر العظم بين الجيش السوري وحلفاءه من جهة وبين الفصائل المسلحة وحلفاءها من جهة أخرى حيث استطاع الجيش السوري بعد معارك عنيفة جدا من محاصرة الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون في حلب وقطع جميع خطوط الإمداد عنها الأمر الذي استنفر جميع جهود الفصائل المسلحة لفك الحصار عنها حيث أعلن القاضي الشرعي لما يسمى بجيش الفتح السعودي عبد الله المحيسني عن معركة كسر الحصار التي جيّش لها آلاف المقاتلين ومئات الانتحاريين والعربات المفخخة ومئات الآلاف من الحوريات التي تنتظر من يقتل في المعركة كما أعلن عن منح 72 حورية لكل من يقتل في عملية كسر الحصار حيث توالت الحملات المتعددة في محاولة تبدو أشبه بالانتحار العسكري شنته قوات المعارضة المسلحة على جبهة الراموسة و استطاعت هذه الفصائل بعد عدة وحاولات فاشلة إحداث خرق عسكري تمثل في السيطرة على مجمع للكليات العسكرية في الراموسة لينتقل المحيسني بعدها إلى إعلان معركة احتلال حلب بالكامل.

في مقلب آخر تشير التقديرات العسكرية إلى وجود حركة مريبة في الجبهة الجنوبية تتمثل بحشودات لقوات المعارضة قد يكون الهدف القريب منها مشاغلة الجيش السوري في الجنوب ومحاولة احتلال مدينة البعث في القنيطرة التي تشهد بين الحين والآخر عمليات قصف تشنها الفصائل المسلحة وتستهدف المدنيين فيها .

الجيش السوري أمام هذا الواقع لم يوقف سير عملياته العسكرية حيث تشير الأنباء عن استعادة الجيش السوري السيطرة على بلدة حوش نصري بالغوطة الشرقية موسعا دائرة سيطرته النارية في الغوطة الشرقية ، لكن الحدث الأهم والأبرز كان في استعادة السيطرة على بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي والعديد من البلدات المجاورة لها حيث أصبح الجيش السوري على مشارف الحدود الإدارية الغربية لمحافظة ادلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والتي باتت تعتبر العصب العسكري لها ومركز ثقلها البشري واللوجيستي نظرا لسهولة تدفق السلاح والمقاتلين من الأراضي التركية .

تحرير كنسبا وتوسيع دائرة سيطرة الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي أمر لا يمكن المرور عنده دون توقف عند أبعاده العسكرية فاقتراب الجيش السوري من حدود محافظة إدلب له دلالته الهامة والاستراتيجية التي لا يمكن التغاضي عنها للأسباب التالية :

1-إن معظم المقاتلين الذين زج بهم المحيسني في معركة كسر الحصار هم من إدلب حسب التقديرات وهذا يعني توجه أعداد كبيرة من المقاتلين إلى حلب وشغور مواقعهم في إدلب.

2-إن احتمال شن الجيش السوري هجوما باتجاه بلدات إدلب الغربية قد يدفع بالكثير من المقاتلين المعارضين إلى العودة إلى مدنهم وبالتالي حدوث هزة بالبنية العسكرية لفصائل المعارضة في حلب تسمح للجيش السوري وحلفاءه باستغلالها في شن هجوم معاكس وخاطف باتجاه المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة مؤخرا.

3-أثبت الجيش السوري قدرته على تشتيت فصائل المعارضة وقدرته على التحرك القوي في أكثر من جبهة ومباغتة هذه الفصائل في أي لحظة وتكبيدها الخسائر البشرية والعسكرية وقدرته على التمدد السريع والخاطف في أكثر من محور.

4-هنالك أكثر من رسالة روسية كان محورها إدلب سيما وبعد قيام الطائرات الروسية بقصف عنيف استهدف مدينة سراقب ومركز مدينة إدلب حيث استعرت النيران في الأماكن المستهدفة مما سيجعل الفصائل المسلحة ولا سيما جيش الفتح تعيد قراءة الخريطة العسكرية وتحد من اندفاعها تحت طائلة مواجهة القوة الروسية .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل