المحتوى الرئيسى

سحر عسّاف تقدّم «الملك لير» «عاللبناني»

08/09 02:07

لا تزال «الجامعة الأميركية في بيروت» تحتفل بالعيد المئة والخمسين لـتأسيسها بمجموعة من النشاطات منها المسرحية. قرّرت إدارة الجامعة تقديم عمل مسرحي من إنتاجها بمشاركة «مبادرة العمل المسرحي في الجامعة الأميركية» وفرقة «تحويل» و «المركز الثقافي البريطاني» وفرقةThe Faction المسرحية البريطانية. تركّز «تحويل» في أعمالها المسرحية على ترجمة الأعمال العربية ونقلها إلى الجمهور الناطق باللغة الانكليزية، كما تهتمّ بالإضاءة على الأعمال المسرحية الغربية المعاصرة، وتقديمها إلى الجمهور اللبناني. وقع اختيار الجامعة على مسرحية «الملك لير» لشكسبير لإنتاجها وتقديمها ضمن برنامج احتفالاتها في كانون الأول المقبل، إلا أنّ العمل جار على قدم وساق ويشمل التفاصيل كافة.

تعلن المخرجة والأستاذة الجامعية سحر عساف، التي أسّست فرقة «تحويل» العام الماضي بمشاركة روبرت مايرز ورافي فغالي وسني عبد الباقي، أنّ اختيار «الملك لير» أتى في سياق الاحتفالات العالمية بالذكرى الأربعمئة لوفاة شكسبير. وتقول لـ «السفير»: «مسارح العالم بأسرها تحتفل بشكسبير ولبنان سيشارك في هذه الاحتفالية. المسرحية من أهم أعمال شكسبير على الإطلاق، فكلّ شخصية من الشخصيات هي «البطل». لا تكتمل مسيرة أي مسرحي من دون العمل على إحدى مسرحيات شكسبير». مضيفة: «التحدي والخوف كبيران إلا أنّ سعادتي لا توصف إذ أننا سنقدّم «الملك لير» بالعامية اللبنانية. عملت مع ندى صعب ورافي فغالي على النص، واخترنا جغرافية الأحداث في جبل لبنان. ولم يقدَّم شكسبير بالعامية اللبنانية في الماضي ما خلا ما قدّمه المخرج جلال خوري ضمن قراءات مسرحية لعدد من أعماله».

تشيرعساف إلى أنّ مسوّدة العمل الأولى انتهت، وجرت القراءة الأولى للنص، «حاولنا خلق عامية تشبهنا لا سيما أنّ نص شكسبير صعب ومثقل بالتشابيه والصور. فريق العمل راضٍ حتى اللحظة، ومستمرون في العمل على النص بغية تطويره وتقديمه بما يليق بشكسبير أمام الجمهور».

اختارت عساف مجموعة من الممثلين تجد فيهم قامات فنية مهمة في عالم المسرح بحسب تعبيرها، «أتهيّب الموقف كوني مخرجة العمل في وجود أساتذة كبار أمثال روجيه عساف الذي سيؤدي دور الملك لير، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأستاذ الممثل نقولا دانيال الذي حصلت على موافقته للمشاركة في العمل، كما حصلت على موافقة الممثلين فؤاد يمين، وبشارة عطالله، وباسل ماضي، وريهام سابق، ورافي فغالي. ما زلنا نتواصل مع مجموعة من الممثلين لاكتمال عقدهم في أقرب فرصة، إذ تبدأ التمارين في تشرين الثاني المقبل على أن تُعرض المسرحية في الأول من كانون الأول ضمن 12 عرضاً على خشبة مسرح المدينة».

تقول عساف إنها ستتولّى إخراج المسرحية إلى جانب المديرة الفنية للفرقة البريطانية The Faction، راشيل فالنتاين. «عملتُ مع الفرقة مدة خمسة أسابيع في بريطانيا ودعوتها للمشاركة في عمل مسرحي في لبنان. أؤمن بعمل الفريق لذا كانت (مبادرة العمل المسرحي في الجامعة الأميركية) وفرقة (تحويل) من منطلق إيماننا نحن المنضوين تحت هاتين المجموعتين بتشجيع المسرح أولاً وبالتبادل الثقافي من خلال الترجمة والإنتاج والعرض، وبما أنّ البريطانيين يشربون شكسبير مع الماء منذ الولادة ولا سيما العاملين في مجال المسرح والفنون، كان لا بدّ من عين وعقل بريطانيين في عملنا، فكانت مشاركة فالنتاين».

الرؤى المختلفة والمشتركة للعمل شديدة الأهمية لمحاولة الارتقاء فنياً لتقديم «الملك لير» بحلّة جديدة مع إضاءة من تصميم فؤاد حلواني وملابس من تصميم بشار عساف.

كتب شكسبير المسرحية بين 1903 و1906 وعرضت على المسرح للمرة الأولى العام 1906. تعتبر من أصعب مسرحياته وأكثرها حداثة وتمثّل قمّة نضوج شكسبير الفني. ترجمت إلى لغات عدّة، ولطالما قال النقّاد إنّها للقراءة وليست للعرض المسرحي لصعوبتها، كما قيل إنّ «هذه المسرحية لا يسعها أيّ مسرح»، ووصفها أحد النقّاد قائلاً «فيها الكثير من المعاني السياسية إذ تتعملق السلطة ويتعملق الكون إزاء الفرد. ولكن الفرد هو المحك الأخير لكل معنى. المصير، سياسياً أو تاريخياً، هو مصير الإنسان، مصير البشرية كلها، ومسرحية «الملك لير» تناقش هذا المصير».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل