"المنجل والفأس والسكين".. أدوات "الذئاب المنفردة" لتنفيذ عملياتها الإرهابية بالقارة العجوز.. وخبراء: "خطورتها أكبر من الأسلحة والمتفجرات"
اعتمدت الجماعات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة، على بعض الوسائل البدائية والمتداولة في تنفيذ عملياتها بأنحاء العالم، وتحديدًا داخل القارة العجوز، التي شهدت أكثر من واقعة هجوم منفردة من قبل احد المراهقين اللاجئين، الذي لا تلبث التحقيقات عنه ان تكشف انتمائه بشكل أو بأخر لتنظيم داعش.
وبالتدقيق في المشهد الحالي، نجد أن اعتماد منظمي الهجمات الإرهابية انتقل من استخدام الرصاص أو القنابل كما هو مُعتاد إلى الاعتماد على تلك الأدوات البدائية أمثال المنجل والفأس والسكين، الذي بات ضحاياهم في تزايد مستمر.
وبالأمس، شهدت بلجيكا هجوم إرهابي من قبل رجل مسلح بمنجل، هاجم تجمع لضباط الشرطة، وهو يصيح "الله أكبر"، بمدينة "تشارلروي"، مما دفع قوات الأمن لإطلاق الرصاص على المهاجم وإصابته، وأردته قتيلًا بعد إصابته بإصابات خطيرة.
وأسفرت المواجهة أيضًا عن إصابة ضابطين أخرين، احدهم تعرض لإصابات حادة في الوجه ونقل للمستشفى، بينما أصيب الشرطي الآخر إصابات محدودة، وكالعادة تبنى داعش الهجوم الإرهابي بالمنجل، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بنشر صور للحادث معلق عليها "الله أكبر".
تعيد هذه الواقعة للأذهان، ما شهدته لندن، خلال آواخر الشهر الماضي، من هجوم إرهابي مماثل، على يد لاجىء في ساحة "راسل سكوير" الشهيرة، على تجمع من البريطانيين، مستخدمًا سكينًا حادًا، أدى إلى مقتل امرأة وإصابة 5 أشخاص آخرين بجروح.
وأعلنت وقتها الشرطة البريطانية، إمكانية ارتباط العمل بالإرهاب، وأعقب ذلك احتفال تنظيم داعش بالهجوم الإرهابي الذي تبناه بعد ساعات من وقوعه، حيث رحبت قناة "سير المعارك" التابعة للتنظيم بالعملية.
ومن المنجل والسكين إلى الفأس، الذي بات مشهورًا كسلاح في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتجسد في عملية ألمانيا، التي قام بها لاجىء أفغاني عمره 17 عامًا، مهاجمًا قطار في الولاية الواقعة بمدينة بارفايا، مسلحًا بفأس.
وأصاب وقتها المهاجم أربعة أشخاص بإصابات بالغة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص، وتم العثور على راية لتنظيم داعش من صنع اليد في غرفة الفتى الأفغاني، كما أكد الشهود العيان أن الفتى كان يهتف أثناء تنفيذ العملية بكلمات "الله أكبر".
وسارعت داعش بتحمل المسؤولية عن الهجوم، وأصدرت بيانًا عبر وكالتها الإخبارية قالت فيه: "كان مرتكب هجوم الطعن في ألمانيا واحد من مقاتلي الدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابةً لدعوات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية".
ونشرت مقطع فيديو يظهر فيه شاب يلوح بالسكين إلى الكاميرا، وزعمت أنه هو نفسه المهاجم، الذي قال وقتها: "سوف أذبحكم بهذا السكين وسوف أقطع رؤوسكم بالفؤوس".
وتعتبر الشاحنة من الوسائل غير المعتادة في تنفيذ العمليات الإرهابية، والتي استخدمها تونسي في تنفيذ هجوم إرهابي في فرنسا، حيث قاد الشاحنة التي تزن نحو 19 طنًا ودهس حشود من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس بجنوب فرنسا، مما أدى إلى مقتل 84 شخصًا.
من أجل بث الرعب في المجتمع الغربي، باتت تلجأ الجماعات الإرهابية إلى الاعتماد على الذئاب المنفردة التي يتم تسليحها بما لا يلفت النظر لإتمام عملية الهجوم بنجاح، مما يصعب الأمر على الأجهزة الأمنية في الرصد والقبض على صاحبها.. وفقًا لتحليلات خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية الذين فسروا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، سبب اعتمادها على وسائل هجوم بدائية خلال الفترة الأخيرة.
هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، أرجع اعتماد الذئاب المنفردة، المنتمية لجماعات إرهابية إلى تلك الوسائل البدائية، إلى عدم احتراف هؤلاء المهاجمين للعمل الإرهابي، مشيرًا إلى أنهم مجرد شباب لاجئين يتم التأثير عليهم فكريًا وضمهم للتنظيمات الكبرى، من أجل تنفيذ عمليات منفردة، والتضحية بهم بعدم تأمينهم بأسلحة متقدمة.
وأوضح أنهم غير مدربين على القيام بعمليات إرهابية متطورة، تعتمد على استخدام المتفجرات والأسلحة النارية، مضيفًا: "هم مجرد أشخاص تعرضوا لضغط نفسي شديد نتيجة تهجيرهم ونقمتهم على الحياه، وهذه النوعية من السهل تجنيدهم للقيام بعمليات بدائية، وحينما يفتقدون التدريب والدعم يقومون بها بما في حوزتهم من أسلحة بدائية".
وأكد أن تلك الأسلحة تصعب الأمر على الأجهزة الأمنية؛ لأنها غير متوقع استخدامها ويمكن إخفائها بسهولة وإظهارها عند الحاجة للاستخدام، وحتى أن تم الكشف عنها فهي مسموح بتداولها بين العامة، عكس الأسلحة والمتفجرات.
وأوضح، أن خطورتها تكمن في أمرين، هو أنها غير مرصودة وتستخدم من قبل عناصر غير مرصودة أيضًا، مثل الذئاب المنفردة، فتصبح الأجهزة الأمنية كمن يبحث عن إبرة داخل كومة من القش.
الهجمات الإرهابية المنفردة التي لا ترق إلى حد العمليات، تستهدف في المقام الأول بث الرعب فقط في المجتمع الغربي، ويستخدم فيها بعض اللاجئين غير المحترفين إرهابيًا، كنوع من التضحية بهم، ويتم دعمهم بوسائل يسيتطيعون استخدامها مثل الأسلحة البدائية، وفقًا لرؤية سامح عيد الباحث في شوؤن الجماعات الإسلامية.
Comments