المحتوى الرئيسى

علم مصر.. والمملكة

08/07 22:55

نعم، من حق الناس أن تغضب، حين يلوح أحد أفراد البعثة المصرية فى أولمبياد ريو دى جانيرو بعلم المملكة العربية السعودية بيد، وبالعلم المصرى فى يد أخرى. من حق الناس أن تغضب، لأن المسألة زادت على حدها، وبارحت رصيف المنطق، والكل يذكر العلم السعودى الذى لجأ بضعة من المصريين إلى رفعه، وهم يهتفون بسعودية جزيرتى تيران وصنافير، فى مواجهة من تظاهروا هاتفين بمصريتهما. هناك أشياء «عيب»!.. العلم المصرى رمز للدولة المصرية. ومهما هان هذا البلد، ومهما عانى من مشكلات، فسوف تظل مصر هى مصر. الكرامة هى آخر ما تبقى لنا، وحالة الرخص والترخص التى يتعامل بها البعض مع هذا الحدث تجعلنى أخشى على تلك القيمة.

ذكر رئيس اللجنة الأولمبية هشام حطب أنه تحدث مع اللاعب وسأله عن سبب قيامه برفع العلم السعودى، فأجاب بأنه وجد العلم ملقى على الأرض، فقرر رفعه للحفاظ على لفظ الجلالة من الدهس. سأصدق كلام اللاعب، بل وأحترم سلوكه فى صيانة اسم الجلالة من الدهس، لكننى أسأله هو ورئيس اللجنة الأولمبية: ألم يكن الأجدى أن يضع العلم على كرسى أو طاولة أو سور، أو فى أى مكان، يصونه من الدهس؟. ألم يكن بإمكانه أن يناول العلم لأى فرد لا يشارك فى طابور العرض، ومؤكد أن هناك الكثيرين، ويوصيه خيراً بالعلم الذى يحمل اسم الجلالة؟. سأفترض أنه لم يستطع أن يحل المشكلة عبر أى من هذين المسلكين، لكننى أسأل ألم يكن بمقدوره أن يداريه، ولا يلوح به فى يد، بينما يلوح بالعلم المصرى فى اليد الأخرى؟. هل هذا هو مستوى تفكير شبابنا؟.

زايد البعض على الأمر، وأخذ يردد الكلمة التى اعتادت الأذن سماعها تعليقاً على أى فعل شاذ أو غير مقبول، وهى كلمة و«ماله»، وقالوا: «وماله» لقد كان يحمل علم الدولة السعودية، علم أشقائنا الذين ساندونا ودعمونا و.... و.... ، وهو كلام أقل ما يوصف به أنه «كلام بليد»، فالمناسبة لا تحتمل سوى التلويح بالعلم المصرى، ويقينى أن هذا الفعل لو جاء من مواطن سعودى حمل العلم المصرى فى موقف شبيه لانقلبت الدنيا وما قعدت داخل المملكة شجباً وإدانة لهذا الفعل. وتقديرى أن هذا الأمر لا يعنى عدم محبة الشعب السعودى أو تقدير المملكة، لأننا كما لا نرضى بإهانة العلم السعودى، لا نقبل بحال إهدار الكرامة الوطنية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل