المحتوى الرئيسى

عمر طاهر يقدم "كتالوج الشخصية الزملكاوية" في 22 نقطة

08/08 17:25

نشر الكاتب الصحفي عمر طاهر، جزء من كتابه زملكاوي بعنوان "كتالوج الشخصية الزملكاوية"، بمناسبة مبارة الأهلي والزمالك التي تقام اليوم الاثنين بالدور النهائي لمسابقة كأس مصر باستاد برج العرب بالإسكندرية، في الثامنة والنصف مساءً.

(1) الزملكاوى.. يحتل غالبا مركزا متميزا فى عائلته أصغر الأبناء أو أكبرهم، هو أكثرهم تعليما أو أكثرهم تزويغا من التعليم، أكثرهم شهرة وثراء أو أفقرهم حالا، أطولهم أو أقلهم حجما، "بربانط" فى الكلام، أو يعانى من لثغة ما.. لكن الأكيد أنه ميزان قلب أسرته ومركز مشاعرها، معروف بأنه أكثر من يتحمل غباوات أفراد عائلته ويصبر عليهم كثيرا ولا يبخل عليهم بالنصيحة وهو جهة معتمدة فى أى قرار مصيرى يخص العائلة.

(2) عاطفى بالفطرة ينحاز للبسطاء والفقراء، سريع الغضب سريع التسامح، ولكى يسامحك يجب أن تختفى من حياته لفترة حتى يسمح لك هو بالعودة، وقتها ستجده يستقبلك بشكل سيجعلك تضرب نفسك 100 جزمة علشان زعلته، وعموما عقابه خصام لكنه لا يعرف القطيعة أبدا.

(3) عنيد كطفل لمض، صوته عالٍ فى الحق، لا يتحمل التأنيب لذلك يفضل أن يعترف بالخطأ، متمرد بطبعه وثورى ومنفعل لكنه ينتقى المشكلات التى يتورط فيها، يتفادى المشكلات التى تخص كرامته أو صورته أمام الآخرين، من النوع اللى يكتم فى نفسه كثيرا، دموعه تخصه هو فقط تنهمر دموعه كثيرا لكن بمنأى عن العيون.

(4) متوحّد بطبعه يتحدث إلى نفسه كثيرا، لأن نفسه هى الوحيدة التى تقدم له الإجابات المقنعة، كثير الشك والتأمل ويحفل دماغه بعدد غير قليل من السكان يملؤون عقله بالأفكار والمناظرات والندوات المفتوحة 24 ساعة، يكفى فقط أن يفتح عينيه فور استيقاظه فتدور ماكينات مخه بأقصى طاقاتها، مبتكر وصاحب عقلية بها مسحة جنون محببة إلى النفس، يبدو متشائما، لكن الحقيقة هو واقعى يفترض الأسوأ حتى يكون مستعدا له.

(5) يكره أمناء الشرطة وسائقى الميكروباص بالفطرة ويرتفع ضغط دمه فى كل مرة يتعامل فيها مع شخص صاحب سلطة وبداخله يقين أنه "مالوش فيها"، يركبه 60 ألف عفريت إذا شم رائحة الظلم، وتتغير كيمياء جسمه إذا ما التقى فى طريقه بوقاحة أو قبح ما.

(6) يبدو محبا للأضواء والشهرة والنجاح، فى الحقيقة هو مؤهل لها ولكن ما يحركه باتجاهها دائما شعوره بأنه متميز بقدر ما عن الآخرين، يعتمد على هذا الشعور فى مواصلة حياته، سيتوقف قلبه إذا شعر أنه شخص عادى، ويبذل كل ما بوسعه حتى يحافظ على تميزه حتى لو كان "منجد أفرنجى".

(7) ينفسن كالآخرين لكنه يترجم النفسنة إلى عمل، يذوب عشقا فى منافسيه الموهوبين ويرتبك بشدة إذا ما نافسه شخص عديم أو متوسط الموهبة.

(8) مُعقد قليلا ويصعب إرضاؤه، فهو يتظاهر بأنه غير مهتم بالاحتفال بيوم عيد ميلاده ولا يروج له، فى الوقت نفسه قد يلومك إذا كنت مقربا منه ونسيت هذا اليوم، وسيظل أسير محبتك لو تذكرته مرة واحدة فى عمرك.

(9) من أنصار جميع نظريات الحب "الحب الأول والحب بالعِشرة والحب من أول نظرة والحب من طرف واحد"، فتاة أحلامه ليست أجمل من مرت به فى حياته لكنها الوحيدة القادرة على انتزاع ضحكاته بطيبتها وفطرتها المصرية.. يزداد هوسه بفتاة أحلامه كلما كانت أقرب إلى التلقائية.. تزوغ عينه أحيانا بحكم جينات الذكورة لكنه أرق كثيرا من أن يخون من تعلق قلبه بها.

(10) غيور كسلعوة "ضريبة كيميا".. يتجلى غباؤه بوضوح فى هذه الجزئية، عندما يشعر بالغيرة تعمل كل أعضاء جسمه بكفاءة عالية ما عدا عقله الذى يسيطر عليه فى هذه الحالة ظلام أقوى من الظلام الذى قد يصيب البلد إذا أنزلت سكينة السد العالى.

(11) فاشل فى تكوين ثروة لأن اللى فى جيبه مش ليه، من النوع الذى يتنصب عليه بمزاجه، وهو زبون لُقطة فى كل مكان يضع فيه قدميه ليس لأنه مغفل لكن لأنه يستمتع بمشاهدة أى شخص وهو عامل نفسه أنصح واحد فى العالم.

(12) كان طفلا يُنفق مصروفه فى كل ما لا يرضى والديه، يحب أن يقتنى أشياء تجلب له سخرية أهل المنزل، وتلقيح ابن العم الغلس، يفكر كثيرا إذا كانت النقود التى فى حوزته تكفى لدفع بقشيش قبل أن يفكر إن كانت ستكفى لدفع الفاتورة أصلا، يهتم بالمال فى فترة متأخرة من عمره، يهتم بوجوده وإن لم تتغير طرق إنفاقه، عموما هو رومانسى فى تقديره لما يمتلكه من أموال على طريقة "معانا ريال معانا ريال".

(13) هو من المتميزين فى عمله لكن علاقته بالصدارة متذبذبة، فهو لا يؤمن بنظرية أن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها.. هو يؤمن أن الوصول إلى القمة كل فترة هو الأصعب منهما، قيادى ديكتاتور يقود من يعملون حوله إلى الجنون، لكن العمل بصحبته متعة لعشاق المهنة أيا كانت، نمطى جدا فى عمله لكنه سريع الملل.. ومخلص له بشدة لكنه يود لو أن يغير الكاريير كل فترة.. صاحب أفكار عظيمة لكنه لا يبخل على الآخرين كل فترة بتقديم أفكار ساذجة.. يقلل من أهمية ما يراه الآخرون عبقرية منه، ويدافع باستماتة عما يراه الآخرون بعيدا عن مستواه، يمتلك مقياسا للنجاح يختلف تماما عن المقياس الذى يعترف به معظم الناس، والغريب أنه ينجح فى إقناع البعض به أحيانا.

(14) له إضافة ما فى عمله.. بالنسبة لمبيضى المحارة ستجد أن مخترع الكرانيش زملكاوى، بالنسبة للمدرسين ستجد أن مخترع فكرة الامتحان المفاجئ زملكاوى، بالنسبة لسواقين التاكسى ستجد أول من وضع مروحة صغيرة فوق التابلوه زملكاوى، بالنسبة لمخرجى السينما ستجد أول مخرج قال: إن مشهد فوران كنكة البن على النار يعنى حدوث معاشرة جنسية زملكاوى، بالنسبة لمهندسى الكمبيوتر ستجد مخترع الماوس أو الكيبورد الويرلس زملكاوى، بالنسبة لرجال السياسة ستجد مخترع فكرة استخدام الحبر الفوسفورى فى الانتخابات زملكاوى، بالنسبة للمطربين.. عمرو دياب زملكاوى.

(15) يختار أصدقاءه كقبطان سفينة أعمى يسير فى البحر بقلبه، يرتاح أو لا يرتاح تلك هى المسألة، حكمه النهائى على الأصدقاء مؤجل حتى موقف يُظهر ما خفى من نفسية الصديق، عقابه للأصدقاء أقسى من عقابه لابن البواب الذى سرق كاسيت السيارة، يرى نفسه ملكا لأصدقائه ويطالبهم بالمثل، أكثر صديق يرتاح له هو الصديق الذى يقدر على تبادل السباب معه، والأقرب إلى قلبه هو الذى يتحمل أن يخاطبه بصيغة الأنثى "إنتِ مختفية فين يا حبيبتى بقالك يومين؟".

(16) يختار نجومه فى كل مجال بناء على وجهة نظره الخاصة جدا، يرى النجوم أصحاب الجماهيرية الطاغية ليسوا فى حاجة إليه، فيبدأ فى البحث عن نجوم جدد يمنحهم شرف اهتمامه بهم، هو عادة يمنح قلبه دائما للنجوم الذين يمكن اعتبار محبته لهم دليلا على التميز، بداية من عميد الموال العربى عبده الإسكندرانى مرورا بمحمد منير وجيفارا وبوب مارلى نهاية بعم أحمد الرجل الأمى الحكيم صاحب المقهى الصغير فى إحدى حارات وسط المدينة، يعشق اكتشاف النجوم الجدد وإرشاد الناس إليهم، سيرشدك دائما إلى كتاب جديد أو أغنية أو فيلم أو حتى كليب على اليوتيوب ليظل دائما صاحب فضل عليك، إياك أن تقلل من أهمية اكتشافه لأنه سيظل يطاردك طول عمرك حتى تقتنع بوجهة نظره.

(17) تعصبه لناديه يجعله صاحب وجهات نظر تستحق التأمل، فهو يؤمن بزملكاوية "جنكيز خان" الفاتح المغولى الذى بدأ جنديا عاديا، ثم شقَّ طريقه نحو الانتصارات المتتالية التى جعلت العالم وقتها كله يصرخ: «جنكيز خان قادم» حتى وصل إلى قلب أوروبا، ويقال إنه قد وصل إليها قادمًا من المركز الثالث عشر، ويؤمن بزملكاوية "فاسكو داجاما" مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، ويقال إنه أول من طبق طريقة 4-4-2 للوصول إلى الهدف، يؤمن أن "يورى جاجارين" رائد الفضاء الروسى، أول إنسان وضع قدميه على سطح القمر، زملكاوى؛ لأنه على الرغم من إنجازه العظيم لقى مصرعه فى أثناء قيادة طائرة شراعية صغيرة، تماما كأن يفوز الزمالك ببطولة الدورى ويخرج من مسابقة الكأس على يد "بنى عبيد"، يؤمن بزملكاوية الفيلسوف اليونانى القديم "يوجين" الذى كان يسير فى شوارع أثينا حاملا بيده مصباحًا فى وضح النهار.. فلما سأله الناس عن السبب قال: إننى أبحث عن إنسان.. "يقال: إنه كان يبحث عن باك شمال"، يؤمن بزملكاوية يوليوس قيصر أول أباطرة الرومان، والذى اغتيل من قبَل أعضاء مجلس الشيوخ الذين تآمروا عليه، وانهالوا عليه طعنًا بخناجرهم حتى سقط صريعًا.. ويقال إن مجلس الشيوخ الرومانى بعد أن استقر فى مصر باحتلالها كان الإرهاصة الأولى لاتحاد الكرة، ويؤمن أن ألكسندر فلمنج، مخترع البنسلين كان زملكاويا، وكان يبحث عن علاج من مرض السكر الذى داهمه بسبب تشجيع الفريق، ويقال إنه كان يبحث عن علاج يشفيه من تشجيع الزمالك أصلا، لكنه اكتفى بعلاج السكر، وفرح لأنه لن يشفى من الزمالك، ولكنه سيشفى من الأعراض الجانبية لتشجيعه، وقد مات بعدها فلمنج بأسابيع بانفجار فى المخ.

(18) يرى البروليتاريا: طبقة العمال.. مصدر دخلهم بيع ما يملكون من قوة العمل، وتتحمل هذه الفئة أعباء المجتمع دون أى مميزات إضافية "عندك إبراهيم صلاح ومحمد عبد الشافى كنموذج"، ومرض التوحُّد: مرض نفسى ظهر مؤخرا.. أبرز المصابين به أيمن حفنى، من أعراض المرض أن يتوحد اللاعب مع الكرة، ويجرى بها مسافات طويلة وهو باصص فى الأرض وغير مدرك لوجود الآخرين من حوله، ويرى الخروج الآمن: لا يحدث إلا فى الزمالك فقط، يتم تغيير اللاعب فيخرج، ويتجه إلى دكة البدلاء بسلام دون أن يشوح للمدرب أو أن يشوط الآيس بوكس بمنتهى الغل، يرى الحب الأعمى: أن يكون مغرمًا بشيكا على الرغم من أنه لم يشاهده مرة واحدة طيلة حياته يتسلم بفانلة الزمالك درع الدورى أو حتى ميدالية تذكارية، بينما الشفافية: أن يسأل المذيع كابتن حسام حسن عن التغييرات التى أجراها خلال المباراة، فيرد الكابتن حسام، قائلا: "أنا حر"، أما الفوضى الخلّاقة: أن يكون الشخص الوحيد المهتم بعمل كتاب عن نادى الزمالك فى المئوية كاتبًا ساخرًا.

(19) الأمراض التى يعانى منها غالبا لها علاقة بحالته النفسية، آلام المعدة التى لا يجد لها تفسيرا هى غالبا قولون عصبى، والصداع النصفى هو ارتفاع مؤقت فى ضغط الدم نتيجة توتر ما، والدوخة هى ارتفاع لحظى فى نسبة السكر بعد ماتش 3-3 الشهير، يلاحظ زيادة فى سرعة ضربات قلبه قبل بداية أى مباراة لفريقه، ويشعر بسكاكين فى كتفه وحموضة مرتفعة، غالبًا هى أعراض كاذبة لذبحة صدرية نتيجة متابعته كليبات كروية من إخراج محمد نصر.

لا يحب أن يورط نفسه فى أية مشكلات وهذا ليس جُبنا لكنها طبيعة من يرتاح للون الأبيض، ومع ذلك فهو يدفع أحيانا ثمنا فادحا لحماسه أو لسوء فهم الآخرين له، يرى أنه غير المطالب بالاعتذار لو أُسىء فهمه.. يراها مشكلتك أنت وأنت المطالب بحلها، فهو من وجهة نظره كتاب مفتوح ستصبح أنت المطالب بتقديم الاعتذار إذا كنت لا تجيد القراءة.

(20) يختار ملابسه بعناية ويراعى الموضة فى حدود إمكانياته لكنه أبعد ما يكون عن البهرجة أو الاستعراض أو الشغف بفكرة النيولوك "أستثنى عمرو دياب من هذه الجزئية"، له لمسات تميزه دائما فى ما يتعلق بالأناقة.. هو مكتشف التلفيحة السيناوى وتوكة الحزام المربعة والمسبحة التى تلتف حول الرقبة تحت القميص، هو أول من ارتدى الساعة فى اليد اليمنى، وأول من تجرأ على دخول الشهر العقارى بالبانتاكور عادى، لا يحب أن يلفت نظر العامة والدهماء لكنه يفضل أن يلفت نظر المشهود لهم بالرقى والأناقة، باختصار.. بساطته فى اختيار الملابس هى الفانلة البيضاء ولمسته المتميزة هى الخطان الأحمران.

(21) عشوائى لكنه يجيد تنظيم هذه العشوائية ويجعل لها طعما جذابا، أحسن واحد يعمل جداول مذاكرة ولا يسير عليها، يكره الأشخاص النموذجيين بلا طعم بداية من زميله اللى كان بيطلع الأول على الفصل، مرورًا بابن جيله الذى استطاع أن يشترى فيلا فى زايد وسيارة ويلحق أولاده بمدارس أجنبية، ويعمل طبيب نساء وتوليد فى مستشفى خاص، ويمتلك ايفون 6 واشتراك "أوربيت" ويشجع النادى الأهلى، نهايةً بخدمة العملاء فى شركات المحمول.

(22) فى الشارع هو الشخص الذى يتوقف أمام كل فرشة جرائد ليقرأ العناوين التى سبق أن قرأها فى الفرشة السابقة، فى المترو هو الشخص الحريص على أن ينزوى فى آخر العربة، فى الأفراح هو آخر من يرقص، فى الجنازات يعتريه خجل حقيقى ويدقق التفكير فى كل إيماءة أو لفتة قد تصدر منه.

وفى السوبر ماركت يظل فترة طويلة واقفًا فى صمت حتى تسأله عن طلباته، فى أعياد الميلاد هو الشخص الذى يحرص على أن يكون الورد رفيقًا لهديته، فى التاكسى لا يعترض على ما يسمع إليه السائق لكنه يتعايش معه باستمتاع أيًّا كان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل