المحتوى الرئيسى

بالصور| "الشيخ عجلين" معقل العنب والتين بقطاع غزة

08/07 12:05

إلى الجنوب من قطاع غزة، وتحديدًا بمنطقة الشيخ عجلين بمحاذاة شاطئ البحر، لا يكاد يُغمض المار جِفنيه؛ وهو يُمتعَ ناظريه بكروم العنب الذي تتدلى عناقيده من غصون تلك الأشجار، وثمار التين المزروعة بالقرب أيضًا.

وبين تلك الكروم الممتدة، يقضي المزارع محمود شملخ وأولاده النهار، في رعاية تلك الأشجار، التي تُعد منطقة الشيخ عجلين الأكثر شهرة بزراعتها بقطاع غزة؛ رغم أنها تقع على مسافة قريبة من شاطئ البحر.

وبينما يجلس "شملخ"، وسط الكروم، يقطف نجله أحمد-الذي لم يتخط الـ 15 عامًا-، في جِدٍ واتقان، عناقيد العنب المتدلية بمقص يُحرّكه بخفة ومهارة؛ ويضعها في صناديق خشبية وبلاستيكية، وينقلها بعد الانتهاء إلى سيارة لنقلها لنقاط البيع.

وفيما ترتسم الابتسامة على وجه المزارع شملخ، (في العقد الخامس من عمره)، في حديثه لوكالة "صفا" الفلسطينية، يقول بفخر إن "أهل منطقته، دأبوا منذ عشرات السنين، على زراعة العنب والتين، في تلك المنطقة حتى باتت تُقرن المنطقة بهذه الثمرة".

ويبدأ نضوج وتسويق هذه الفاكهة الصيفية بداية شهر يونيو في منطقة أريحا والأغوار مرورًا بمنطقة الوسط وقطاع غزة، ويستمر حتى ديسمبر في مناطق الجنوب بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وعلى مقربة من الكروم وعلى الطريق الساحلي يصطف عشرات الباعة من عائلة المزارع شملخ وعوائل مزارعي الشيخ عجلين لبيع ما تجود به هذه الأراضي من ثمار؛ التي يُقبل عليها المواطنون لمذاقها الشهي.

من جهته، قال مدير عام التسويق بوزارة الزراعة تحسين السقا إن الأراضي المزروعة بالعنب بقطاع غزة تبلغ 7000 دونم، وهي موزعة 5500 دونم (يطلق عليه عنب "الشيخ عجلين")، و1500 دونم عنب لا بذري.

وأضاف السقا أن: الأراضي المزروعة بالعنب والتين تغطي مساحة كبيرة من منطقة الشيخ عجلين، وهي تزداد عامًا بعد عام.

وأوضح أن توقعاتهم هذا العام أشارت إلى أن محصول العنب سيكون وفيرًا مقارنة بالعام الماضي، وستصل إنتاجيته إلى ما يزيد عن 8000 طن؛ إلا أن ارتفاع درجات الحرارة وانتشار مرض البياض الزغبي أفقد 25% من إنتاجيته وجعله كالعام الماضي.

فيما بلغت إنتاجية التين ما يزيد عن 1200 طن، وهي مزروعة بـ 1500 دونم بالقطاع.

ولا يقتصر استخدام العنب والتين على أكلهما فحسب، بل يمتد لتجفيفهما ليصيرا "زبيب وقُطّين"، حيث يستخدمان في الكثير من الوجبات والأكلات، فيما تصنع بعض العائلات الدبس، والمُربى من كلا الصنفين. 

ويعتبر العنب ثاني أكبر المزروعات في فلسطين بعد الزيتون، ويعيل محصوله آلاف الأسر، وتحتل الخليل المرتبة الأولى في إنتاجه بواقع 50 ألف طن سنويًا، إلا أنه يشهد حاليًا تراجعًا متفاوتًا نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية.

ودأبت قوات الاحتلال على تجريف أراضي المزارعين، بالإضافة إلى منعهم من قطف ثمار العنب وخاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات بمحافظة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة.

وتشتهر كل من الشيخ عجلين ومدينة الخليل بزراعة العنب والتين؛ وتشكلان عصبًا أساسيًا لاقتصاد أهالي تلك المناطق؛ كما شكلتا ميراثًا تاريخيًا وثقافيًا من خلال الأمثال التي يتداولها الناس.

ومن بين الأمثال التي تقال: "عنب الخليل للعنابية، وعنب غزة للأكل"، في إشارة إلى أن العنب المفضل لصناعية مربى "العنابية" هو عنب الخليل، فيما عنب غزة والشيخ عجلين على وجه الخصوص هو المفضل للأكل.

وكشفت دراسة حديثة، أن العنب يعمل على حماية الفرد من الإصابة بالسرطان ومن أمراض القلب والتهاب المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة.

وتشير الدراسة بأن مادة "الأكتيفين" الموجود في العنب أقوى 7 مرات من فيتامين ج، والبيتا كاروتين، وفيتامين ه، وهي من مضادات الأكسدة القوية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل