"استيطان جديد".. تل أبيب تشترط تعليم مناهجها لترميم مدارس فلسطين.. "الدستور" ترصد 12 محطة في رحلة إسرائيل لـ"تهويد القدس"
يُسجل التاريخ عبر السنوات مشاهد ومحطات عدة، في رحلة تهويد القدس الفلسطينية، ونشر الاستيطان الإسرائيلي في ربوع غزة والضفة الغربية، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بقرارات قد تبدو في ظاهرها طبيعية لأي مُستعمر يتحكم في مفاصل دولة غير دولته، ألا أنها في باطنها تكشف عن أطماع إسرائيلية دفينة.
حلقة أخرى، في مسلسل تهود القدس، قادته قوات الاحتلال، عبر شرط وضعته السلطات الإسرائيلية، أمس الأحد، لترميم مدارس فلسطين المحتلة، وإمدادها بالمساعدات المادية لها، بضرورة أن يتم تدريس مناهجها الإسرائيلية المليئة بالمُغالطات التاريخية على المدارس الفلسطينية.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال، قررت عدم تقديم أي مساعدة في ترميم المدارس والمعاهد بمدينة القدس، طالما لم تعتمد هذه المؤسسات على المنهج التعليمي الإسرائيلى، الذي يحوي تاريخ دولة الاحتلال المزعومة.
ووضعت وزارة شؤون القدس الإسرائيلية، هذه الشرط الإجباري لكل مؤسسة تعليمية ترغب في الحصول على الدعم المالي، لتحسين أوضاعها، على الرغم من وجود تقارير تؤكد حاجة المؤسسات التعليمية في القدس إلى الترميم والإهتمام.
وأضافت أن الشرط الأبرز والأهم في هذا الإطار، هو أن تعتمد المؤسسات التعليمية على المناهج الإسرائيلية بدل من الفلسطينية، وستوفر وزارة شئون القدس تمويلًا خاصًا قيمته 20 مليون شيكل، لعدد من المدارس الفلسطينية، التي تقوم بتدريس المناهج الإسرائيلية.
وكالمتوقع، جاء الرفض من جانب وزراة التربية والتعليم الفلسطينية بالضفة الغربية، التي أعلنت إنها ترفض محاولات المقايضة الإسرائيلية، داعية إلى إحباط محاولات تهويد القدس، معلنة التزامها بتدريس المنهج الفلسطيني.
ويحفل التاريخ الإسرائيلي في فلسطين الذي بدأ عام 1948، بأشكال توسيعية إسرائيلية على أراضي فلسطين، ورغم هذه المحاولات المُضينة لم يستطع المحتلون الإسرائيليون وفقًا للكثير من الإحصائيات عام 2014، السيطرة إلا على نسبة تقارب الـ 20% من مساحة القدس القديمة، في حين أن الـ 80% الباقية هي ملكية فلسطينية.
خلال عام 1967، بدأت إسرائيل أولى محاولاتها لتهويد القدس، بعدما دخل الجنرال الإسرائيلي "موردخ إيجور" المسجد الأقصى المُبارك هو وجنوده، ورفعوا العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، ومنعوا المُصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه، وأغلقوه على مدى أسبوع كامل.
وخطب وقتها "إيجور" قائلًا: "لقد أعدنا توحيد وتهويد المدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قدسية، عدنا ولن نبرحها أبدًا".
ولنشر الاستيطان الإسرائيلي في ربوع فلسطين، أصدرت السلطات الإسرائيلية قرار عام 1968، بمصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس المحتلة وامتلاكها؛ بدعوى أنها أراضي دولة رغم وجود أصحابها ومالكيها الأصليين، وشمل القرار 3345 دونمًا من الأراضي الفلسطينية.
ومن خلال اللعب على وتر الأديان، ليكون التهويد شاملًا، افتتحت إسرائيل كنيسًا يهوديًا جديدًا عام 1970، تحت المسجد الأقصى يتكون من طبقتين، الأولى مصلى للنساء، والآخرة مصلى للرجال تُقام فيه الصلاة، وأوضحت أنه مواز لقبة الصخرة المشرفة، وهو على مسافة 97 مترًا من مركز القبة.
"لليهود حق في الصلاة داخل الحرم"، عام 1976، قضت المحكمة المركزية الإسرائيلية بهذا الحكم، وهو نفس ما قرره وزير الشؤون الدينية "إسحاق رافائيل" عندما قال: "إن الصلاة في منطقة الحرم هي مسألة تتعلق بالشريعة اليهودية، وهي ليست من اختصاصي".
وجاءت الصاعقة الكبرى، خلال عام 1980، حينما أعلنت إسرائيل ضم القدس المُحتلة إليها، وزعمت أنها أصبحت عاصمة مُوحدة لما يُسمى دولة سرائيل.
وانتشر خلال الأعوام التالية، وتحديدًا في عامي 1983 و1984، حركات متطرفة إسرائيلية، تهدف إلى إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى، إلى جانب اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد، يُعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها أثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف.
وخلال عام 1993، بدأت مرحلة أخرى من تهويد القدس؛ عن طريق رسم حدود جديدة لمدينة "القدس الكبرى"، وتشمل أراضي تبلغ مساحتها 600 كم، وهو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية لتبدأ حلقة جديدة من إقامة مستوطنات خارج حدود المدينة.
"جدار الفصل العنصري" كانت حيلة التهويد التي اعتمدت عليها إسرائيل، خلال عام 2002، والذي بدأ انشاؤه في عهد حكومة "أرئيل شارون"، وصرحت وقتها الحكومة الإسرائيلية آنذاك، بأن السياج الأمني، يتم بناؤه بهدف إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين، ألا أنه ابتعل مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين.
وفي عام 2012، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولات لنزع الأراضي من المواطنين الفلسطينيين، بنصب العديد من القبور الوهمية التي وصلت إلى حد 50 قبرًا على مساحة 20 دونمًا من أراضيهم في المنطقة الشمالية لبلدة سلوان.
وكان عام 2013، مختلفًا بعض الشيء، حيث شهد ارتفاع وتيرة بناء المستوطنات؛ وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإقرار بناء نحو 18000 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.
Comments