صور| احتفالات العذراء.. صلوات وتبريكات ولهو أطفال وتشديدات أمنية

"قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ، لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ"، رسالة ملائكيه جاءت إلى يوسف النجار تنبه بوجود خطرًا يحيط بالطفل عيسى عليه السلام، وأمه العذراء مريم، لتبدأ معها رحلة هروب العائلة المقدسة من فلسطين ولجوئها  إلى مصر  من أجل الاختفاء من بطش الملك اليهودي هيرودس.

احتمت العائلة المقدسة في مغارة بحضن جبل أسيوط الغربي ومكثت بداخلها، بعد أن تركت فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، هرباً من بطش الرومان، إذ يعد دير العذراء بقرية درنكة، من أبرز المعالم الدينية والسياحية في مصر، ويقصده آلاف الزائرين من المسلمين والمسيحيين ومصريين وأجانب كل عام في يوم 7 أغسطس.

وتستمر الزيارات حتى 21 من الشهر ذاته، في ذكري صيام العذراء، وزيارة العائلة المقدسة إلى مصر واختبائها في هذا المكان، منتظراً وصول مراكب السفن، لبدء رحلة العودة إلى فلسطين.

كما يتميز موقع دير العذراء بجبل أسيوط الغربي، بسهولة الوصول إليه، لقربة من الطريق الدائري والذي يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية، حيث يقطع الزائر مسافة الـ 3 كيلو مترات من غرب المدينة ثم يتوجه إلى قرية درنكة، ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلومتر، وفي نهايته تصل السيارة أمام أبواب الدير، كما يبلغ ارتفاع دير العذراء 120 مترا عن مستوى سطح الأرض الزراعية.

يتوافد آلاف الزائرين من المسلمين والمسيحيين، للاحتفال بذكرى لجوء العائلة المقدسة بجبل أسيوط، إذ يتزاحم الرجال والنساء، والشباب والأطفال، على المغارة التي مكثت بها السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام، وهو طفل صغير وبصحبته القديس يوسف النجار؛ يطلبون التبرك والدعاء تزامنا مع الصوم، فضلا عن أداء الصلوات والاستمتاع بالخلوات الروحية، مرددين "يا عدرا يا أم النور اظهري لينا ظهور، ويا قديسة مريم، يا معونة المحتاجين، امنحي القوة للضعفاء، عزّي الحزانى، صلّي من أجل شعب مصر".

تعد "الدورة" من أهم المراسم التي يحرص المشاركون في احتفالات صوم السيدة العذراء على حضورها والتبرك بأيقونات الدورة للسيدة مريم العذراء والمسيح عيسى عليه السلام.

ويقول القس لوقا، أحد الرهبان الأرثوذكس بكنيسة العذراء بأسيوط لـ"دوت مصر"، إنه في تمام الساعة السادسة مساءً تنطلق "الدورة" إذ يقوم بعض الشمامسة بالخروج من كنيسة المغارة، حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء وأخرى للسيد المسيح، وأمامها أطفال صغار يرتدون ملابس الشمامسة البيضاء.

وتابع: كما يظهر القساوسة والرهبان خلف الأيقونة مباشرة، مصطفين في صفين، ويأتي خلفهم شمامسة ناهجين نفس المنوال، وتعلو أصوات الترانيم والتسابيح من أفواهم، وفي نفس الوقت يتواجد بداخل الموكب"الدورة" نيافة الأنبا يؤانس مطران أسيوط، بملابس الرهبان، ويحمل صليبا في يده اليمنى، ويشير به إلى شعب الكنيسة بالسلامة والبركة والمحبة.

وأشار القس لوقا إلى قيام الآباء الكهنة بتلاوة أصعاد بخور الصلوات مع ترتيب المدائح أمام الأيقونة، خلال الاحتفال بمرور موكب "الدورة"، ثم عودة الموكب في تمام السابعة إلا ربع، إلى كنيسة المغارة، لوضع الإيقونات بداخلها.