إكيهيتو.. إمبراطور ياباني يريد تسليم السلطة ويمنعه الدستور
أعلن إمبراطور اليابان إكيهيتو، الذي يبلغ من العمر 82 عاما، في خطاب له يوم الإثنين، أنه يشعر بالقلق على قدرته لمواصلة القيام بواجباته، ملمحا بذلك إلى أنه ينتظر إدخال تعديلات على القوانين التي تلزمه بالبقاء على العرش حتى وفاته.
وفي كلمة تلفزيونية نادرة، قال إمبراطور اليابان: "عندما أرى حالتي تتراجع تدريجيا أشعر بالقلق من الصعوبة في أداء وظائفي كرمز للدولة"، مشيرا إلى سنه وضرورة أداء واجباته بالكامل.
وأكد إكيهيتو أنه يعبر عن أفكاره لأنه من المستحيل أن "يدلي بتعليقات محددة على النظام الإمبراطوري"، لذلك لم يلفظ الإمبراطور عبارة "تنازل عن العرش" لأن الدستور يمنعه من ذلك.
وانتقد ضمنا نظام الملكية القائم حاليا. وقال: "أعتقد أنه ليس من الممكن الاستمرار في تخفيف أعباء الإمبراطور باستمرار"، لأن ذلك سيفضي في نهاية المطاف إلى بقاء إمبراطور أفرغ دوره من مضمونه، مؤكدا أنه يريد تجنب ذلك، راغبا في تسليم مهامه إلى شخص آخر.
ولد أكيهيتو في 23 ديسمبر 1933 بينما كانت اليابان في أوج حملاتها العسكرية في آسيا، وقد كان في الـ11 من العمر عندما نزعت صفة الألوهية عن والده بعد الاستسلام الياباني في أغسطس 1945.
وعندما اعتلى العرش خلفا له في 1989، التزام الإمبراطور بتواضع وحكمة "وظائف تمثيل الدولة" بصفته "رمز الأمة ووحدة الشعب"، كما ينص عليه الدستور السلمي لما بعد الحرب الذي يحرم الإمبراطور من "سلطات الحكم"، وقد سعى لأن يكون أقرب إلى الشعب وهو يتمتع باحترام غالبية اليابانيين.
وأكيهيتو المتحفظ بطبيعته والملزم بموجب الدستور عدم الخوض في الأمور السياسية، تمكن من توسيع هذه الحدود وتمرير بعض آرائه بمهارة خلال ثلاثة عقود من حكم سمي "هيسي" أي "استكمال السلام".
وكتب ماساياسو هوساكا، الذي ألف كتابا عن أكيهيتو ووالده هيروهيتو، أن الرجل الذي رفض عبادة الإمبراطور أو تمجيده "لا يؤمن بنزعة قومية غير متسامحة"، مضيفاً "لا أعتقد أننا عرفنا إمبراطورا على هذه الدرجة من النزاهة والإنسانية".
وكان أحدث أثرا كبيرا عندما عبر عن "ندم عميق" للأعمال التي ارتكبتها اليابان في القرن العشرين بينما كانت حكومة شينزو تعزز صلاحيات القوات المسلحة.
وطوال حكمه، سعى إلى تضميد الجروح التي خلفتها الحرب عبر زيارات إلى مواقع ارتكب فيها الجيش الياباني تجاوزات، من الصين إلى الفيليبين مرورا بجزيرتي سايبان وبالاوس مع زوجته ميشيكو.
وحتى قبل أن يعتلي العرش، خرق التقاليد بزواجه في 1959 من ميشيكو شودا التي تنتمي إلى عامة الشعب، وهي ابنة تاجر حبوب التقاها في ناد لكرة المضرب وكانت تدرس في مدرسة للكاثوليك في طوكيو.
وبموجب التقاليد اليابانية، فصل أكيهيتو في سن الثالثة عن والديه الإمبراطور هيروهيتو والإمبراطورة ناجاكو وعاش "حزينا وفي عزلة"، كما قالت الأمريكية اليزابيث جراي فاينينج التي كانت مدرسته بعد الحرب.
وبعد ذلك، درس أكيهيتو، الذي كان يهوى علم النبات وعلم الحياة البحرية والسمك ويتابع باهتمام كبير قضايا الطاقة والبيئة، العلوم السياسية في جامعة جاكوشين اليابانية العريقة.
وقال كينيث روف الخبير في الشؤون اليابانية في جامعة بورتلاند إن "أهم إرث سيتركه أكيهيتو وميشيكو هو استخدام مزايا هيبتهما الإمبراطورية في خدمة أعضاء أقل شأنا في المجتمع الياباني".
وعلى مر السنين وبسبب مشاكل صحية، طرح أكيهيتو تساؤلات عن مستقبله، إذ قال إكيهيتو إنه يحدث "من حين لآخر أن يتساءل ما إذا كان يمكنه تجنب مثل هذا الوضع" الذي تواجه البلاد فيه وفاة إمبراطورها لأن الحداد وكل الأحداث المرتبطة بالوفاة قاسية جدا.
وبذلك عبر الإمبراطور الذي يعتلي العرش منذ 27 عاما، عن رغبته في إدخال تعديلات على النظام الإمبراطوري كي يصبح بمقدوره أن ينقل "في حياته" مسؤولياته إلى ابنه البكر ولي العهد ناروهيتو.
وقبل أيام قال موتوتسوجو أكاشي رفيق الإمبراطور في سنين الشباب والذي يلتقيه باستمرار، لشبكة "إن إن إن" (نيبن نيوز نيتوورك) التلفزيونية اليابانية، إن"الإمبراطور يفضل على الأرجح الاستمرار في منصبه، لكن طباعه وإدراكه للمسؤوليات الملقاة على عاتقه يجعلانه يخشى ارتكاب أخطاء والتسبب بمشاكل، وهذا الأمر يقلقه كثيرا".
فيما قال رئيس الوزراء شينزو آبي بعد خطاب الإمبراطور: "نأخذ على محمل الجد تصريحات جلالة الإمبراطور ويجب علينا التفكير بها جديا".
لماذا لا يمكن للإمبراطور التخلي عن العرش؟
Comments