المحتوى الرئيسى

«مشروع ليلى» في جبيل.. المخاطرة التي نجحت

08/08 01:35

قبل ست سنوات، وقف أعضاء فرقة «مشروع ليلى» على خشبة مسرح «مهرجانات بيبلوس الدولية» ليقدموا أولى عروضهم الدولية. كانت تلك أول خطوة للفرقة على طريق النجاح غير المسبوق لفرقة موسيقية غير اعتيادية. يومها انتقد كثيرون إدارة مهرجانات جبيل على هذه المخاطرة، لكن المهرجانات نجحت في تكريس هذه الفرقة اللبنانية كفرقة يحسب لها حسابات مختلفة عند استضافتها.

مهرجانات جبيل عادت واستضافت مرة جديدة هذا العام «مشروع ليلى»، فكانت أمسية الجمعة، موسيقية باهرة بكل ما تحمله الفرقة من تجدد مخيف يفوق توقعات جمهورها، وهكذا نستطيع القول إن «مهرجانات بيبلوس» تكرّس نفسها عاماً بعد عام مهرجاناً موسيقياً لبنانياً أولاً بكل خياراتها الشبابية والكلاسيكية والعربية والعالمية، عدا عن أننا في كل أمسية نشهد على حسن التنظيم من لحظة الوصول إلى مدينة جبيل حتى جلوسنا على مقاعدنا فوق المياه الجبيلية.

إذاً وقف حامد سنو (غناء) وهايغ بابازيان (كمان) وفراس أبو فخر (غيتار وكيبورد) وكارل جرجس (درامز) وإبراهيم بدر (باص) مجدداً على مسرح بيبلوس، وانتظرهم مئات اللبنانيين ليغنوا معهم كل جديد وقديم. اللافت كان وجود حضور في الحفل من فئات عمرية مختلفة، والمضحك كان السؤال بين الجمهور، إن كانت الفرقة تؤدي باللغة العربية، فجمهور «مشروع ليلى» يزداد مع كل إطلالة، لكن حتى من لا يفهم كلمات أغاني الفرقة كان حتماً يستمتع بموسيقى الروك التجددية الرائعة.

افتتحت الفرقة أمسيتها بأغنية «ابن الليل» بكل ما تحمله من معانٍ وأفكار «مشروع ليلى» الخاصة، ثم تابعت الفرقة الغناء والعرض الباهر على مدى ما يقارب الساعتين مؤدين من ألبوماتهم الأربعة كل ما أحبه الجمهور من «ريبرتوارهم»، «فساتين» كانت حاضرة، غنّى سنّو من أغاني الألبوم الأول الذي حمل اسم الفرقة (2008) مروراً بالألبوم الثاني «الحلّ رومنسي» (2011) فالثالث «رقصوك» (2013).

جرأة الفرقة واضحة ليس فقط في كلمات الأغاني التي تظهر مسائل الحب والوطن والحزن وحتى المشاكل الاجتماعية اللبنانية اليومية بشكل خاص، بل أيضاً في كلّ مقدمة يقولها سنو بين كل أغنية وأغنية، ففيما حاول تعريف بعض الأغاني بلغة ثقافية اعتيادية ليقول إنها تعبر عن التغيير الجندري والعلاقات العاطفية، عاد ليقول إنها «بكل بساطة هي عن العلاقات المثلية وشاب يريد إقامة علاقة مع شاب آخر، من دون فلسفة». كلام لا يعجب كثيرين ولكن جمهور «مشروع ليلى» أتوا لسماع كلّ ذلك الاختلاف الذين يبحثون عنه في أغاني الفرقة والكلمات الجديدة. موسيقى فرقة «مشروع ليلى» يحسب لها فعلاً على الصعيد العربي وحتى العالمي، وما أضاف جمالية على أداء الفرقة المميز كان فعلاً العروض المصورة على الشاشات خلف الفرقة، كما الإضاءة المبهرة واللافتة، وقد عمل عليها جورج كرباج الذي أعطى رونقاً خاصاً للحفل، فبدت الموسيقى متناسقة تماماً مع الإضاءة والمشهدية التي ألهبت حماس الجمهور عند أداء كل أغنية، فحتى من لا يؤيد كلمات أغاني «مشروع ليلى» رقص حتماً وفرح مع الموسيقى المميزة والإضاءة الرائعة.

العرض يشبه حقاً مهرجانات جبيل، وقد بدت الفرقة وكأنها خلقت لتؤدي على هذا المسرح، ففي إطلالتهم في بعلبك في العام 2012 لم يكن العرض موفقاً لا من حيث تفاعل الجمهور ولا من حيث السينوغرافيا كما كان في عرض الجمعة الفائت.

إيقاعات إلكترونية، موسيقى بوب وخطاب شبابي في كل أغنية، تبدو وكأنها عناصر أساسية لنجاح «مشروع ليلى» ولإعطاء الحيوية والحياة لكل أمسية تقدمها الفرقة من دون رقابة بل بجرأة يبدو أن جمهور كبير بحاجة إليها.

في العام 2008 كانت البداية بمشروع غنائي لليلة واحدة في الجامعة الأميركية في بيروت، بحثاً عن مكان للتنفيس من التوتر السياسي والاجتماعي، ثم تعددت الليالي وأصبح «مشروع ليلى». الفرقة مكونة من 5 أعضاء، حامد سنو (غناء) وهايغ بابازيان (كمان) وفراس أبو فخر (غيتار وكيبورد) وكارل جرجس (درامز) وإبراهيم بدر (باص) وكانوا جميعا طلابا في الجامعة الأميركية في بيروت. في العام 2009 نظمت إذاعة «راديو لبنان» مسابقة «الموسيقى الحديثة» وحازت الفرقة على جائزة لجنة التحكيم والجمهور وذلك بسبب اغنيتهم «رقصة ليلى». حيث كانت الجائزة الأولى عقد لإنتاج أسطوانة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل