المحتوى الرئيسى

جيمس زغبي يكتب: فلسطين في الانتخابات الأمريكية | المصري اليوم

08/08 23:27

إذا أردتم معرفة لماذا تفشل الولايات المتحدة بهذا الشكل البائس في جهودها لتحقيق سلام فلسطينى «إسرائيلى»، فإن كل ما تحتاجون إليه هو أن تلقوا نظرة على مزيج السياسة السيئة ومسار العمل السياسى السيئ الذي تجدونه في الفصول المتعلقة بفلسطين/ «إسرائيل» في البرنامجين الانتخابيين لكل من الحزبين الجمهورى والديمقراطى. البرنامج الجمهورى- بصورة خاصة- مبالغ فيه، وحتى شاذ، فهو يجد فرصاً للإشارة إلى «إسرائيل» في خمسة فصول مختلفة:

■ يشير إلى «إسرائيل» باعتبارها «منارة ديمقراطية وإنسانية».

■ يزعم أن «دعم «إسرائيل» هو «تعبير عن المبادئ الأساسية الأمريكية».

■ يعترف بأن «القدس هي العاصمة الأبدية غير القابلة للتجزئة للدولة اليهودية»، ويدعو بالتالى إلى نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.

■ يصف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على «إسرائيل» (أو باختصار حركة المقاطعة) بأنها «معادية للسامية».

■ يرفض ما يصفه بـ«المفهوم الخاطئ» القائل إن «إسرائيل قوة احتلال» ويدعو إلى «وقف فورى لكل تمويل أمريكى» إلى الكيانات التي تعترف بالفلسطينيين كـ«دولة عضو» (فى المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية). وحيث إن البرنامج الانتخابى للحزب الجمهورى يرفض بصورة محددة أي إشارة إلى دولتين أو إلى الاعتراف بالفلسطينيين كشعب، فإن المرة الوحيدة التي يذكر فيها البرنامج الفلسطينيين بالاسم جاءت في إطار قطع التمويل الأمريكى المقترح عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغير المناخى.

أما البرنامج الانتخابى الديمقراطى فهو أقل حدة وأكثر اتزاناً فيما يتعلق بمسألة فلسطين/ «إسرائيل». ومع ذلك، فهو يكيل مديحاً مفرطاً وغير مبرر لـ«إسرائيل»، ويدَّعِى «أن إسرائيل قوية وآمنة، هي حيوية للولايات المتحدة لأننا نتقاسم مصالح استراتيجية حيوية وقيماً مشتركة من الديمقراطية، والمساواة، والتسامح، والتعددية». ويقول البرنامج أيضاً إن الديمقراطيين «يعارضون أي مجهود لنزع الشرعية عن (إسرائيل)، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو من خلال حركة المقاطعة».

وفيما يتعلق بالقدس، فإن البرنامج يعرض صيغة متناقضة: فهو يعترف بأن القدس «مسألة تتعلق بمفاوضات الوضع النهائى»، ولكنه في الوقت ذاته يشدد على أن المدينة «يجب أن تبقى عاصمة (إسرائيل) ومدينة غير مجزأة ومفتوحة أمام أتباع جميع الديانات».

وأخيراً، بينما رفض الديمقراطيون تضمين البرنامج إشارة إلى الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال والاستيطان غير المشروع (بدعوى أن مثل هذه الإشارة تحسم مسبقاً مسائل يجب أن تتقرر في المفاوضات)، إلا أنهم تعهدوا مع ذلك بـ«مواصلة العمل باتجاه حل دولتين عن طريق مفاوضات مباشرة بين الطرفين تضمن مستقبل (إسرائيل) كدولة يهودية آمنة وديمقراطية ضمن حدود معترف بها، وتضمن للفلسطينيين استقلالاً، وسيادة، وكرامة».

من الواضح أن الجمهوريين، بتبنيهم مقاربة للصراع الفلسطينى «الإسرائيلى» تتوافق مع خط بنيامين نتنياهو، إنما يشجعون انحراف «إسرائيل» الخطر نحو اليمين، كما يشجعون كلاً من المتطرفين «الإسرائيليين» والمتشددين الفلسطينيين.

من جهتهم، صاغ الديمقراطيون برنامجهم وهم تحت تأثير واحد من أصحاب المليارات في صفوفهم، هو حاييم صبان (الأمريكى الإسرائيلى، المعادى بقوة لحركة المقاطعة، والذى حصل على تعهد خطى من هيلارى كلينتون بالتصدى لحركة المقاطعة). كما أن الديمقراطيين صاغوا برنامجهم تحت هاجس تخوف واهم من «خسارة أصوات» (هذه شيفرة تعنى الأصوات اليهودية).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل