المحتوى الرئيسى

أسرار مثيرة عن مراكز علاج الإدمان غير المرخصة

08/07 18:40

«تحت السيطرة» بالإهانة والتعذيب وصور خادشة للحياء

"التعذيب.. الانتحار.. الوفاة"، نهاية مأساوية تنتظر ذلك الشخص، الذى سقط فى فخ الإدمان وقرر العلاج، ولم تسعفه ظروفه للالتحاق بأحد المراكز المحترمة ذات السمعة الطيبة للعلاج ليخرج سالمًا من هذه الدائرة السوداء، فيجد نفسه ضحية جديدة لـ"سلخانة" المراكز غير المرخصة لعلاج الإدمان.

هذه المراكز المنتشرة بقوة فى عدة مناطق، باتت معروفة بالاسم مثل حدائق الأهرام والمقطم والرحاب، تستغل حالة الهدوء الشديد وغياب الأمن عن هذه المناطق، للاستمرار فى "سبوبة" يحصدون من ورائها ملايين الجنيهات، والضحية المدمن وأهله.

فالشخص المدمن، الذى قرر بإرادته أو بضغط من أهله العلاج، أن يسلك طريقًا من ثلاث، الأول المستشفيات الحكومية، والتى ترفع شعار"مفيش مكان فوت علينا الشهر الجاى"، أو المستشفيات والمراكز المرخصة والمعروفة والتى تتطلب علاجًا يتراوح ما بين 6 و 9 آلاف جنيه شهريًا، وقد تتجاوز مدة العلاج الستة أشهر، أو يسير فى الطريق الأسود وهى مؤسسات "بير السلم" غير المرخصة.

ويقول الدكتور إيهاب هندى، أخصائى طب نفسى وإدمان فى مستشفى أم المصريين، يلجأ الكثير من الأهالى للمؤسسات غير المرخصة لعلاج الإدمان، فى محاولة للتخلص من ابنهم المدمن بأقل التكاليف، حيث لا تزيد على 2000 جنيه شهريًا، ولكنها لا تعتمد على أى برتوكول علاجى ولا يديرها متخصصون أو أطباء أو ممرضون، ولكن مدمن متعاف منذ فترة لا تتجاوز العامين ويفتقد لأى معايير المهنية.

وكشف "هندى"، عن أن أعداد الوفيات داخل هذه المراكز كبيرة جدًا، تصل إلى ستة مرضى شهريًا، فهذا الذى يصف نفسه بـ"المعالج" يقوم بإعطاء المرضى حقن دون معرفة تاريخهم المرضي، الأمر الذى أفقد الكثير منهم أرواحهم هباء.

وأشار، إلى أن مريضًا أقدم على الانتحار فى إحدى المؤسسات، بعد أن رفضوا خروجه، أو رؤية أهله له وأصروا على إعطائه الحقن، حتى يطيل بقاؤه وتستمر فاتورة الحساب، فلم يجد أمامه سوى الانتحار.

 ولفت "هندى"، أيضًا إلى أن بعض المؤسسات تقوم بربط المرضى وتعذيبهم بدنيًا، لرفضهم الاستمرار فى المركز ورغبتهم فى الخروج، وهو بالنسبة لهم "البيضة التى تبيض ذهبًا" ولا يريدون خسارته، مؤكدًا أن أغلب المرضى إما يفشلون فى العلاج أو ينتكسون بعد فترة قليلة .

وأضاف، أن الحل أيضًا ليس فى المستشفيات الحكومية، التى يديرها مجموعة من الموظفين، مشيرًا إلى أن حلقة علاج المدمنين صعبة جدًا ولا يمكن حلها.

وأوضح هندى، أن هناك نوعان من المؤسسات غير المرخصة، الأولى تلك التى يديرها غير المتخصصين، والثانية بها أطباء متخصصون وعلى أعلى مستوى علمى ومهنى ولكنهم فشلوا فى الحصول على ترخيص تضع له الدولة مجموعة من الإجراءات المعقدة والأموال الطائلة ليجد الطبيب نفسه فى النهاية أمام حل واحد "الطريق الشمال"، حسب وصف إيهاب هندى.

وواصل "هندى" الشرح، بأن الطبيب قد يقوم بتحمل تبعات الترخيص ثم يقوم الحى بمداهمة المركز بحجة أنه مشروع فى منطقة سكنية، رغم السماح بالمحال والمقاهي، وإذا أراد الاستمرار فى مشروع فليس أمامه سوى "إتاوة شهرية" للحي.

وفى محاولة لتقصى الأمر، استطاعنا دخول أحد المراكز غير المرخصة لعلاج الإدمان، الذى لا توجد أى لافتة تشير إلى وجوده، واستطاعنا الوصول إليه عن طريق أحد ضحاياه، رائحة دخان السجائر تنبعث من باب الشقة بشكل لافت، وأصوات موسيقى عالية.

وعند دخول المركز المتخصص لعلاج إدمان الفتيات، حيث سيدة تجلس لا تتجاوز الـ35 سنة، وتمسك بإحدى يديها سيجارة والأخرى "مج" قهوة تنبعث منها رائحة بن ثقيل جدًا، لنعرف بعد ذلك أنها هى من تقوم بالعلاج، وحولها مجموعة أخرى من الفتيات بنفس الهيئة وتتحدث إليهم عن ضرورة ترك الإدمان، ولكن اللافت أن إحدى الفتيات كان على وجهها ويدها أثار خدوش وعلامات لربط بشىء خشن وكأنه حبل.

وعند سؤال الفتاة قالت: "لا أجد أى جدوى من العلاج، ولا أرغب فى الاستمرار ويرفضون تمامًا أن أخرج أو أقابل أهلي، بحجة أن الفترة الأولى فى العلاج لابد أن انقطع عن العالم الخارجي، والحل فى أيدهم إما الصفع على الوجه، أو الضرب أو التقييد فى السرير بحبل يقطع الأيدي، والحل الأخير حقن بها أنام فوق الـ14 ساعة".

وتابعت، "كرهت العلاج بهذه الطريقة، ولو أهلى مستغنين عنى يتركونى هنا، إن لم يأخذونى سوف انتحر".. ومن المعروف أن أسلوب "الربط" متبع مع المرضى فى المستشفيات والمراكز المتخصصة، ولكن بيكون على سرير وباستخدام حزام أو رباط من نوع خاص لا يسبب أى أذى للمريض.

وحذر أحمد رءوف، أحد المتطوعين فى الخط الساخن لعلاج الإدمان، من أن الكثير من المراكز تقوم بالتقاط صور خادشة للحياء للمرضى بغرض ابتزازهم، لعدم الخروج من المصحة، داعيًا الأهالى إلى عدم تسليم أبنائهم بـ"الرخيص" لهذه المراكز التى لا يوجد بها طبيب واحد يشرف على علاج أبنائهم.

وأشار، إلى أن عدد حالات الوفيات جراء هذه المراكز أكثر بكثير من حالات التعافى والشفاء التام، موضحًا أن الحقن التى تعطى للمرضى فى هذه الأماكن المشبوهة، يجب أن تعطى مع عقاقير أخرى حتى لا تظهر الأعراض الجانبية كالتخشب والتشنجات وغيرهما، وهم يعطونها له كعقاب وليس لعلاجه.

وتحدث عن خدمة "الشحن"، التى توفرها هذه المراكز مقابل 500 جنيه، حيث تتم الاستعانة بشخص كل مقوماته أنه "جتة" يكتف المريض من منزله بعد اتصال الأهل، ويمكن حقنه بمادة مخدرة تفقده الوعي، لحين الذهاب به للمركز، وهو أمر يعاقب عليه القانون، حيث يشترط القانون ضرورة موافقة المدمن وأهله على العلاج.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل