بعد انقطاع دام 13 قرناً.. سوق عكاظ في الدورة العاشرة من مهرجانه ضمن رؤية السعودية 2030

ينتظر السعوديون انطلاق مهرجان سوق عكاظ في دورته العاشرة يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2016 في محافظة الطائف، والذي يعد من أشهر الأسواق عند العرب قديماً، حينما كانت القبائل العربية تتوافد إلى السوق في العشرين يوماً الأولى من أيام شهر ذي القعدة.

وتورد المصادر الأدبية بأن سوق عكاظ سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتعاكظون فيه، أي يتفاخرون ويتناشدون الشعر فيما بينهم.

وكانت أول دورة للسوق في نسخته الحديثة قد بدأت عام 1428هـ - 2007م، بعد انقطاع دام 13 قرناً، حيث تم إحياؤها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتبنت إمارة منطقة مكة المكرمة فكرة إعادة السوق، ليكون أحد أهم مخرجات الاستراتيجية التنموية للمنطقة.

ويعتبر سوق عكاظ أكبر تجمع ثقافي وتجاري يُعقد في جزيرة العرب يطرح فيه الشعراء شعرهم، ويتبارى الخطباء بنثرهم، وتعقد اجتماعات في السياسة والاجتماع والأدب وتعرض فيه أنفس أنواع البضائع، كما امتاز السوق قديماً بنوع من الترتيب، فقد كانت كل قبيلة تتخذ لها موقعاً من السوق، وغالباً ما تشرف على فعاليات ومجريات السوق شخصيَّة مرموقة من زعماء أو وجهاء القبائل.

ويشكل السوق معلماً سياحياً فريداً في المملكة العربية السعودية، ورافداً مهماً من روافد السياحة، إذ يقوم السوق في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين​ لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي، وما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر، ويجد زائر في هذا السوق التاريخي مفارقة هي التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان.

شاعراً من 10 دول عربية 24

مدير سوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، أوضح أن "سوق عكاظ "، يستضيف في دورته العاشرة الأسبوع القادم 24 شاعراً من 10 دول عربية، وهو أكبر ملتقى شِعري في المملكلة.

وقال الغامدي لـ "هافينغتون بوست عربي"، "تتنوع الفعاليات بالسوق وتحوي العديد من المنافسات والجوائز على مستوى الوطن العربي، حيث يغطي مساحة واسعة من الإبداع الفني، ابتداءً من الشعر مروراً بالفن التشكيلي والتصوير الضوئي والخط العربي وانتهاء بالفلكلور والحرف".

وأضاف "تقدم للمرة الأولى في هذه الدورة جائزة الرواية البالغة قيمتها (100) ألف ريال، وجائزتي سوق عكاظ المعرفية وقيمتهما (300 ) ألف ريال، بواقع (200) ألف ريال لجائزة رائد أعمال عكاظ، و(100) ألف ريال لجائزة مبتكر عكاظ ".

كما خصص سوق عكاظ في دورته العاشرة، 5 آلاف متر مربع لأكثر من 20 مؤسسة ثقافية وتعليمية وتنموية ستشارك بمعارض تعنى بالثقافة والتاريخ والعلوم في موقع واحد يحتضن بداخله أحدث المعلومات والفنون.

وأكد الغامدي أن معارض هذا العام (2016) ستكون متجددة في المضمون وطريقة التناول، ومنها ما يتماشى مع خطة التطوير لبرنامج التحول الوطني، التي باشرت برسمها اللجنة الإشرافية للسوق لتقديم ما هو مستحدث وجديد، بما يزيد في تثقيف الزوار وإمتاعهم كما أنها تلبي كافة الأذواق الثقافية والفنية.

وأشار إلى أن لكل معرض من هذه المعارض موضوعه الذي يحقق من خلاله هدفاً استراتيجياً للسوق، ويتماشى مع رؤية السعودية 2003، التي تتضمن معارف المستقبل المتمثلة في التقنيات الحديثة، والعلوم المتقدمة والتطور الاقتصادي.

إلا أن المفاجأة الحقيقة في دورة سوق عكاظ العاشرة، هي مشاركة الفنان محمد عبده في المهرجان السعودي، بعد انقطاع لسنوات، رغم أن مشاركته لم تعلن ضمن الأجندة الثقافية والفنية المعلنة للمهرجان.

وقال محمد الحازمي مدير أعمال الفنان محمد عبده، إن الأخير سيحيي حفلاً غنائياً في 10 أغسطس/آب 2016 ضمن فعاليات "سوق عكاظ"، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.

وسبق لفنان العرب أن شارك في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان، بلوحة غنائية بالفصحى كتبها الشاعر عبدالقادر كمال، كما شارك في الدورة السابعة في أوبريت غنائي، ضم لوحة غنائية كتبها الأمير الشاعر خالد الفيصل.

واعتبر الملحن السعودي، ومؤسس الفرقة الموسيقية حسن خيرات، أن عودة الحفلات الموسيقية بادرة فريدة ومميزة، لاسيما أنها كانت حلم الفنان محمد عبده بعد إنقطاع الحفلات في عسير والسعودية بشكل عام".

وقال خيرات "سنشهد افتتاح مشوق وفي نفس الوقت نحن بحاجة لعودة الأغاني السعودية لوطنها".