المحتوى الرئيسى

14 معلومة سرية عن «فاتنة الصعيد» منيرة تكلا

08/07 22:09

منيرة هانم تكلا من هوانم أقباط القرن العشرين.. أبوها داود بك تكلا عميد أقباط بهجورة ورجل البر والاحسان وصاحب الاراضي الشاسعة... المشهور لليوم في قنا لاعماله الباقية... ومدارسه الرائدة التي أسسها هناك للبنين والبنات منذ نهاية القرن التاسع عشر وأوقف عليها وقتها 200 فدان.. أسس مدرسة للبنين سنة 1891 ومدرسة للبنات 1903... ولم يترك مجالاً خيرياً لم يتبرع له سواء مستشفيات أو مدارس.. وبدأ في بناء مدرسة ثانوية جديدة في بهجورة ولكنه توفي قبل إتمام البناء سنة 1924 فأكملت الاشراف علي البناء زوجته الفاضلة.

ولدُ داود بك تكلا في قرية «بهجورة» التابعة لمركز نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، سنة 1859، أتقن اللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وعيُن وكيلاً للقنصلية الفرنسية في أسوان، وحصل على عدة أوسمة ومنها النيشان العثماني الثالث، والمجيدي الثاني، والنيل الثالث.

اشتهر « تكلا» بالأعمال الخيرية في محيط منطقتهم ودعمهم للتعليم، في سنة 1891 أنشأ داود تكلا مدرسة للبنين في بلدته، وأخرى للبنات بدأ في بنائها سنة 1903، وأوقف عليها 108 أفدنة للإنفاق عليها، وألحق بها قسمًا للتعليم الثانوي.

بعد وفاة الأب داود تكلا منتصف سبتمبر 1924، تولت زوجته «سيدة فلسطين» وابنته الوحيدة «منيرة» استكمال أول مدرسة للتعليم الثانوي في المنطقة، وكان «تكلا» شرع في بنائها قبل وفاته بسنوات، بعد ازدياد عدد طلاب التعليم الثانوي، وافتتحت بالفعل في أول 1929، وأوقفت سيدة فلسطين علي المدرسة الثانوية مائة فدان للصرف عليها.

تزوجت منيرة تكلا، من الثري نجيب ميخائيل بشارة، أحد وجهاء الأقباط في مركز قوص جنوب قنا، وأنجبت منه نجليها «محفوظ» و«داود»، تخرج الدكتور داود نجيب ميخائيل، في كلية الطب سنة 1954، وافتتح عيادة طيبة بقرية بهجورة، وسافر سنة 1958 إلى أمريكا، لاستكمال  الدراسات العليا، وتخرج شقيقه «محفوظ» في الجامعة 1958، ولحق بأخيه في أمريكا للتخصص بهندسة الطيران.

احتدمت الخلافات بين منيرة تكلا وزوجها بعد قيام ثورة 1952، واتهمته بالإسراف والبذخ وتبديد أملاكها، ومنها مبلغ 17 ألف جنيه- حسب وثائق، وطُلقت منه، وحرصت علي إبقاء صلتها بنجليها اللذان كانا يقيمان مع والدهما في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وكانت تمدهما بالمساعدات المالية.

اضطر نجلها الأصغر محفوظ نجيب ميخائيل، إلى الخروج عن عادات وتقاليد العائلة المحافظة، ووقع عقدًا مع فرقة  «سكاي روكيت» الموسيقية، التي كانت تمارس نشاطها في أندية القاهرة في تلك الفترة، لزيادة دخله، وباع الأب 40 فدانًا كانت مملوكة له في مركز قوص بمحافظة قنا، لتدويرها في الاستثمار العقاري في القاهرة، لبناء عقار وفشل مشروع الأب.

تعرفت منيرة تكلا علي موسيقي هاو، هو ألكسندر باسيلي، و كان يمارس نشاطه في أندية ومقاهي الطبقة الراقية في الإسكندرية، ووقعت في غرامه وتزوجته وأشهرا إسلامهما، وأنجبت منه «نيلي» و«نازلي»، وهو ما دفع طليقها إلى إقامة دعوي قضائية بالحجر عليها، واتهم زوجها بالتغرير بها للاستحواذ على أملاكها، وأنه سلب منها إدارة أعمالها عبر توكيلات منها، وأنها لم تعد تمتلك شيئًا.

أقامت منيرة تكلا في بيتها المطل علي البحر في منطقة «زيزينيا» بحي الرمل في الإسكندرية، واستعانت بمديرة منزل أجنبية تدعى أنا فراسنيسكن لإدارة شؤون المنزل ومتابعة تعليم ابنتيها «نيلي» و«نازلي»، وكانت تنفق علي منزلها 3 آلاف جنيه شهريًا، وكانت تتابع شئون دائرتها التي ورثتها عن أبيها- وكانت تبلغ حيازتها ألف و240 فدانًا زراعيًا في قرية بهجورة- عبر البرقيات والهاتف، وأسندت لزوجها الثاني ألكسندر باسيلي السفر إلى الصعيد للقيام بمهام التفتيش على الموظفين في الدائرة، وأطلقت يده في إنهاء خدمة من يراه غير كفئاً في عمله.

ورغم انفصال منيرة تكلا عن زوجها الأول، فانها كانت على صلة بنجليها، وكانت تمدهما بالمساعدات والاحتياجات واشترت لنجلها الأكبر سيارة لتخدمه في تنقلاته في القاهرة، فضلاً عن المساعدات المادية على فترات ووقت الحاجة.

في مطلع الستينيات أقنع المحامي راغب بطرس، وهو ابن خالة زوج منيرة تكلا الأول، موكلته، والذي بدأ عمله في فريق المحامين لديها في سنة 1959، بكتابة جزء من أملاكها لنجليها من زوجها الأول، لضمان مستقبلهما وتوريثهما جزء من أملاكها، قبل رحيلها، واشترطت الأم أن يتم ذلك من خلال كتابة وصية لنجليها، يتم التصرف فيها بعد وفاتها.

في أول يناير سنة 1961 وصلت برقية إلى محمد أحمد، الموظف المكلف بتنظيم الحسابات، في دائرة منيرة تكلا في بهجورة، من الدكتور داود نجيب يبلغه فيه انه وشقيقه، وصلا لاتفاق مع والدتهما، علي بيع مائة فدان لهما نظير مبلغ 30 ألف جنيه، وأن «داود» فوضه بالتوقيع على العقد لسفره خارج البلاد، وكذلك فوض والده نجيب ميخائيل بشارة بالتوقيع، وفي أول فبراير 1961، اجتمع محمد أحمد مع منيرة تكلا ونجلها «محفوظ» في منزلها بالإسكندرية، وقامت منيرة بإطلاع محمد أحمد علي عقد بيع محرر من نسختين لمائة فدان، لنجليها، بشروط احتفاظها بالحيازة والانتفاع مدي الحياة وعدم التصرف، فيها مادامت على قيد الحياة.

وأفضت منيرة تكلا بعد توقيع الوصية إلى مديرة منزلها أنا فراسنيسكن- حسب وثائق، أنها كانت تريد فعل ذلك منذ فترة، وسلمتها مظروفًا مغلقًا وطلبت منها الاحتفاظ به في الخزانة، وراجعت مديرة المنزل سيدتها فيما فعلته أثناء سفر زوجها الثاني إلى الصعيد، في إشارة إلى أنه ربما يعترض، غير أن منيرة تكلا طمأنتها وقالت إن «زوجها طيب القلب ولن يغضب».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل