المحتوى الرئيسى

‏"المنجل والفأس والسكين".. أدوات "الذئاب المنفردة" لتنفيذ عملياتها الإرهابية بالقارة العجوز.. وخبراء: "خطورتها أكبر من الأسلحة والمتفجرات"

08/07 21:33

اعتمدت الجماعات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة، على بعض الوسائل البدائية والمتداولة في تنفيذ ‏عملياتها بأنحاء العالم، وتحديدًا داخل القارة العجوز، التي شهدت أكثر من واقعة هجوم منفردة ‏من قبل احد المراهقين اللاجئين، الذي لا تلبث التحقيقات عنه ان تكشف انتمائه بشكل أو بأخر لتنظيم ‏داعش.‏

وبالتدقيق في المشهد الحالي، نجد أن اعتماد منظمي الهجمات الإرهابية انتقل من استخدام الرصاص أو ‏القنابل كما هو مُعتاد إلى الاعتماد على تلك الأدوات البدائية أمثال المنجل والفأس والسكين، الذي بات ‏ضحاياهم في تزايد مستمر.‏

وبالأمس، شهدت بلجيكا هجوم إرهابي من قبل رجل مسلح بمنجل، هاجم تجمع لضباط الشرطة، وهو ‏يصيح "الله أكبر"، بمدينة "تشارلروي"، مما دفع قوات الأمن لإطلاق الرصاص على المهاجم وإصابته، ‏وأردته قتيلًا بعد إصابته بإصابات خطيرة.‏

وأسفرت المواجهة أيضًا عن إصابة ضابطين أخرين، احدهم تعرض لإصابات حادة في الوجه ونقل ‏للمستشفى، بينما أصيب الشرطي الآخر إصابات محدودة، وكالعادة تبنى داعش الهجوم الإرهابي بالمنجل، ‏عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بنشر صور للحادث معلق عليها "الله أكبر".‏

تعيد هذه الواقعة للأذهان، ما شهدته لندن، خلال آواخر الشهر الماضي، من هجوم إرهابي مماثل، على يد ‏لاجىء في ساحة "راسل سكوير" الشهيرة، على تجمع من البريطانيين، مستخدمًا سكينًا حادًا، أدى إلى ‏مقتل امرأة وإصابة 5 أشخاص آخرين بجروح.‏

وأعلنت وقتها الشرطة البريطانية، إمكانية ارتباط العمل بالإرهاب، وأعقب ذلك احتفال تنظيم داعش ‏بالهجوم الإرهابي الذي تبناه بعد ساعات من وقوعه، حيث رحبت قناة "سير المعارك" التابعة للتنظيم ‏بالعملية.‏

ومن المنجل والسكين إلى الفأس، الذي بات مشهورًا كسلاح في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتجسد في ‏عملية ألمانيا، التي قام بها لاجىء أفغاني عمره 17 عامًا، مهاجمًا قطار في الولاية الواقعة بمدينة بارفايا، ‏مسلحًا بفأس.‏

وأصاب وقتها المهاجم أربعة أشخاص بإصابات بالغة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص، وتم العثور على ‏راية لتنظيم داعش من صنع اليد في غرفة الفتى الأفغاني، كما أكد الشهود العيان أن الفتى كان يهتف أثناء ‏تنفيذ العملية بكلمات "الله أكبر".‏

وسارعت داعش بتحمل المسؤولية عن الهجوم، وأصدرت بيانًا عبر وكالتها الإخبارية قالت فيه: "كان ‏مرتكب هجوم الطعن في ألمانيا واحد من مقاتلي الدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابةً لدعوات استهداف ‏دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية".‏

ونشرت مقطع فيديو يظهر فيه شاب يلوح بالسكين إلى الكاميرا، وزعمت أنه هو نفسه المهاجم، الذي قال ‏وقتها: "سوف أذبحكم بهذا السكين وسوف أقطع رؤوسكم بالفؤوس".‏

وتعتبر الشاحنة من الوسائل غير المعتادة في تنفيذ العمليات الإرهابية، والتي استخدمها تونسي في تنفيذ ‏هجوم إرهابي في فرنسا، حيث قاد الشاحنة التي تزن نحو 19 طنًا ودهس حشود من المحتفلين بالعيد ‏الوطني الفرنسي في مدينة نيس بجنوب فرنسا، مما أدى إلى مقتل 84 شخصًا‎.‎

من أجل بث الرعب في المجتمع الغربي، باتت تلجأ الجماعات الإرهابية إلى الاعتماد على الذئاب المنفردة ‏التي يتم تسليحها بما لا يلفت النظر لإتمام عملية الهجوم بنجاح، مما يصعب الأمر على الأجهزة الأمنية ‏في الرصد والقبض على صاحبها.. وفقًا لتحليلات خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية الذين فسروا في ‏تصريحات خاصة لـ"الدستور"، سبب اعتمادها على وسائل هجوم بدائية خلال الفترة الأخيرة.‏

هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، أرجع اعتماد الذئاب المنفردة، المنتمية لجماعات إرهابية إلى ‏تلك الوسائل البدائية، إلى عدم احتراف هؤلاء المهاجمين للعمل الإرهابي، مشيرًا إلى أنهم مجرد شباب ‏لاجئين يتم التأثير عليهم فكريًا وضمهم للتنظيمات الكبرى، من أجل تنفيذ عمليات منفردة، والتضحية بهم ‏بعدم تأمينهم بأسلحة متقدمة.‏

وأوضح أنهم غير مدربين على القيام بعمليات إرهابية متطورة، تعتمد على استخدام المتفجرات والأسلحة ‏النارية، مضيفًا: "هم مجرد أشخاص تعرضوا لضغط نفسي شديد نتيجة تهجيرهم ونقمتهم على الحياه، ‏وهذه النوعية من السهل تجنيدهم للقيام بعمليات بدائية، وحينما يفتقدون التدريب والدعم يقومون بها بما في ‏حوزتهم من أسلحة بدائية".‏

وأكد أن تلك الأسلحة تصعب الأمر على الأجهزة الأمنية؛ لأنها غير متوقع استخدامها ويمكن إخفائها ‏بسهولة وإظهارها عند الحاجة للاستخدام، وحتى أن تم الكشف عنها فهي مسموح بتداولها بين العامة، ‏عكس الأسلحة والمتفجرات.‏

وأوضح، أن خطورتها تكمن في أمرين، هو أنها غير مرصودة وتستخدم من قبل عناصر غير مرصودة ‏أيضًا، مثل الذئاب المنفردة، فتصبح الأجهزة الأمنية كمن يبحث عن إبرة داخل كومة من القش.‏

الهجمات الإرهابية المنفردة التي لا ترق إلى حد العمليات، تستهدف في المقام الأول بث الرعب فقط في ‏المجتمع الغربي، ويستخدم فيها بعض اللاجئين غير المحترفين إرهابيًا، كنوع من التضحية بهم، ويتم ‏دعمهم بوسائل يسيتطيعون استخدامها مثل الأسلحة البدائية، وفقًا لرؤية سامح عيد الباحث في شوؤن ‏الجماعات الإسلامية.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل